شكل بكلماته ألحانًا أشعلت حماس المصريين، وبكلمات بسيطة لمس البسطاء، واستطاع أن ينسج سطور دواوينه من لسان المصريين، ولم يتخل عن مصر في أي معركة من معاركها القومية على مدار حياته.
أصيب “الخال” بأزمة صحية بعد تعرضه لمشاكل في الرئة، وعندما اقترب من الشفاء أصابته جلطة في الساق اليمنى، ما منعه من الخروج من مستشفى الجلاء العسكري بمحافظة الإسماعيلية، ليستمر في المكوث لبضعة أيام أخرى على فراش المرض، حتى توفي عصر اليوم.
“ساعتها بس ..
حاتعرف إيه هوّه الموت..!!
أول ما ييجي لك.. نط
لسه بتحكي لهم بحري حكاية
فاطنة وحراجي القط..؟”
ولد الخال عام 1939م في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذوناً شرعياً وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديداً في شارع بني على حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها.
وتشكلت شخصيته من قلب الصعيد، وبأشعاره المبدعة شكل وجدان المصريين، ووضع في قلوب المُحبين كلماته البسيطة التي تداولها العشاق، ولمس بها البسطاء.
عمل والده محمود أحمد عبد الوهاب مأذونًا شرعيًا للقرية، وكانت له معرفة زاخرة بالنحو واللغة، فنظم ألفية في النحو، وبردة على نسق بردة البوصيري، وكان من الذين يقرضون شعر الفصحى، ولديه مكتبة عربية عامرة.
أما والدته فاطمة قنديل، التي يحلو للأبنودي أن يسميها قنديلة، فكانت بحسب وصفه، مزيجًا ما بين الفرعونية القبطية والإسلامية، بالرغم من أميتها وإيمانها بالخوارق من أمور قداسة النهر والخصب وطرد الروح برذاذ الماء الذي ترشه على عتبات البيت، وكانت في نظره مثالًا للمرأة المصرية عمومًا، والصعيدية بشكل خاص، وكان مصدرًا كبيرًا لإلهام الأبنودي في مختلف أشعاره.
عبد الرحمن الأبنودي واحداً من أشهر شعراء العامية في مصر والعالم العربي، شهدت القصيدة العامية على يده مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها، وكتب لكبار المطربين وتنوعت أعماله مابين العاطفي والوطني والشعبي.
ومن أشهر كتبه، كتاب “أيامي الحلوة” والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصاً وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.
وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية، وصدر مؤخرًا عن دار “المصري” للنشر والتوزيع كتاب “الخال” للكاتب الصحفي محمد توفيق، يتناول فيه سيرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي الذاتية.
وفي مقدمة كتابه، يقول توفيق: “هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذي ظن البعض – وبعض الظن إثم – أن تقليده سهل وتكراره ممكن”.
من أشهر دواوينه الأرض والعيال “1964 – 1975 – 1985″، والزحمة “1967 – 1976 – 1985″، وعماليات “1968”, وجوابات حراجي القط “1969 – 1977 – 1985″, الفصول “1970 – 1985″, وأحمد سماعين “1972 – 1985″, وأنا والناس “1973”, وبعد التحية والسلام “1975”, ووجوه على الشط “1975 – 1978″, وصمت الجرس “1975 – 1985″, والمشروع والممنوع “1979 – 1985″, والمد والجزر “1981” قصيدة طويلة.