اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 37678 تاريخ التسجيل : 25/02/2010 الموقع : ايطاليا العمل/الترفيه : دكتورة صيدلانية وافتخـــر المزاج : الحمد لله
موضوع: أصلح ما بقي من عمرك,,, الجمعة 17 أبريل 2015 - 18:27
خلق الإنسان للطاعة والعبادة، وفتح له باب التوبة والإنابة، يستدرك بها ذنوبه، ويمسح بها تقصيره، ويصلح بها زلاته. فالتوبة واجبة على الدوام، لأن الإنسان لا يسلم من معصية، ولا يخلو من نقص إنما الخلق يختلفون في المقادير وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوبة فقال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) “البقرة: 222 “، وقال عز وجل: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ” النور: 31 “. وهذا نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: ” يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة ” ” رواه مسلم “. فإذا كان نبي الله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يتوب إلى الله في اليوم مئة مرة فكيف بنا نحن كم مرة في اليوم يجب علينا أن نستغفر الله؟.. اترك لكم الإجابة. ولكن اود أن اذكركم اخوتي أن أبواب السماء مشرعة للتائبين، مفتوحة للعائدين ورغم ذلك هناك من يعرض عن هذه الأبواب.. لقوله صلى الله عليه وسلم: ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ” ” رواه البخاري “. فهذا الحديث بشارة لجميع المسلمين بالجنة إلا صنفًا منهم لا يريد دخولها، لا زهدًا فيها ؛ ولكن جهلاً بالطريق الموصلة إليها، وتكاسلاً عن دخولها وتفضيلاً للمتع الدنيوية الزائلة على تلك النعم الخالدة في الجنة. قال رجل لوهب بن الورد: عظني؟ فقال: اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك. أخي: لو لحظك شخص وأنت تهم بفعل زلة لتوقفت تعد الخطى وتستثقل فعل المعصية، فكيف والله عز وجل يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ مطلع على كل صغيرة وكبيرة. أخي: القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه في التوبة والرجوع إلى الله، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى. فإياك والغفلة عمن جعل لحياتك أجلاً ولأيامك وأنفاسك أمدًا. فيا من يذنب ولا يتوب، كم قد كتبت عليك ذنوب خل الأمل الكذوب، فرب شروق بلا غروب، متى تنتبه لخلاصك أيها الناعس؟ متى تطلب الأخرى يا من على الدنيا تنافس؟ متى تذكر وحدتك إذا انفردت عن مؤانس؟ يا من قلبه قسا وجفنه ناعس، يا من تحدثه الأماني.. دع عند هذه الوساوس.