اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: أيها الانسان .. الأحد 5 أبريل 2015 - 8:54
أيها الانسان : يامن مل من الحياة ، وسئم العيش ، وضاق ذرعاً بالأيام ، وذاق الغصص ، ان هناك فتحاً مبيناً ، ونصراً قريباً ، وفرجاً بعد شدة ، ويسراً بعد عسرٍ ، ان هناك لطفاً خفياً من بين يديك ومن خلفك ، وان هناك املاً مشرقاً ، ومستقبلاً حافلاً ، ووعداً صادقاً ، قال تعالى ( وَعٌدَ آللهِ لاَ يُخلِفُ آللهُ وَعٌدَهُ ) ان لضيقك فرجاً وكشفاً ، ولمصيبتك زوال ، وان هناك انساً وروحاً وندىً وطلاً وظلاً ، قال تعالى ( آلٌحَمٌدُ لِلهِ آلَّذِيٓ أَذٌهَبَ عَنَّا آلٌحَزَنَ ) ، أيها الانسان : آنَ ان تداوي شكك باليقين ، والتواء ضميرك بالحق ، وعوج الأفكار بالهدى ، واضطراب المسيرةِ بالرشد ، آنَ ان تقشع عنك غياهب الظلام بوجه الفجر الصادق ، ومرارة الاسى بحلاوة الرضا ، وحنادس الفتن بنورٍ يلقفُ ما يأفكون ، أيها الناس : إن وراء بيدائكم القاحله ارضاً مطمئنةً ، يأتيها رزقها رغداً من كل مكان ، وان على راس جبل المشقه والضنى والإجهاد ، جنةً أصابها وابلٌ ، فهي ممرعةٌ ، فإن لم يصبها وابلٌ ، فطل من البشرى والفأل الحسن ، والامل المنشود . يا من اصابه الأرق ، وصرخ في وجه الليل : الا أيها الليل الطويل الا انجلِ ، أبشر بالصبح ، قال تعالى ( أَلَيٌسَ آلصُّبٌحُ بِقَرِيبٍ ) ، صبحٌ يملؤك نوراً وحبوراً وسروراً . يامن اذهب لبه الهم : رويدك ، فإن لك من افق الغيب فرجاً ، ولك من السنن الثابتة الصادقة فُسحةً . يا من ملأت عينك بالدمع : كفكف دموعك ، وأرح مقلتيك ، اهدأ فإن لك من خالق الوجود ولايةً ، وعليك من لطفه رعايةً ، اطمئن أيها العبد ، فقد فرغ من القضاء ، ووقع الاختيار ، وحصل اللطف ، وذهب ظمأ المشقة ، وابتلت عروق الجهد ، وثبت الأجر عند من يخيبُ من لديه السعى . اطمئن : فإنك تتعامل مع غالبٍ على أمره ، لطيفٍ بعباده ، رحيمٍ بخلقه ، حسن الصنع في تدبيره . اطمئن : فإن العواقب حسنة ، والنتائج مريحةٌ ، والخاتمةٌ كريمةٌ ، بعد الفقر غنى ، وبعد الظمأ ري ، وبعد الفراق اجتماع ، وبعد الهجر وصل ، وبعد الانقطاع اتصال ، وبعد السهاد نوم هادئ ، قال تعالى ( لَا تَدٌرِى لَعَلَ اٌللهَ يُحٌدِثُ بَعٌدَ ذَلِكَ أَمٌراً ) . إيها المعذبون في الارض ، بالجوع والضنك والضنى والالم والفقر والمرض ، ابشروا ، فإنكم سوف تشبعون وتسعدون ، وتفرحون وتصحون ، قال تعالى ( وَآٌلَّيٌلِ إِذٌ أًدْبَرَ وَاٌلصُّبٌحِ إِذَآ أَسٌفَرَ) وحق على العبد ان بظن بربه خيراً ، وان ينتظر منه فضلاً ، وان يرجو من مولاه لطفاً ، فإن من أمره في كلمة ( كن ) ، جدير ان يوثق بموعوده ، وان يتعلق بمعهوده ، فلا يجلب النفع الا هو ، ولا يدفع الضر الا هو ، وله في كل نفس لطف ، وفي كل حركه حكمه ، وفي كل ساعه فرج ، جعل بعد الليل صباحاً ، وبعد القحط غيثاً ، ويعطي ليُشكر ، ويبتلي ليعلم من يصبر ، يمنح النعماء ليسمح الثناء ، ويسلط البلاء ليرفع اليه الدعاء ، فحري بالعيد ان يقوي معه الاتصال ، ويمد اليه الحبال ، ويكثر السؤال ، قال تعالى ( وَسٌئَلُواْ اٌللهَ مِن فَضٌلِهِ) ، ( اٌدعُواْ رَبَّكُمٌ تَضَرُّعاً وَخُفٌيَةً ) . انقطع العلاءُ بن الحضرمي ببعض الصحابه في الصحراء ، ونفد ماؤهم ، واشرفوا على الموت ، فنادى العلاء ربه القريب ، وسال الهاً سميعاً مجيباً ، وهتف بقوله : ياعلي ، يا عظيم ، ياحكيم ، ياحليم ، فنزل الغيث في تلك الحضه اللحضه ، فشربوا وتوضؤوا ، واغتسلوا وسقوا دوابرهم ، قال تعالى ( وَهُوَ اٌلَّذِي يُنَزِلُٰ اٌلغَيٌثَ مِن بَعدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحٌمَتَهُ وَهُوَ الٌوَلِيُّ الٌحَمِيدُ)