المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Empty
مُساهمةموضوع: أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)   أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) I_icon_minitimeالسبت 4 أبريل 2015 - 11:47

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 3dlat.com_06_14Cqv0F8VaDyk9


أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcQPjDdPoWgoINwhqp0FZ8HjZo-XMoKG-nl8R0emeGnw4MEOms88rXLC754
في الكوفة لانتمائه لهم. عاش أفضل ايام حياته واكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ويقولون عنه بانه شاعر اناني ويظهر ذلك في اشعاره. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً. [1][2][3]
صاحب كبرياء وشجاع وطموح ومحب للمغامرات. وكان في شعره يعتز بعروبته، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.
شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. فقد كانت فترة نضج حضاري وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون. فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من غير العرب. ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية، ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة. لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام والمجتمع، فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا الأمير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك. والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد مثلاً يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعراً معروفاً استقبله المقصود الجديد، وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته. في هذا العالم المضطرب كانت نشأة أبي الطيب، وعى بذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله، فأخذ بأسباب الثقافة مستغلاً شغفه في القراءة والحفظ، فكان له شأن في مستقبل الأيام أثمر عن عبقرية في الشعر العربي. كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه، أعلن عنه في شعره تلميحاً وتصريحاً حتى أشفق عليه بعض اصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في دهوك فلم يستمع له وإنما أجابه ً: أبا عبد الإله معاذ أني. إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن.



المتنبي وسيف الدولة الحمداني


أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 220px-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A8%D9%8A
تمثال المتنبي في شارع المتنبي ببغداد
ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى
حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة ابن حمدان، أمير وصاحب حلب، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في أفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة فجوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة.
ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة في حلب أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.
وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها كقوله:
من تغلب الغالبين الناس منصبهومن عدّي أعادي الجبن والبخل

خيبة الأمل وجرح الكبرياء



أحس بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة، فلم ينتصف له سيف الدولة، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها : (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته). بعد تسع سنوات ونصف في بلاط سيف الدولة جفاه الأمير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك. انكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي.
فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقه يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي.
مدح كافوراً الإخشيدي وأبا شجاع، وأقام في مصر ردحاً من الزمن يرقب الفرصة من كافور فيصعد المجد على كاهله، فماهو إلا أن قال:
أبا المسك ، هل في الكأس فضلٌ أنالهفإني أغني منذ حين وتشرب
وقال:
وهل نافعي أن ترفع الحجب بينناودون الذي أملت منك حجاب
وفي النفس حاجات وفيك فطانةسكوتي بيان عندها وجواب
حتى أوجس كافور منه خيفة، لتعاليه في شعره وطموحه إلى الملك، فزوى عنه وجهه، فهجاه وقصد بغداد، وكان خروجه من مصر في يوم عيد، وقال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور وحاشيته، والتي كان مطلعها:
عيد بأية حال عدت يا عيدبما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهمفليت دونك بيدا دونها بيد
وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةً يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد، وفي مطلعها يصف ناقته:
ألا كل ماشية الخيزلىفدى كل ماشية الهيذبى
وكل نجاة بجاويةخنوف وما بي حسن المشى
ضربت بها التيه ضرب القمارِإما لهذا وإما لذا
إذا فزعت قدمتها الجيادوبيض السيوف وسمر القنا
وفيها يصف منازل طريقه:
وجابت بُسيطة جوب الرَّداءبين النَّعَام وبين المها
إلى عُقدة الجوف حتى شَفَتبماء الجُرَاوِيّ بعض الصدا
ولاحَ لها صورٌ والصَّبَاحولاحَ الشَّغور لها والضَّحَا
وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه. وذكر في قصائده بعض المدن والمواضع الواقعة ضمن الحدود الإدارية لدُومة الجندل، والتي منها:
حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ
وَلا يُحِسّ بأجْفانٍ يُحِسّ بهَافقْدَ الرّقادِ غَريبٌ باتَ لم يَنَمِ
تُسَوِّدُ الشّمسُ منّا بيضَ أوْجُهِنَاولا تُسَوِّدُ بِيضَ العُذرِ وَاللِّمَمِ
وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةًلوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ
وَنَترُكُ المَاءَ لا يَنْفَكّ من سَفَرٍما سارَ في الغَيمِ منهُ سارَ في الأدَمِ
لا أُبْغِضُ العِيسَ لكِني وَقَيْتُ بهَاقلبي من الحزْنِ أوْ جسمي من السّقمِ
طَرَدتُ من مصرَ أيديهَا بأرْجُلِهَاحتى مَرَقْنَ بهَا من جَوْشَ وَالعَلَمِ
تَبرِي لَهُنّ نَعَامُ الدّوّ مُسْرَجَةًتعارِضُ الجُدُلَ المُرْخاةَ باللُّجُمِ
ولمّا وصل إلى بسيطة، رأى بعض غلمانه ثورًا فقال : هذه منارة الجامع ورأى آخر نعامة برية فقال: هذه نخلة، فضحك أبو الطيب وقال:
بُسيطة مهلاً سُقيت القطاراتركت عيون عبيدي حيارا
فظنوا النعام عليك النخيلوظنوا الصوار عليك المنارا
فأمسك صحبي بأكوارهموقد قصد الضحك فيهم وجارا
ومما قاله في مصر ولم ينشدها الأسود ولم يذكره فيها، وفيها يشكو معاناته من الزمن:
صحب الناس قبلنا ذا الزماناوعناهم من شأنه ما عنانـا
وتولو بغصة كلهم منهوإن سـر بعضـهم احيــانـا
رُبما تُحسِنُ الصّنيع لَيَالِيــهِ ولكِن تكدرُ الإحْسَانا
وكأنا لم يرض فينا بريب الـدهر حتى اعانه من اعانـا
كلما انبت الزمان قناةركب المرء في القناة سنانـا
ومراد النفوس اصغر من أننتـعـادى فيه وأن نتـفـانـى
غير أن الفتى يلاقي المنــــايـــاكالـــحات ولا يـلاقي الهوانا
ولو أن الحياة تبقى لحيلــعددنا أضــلـنا الشجــعـنــا
وإذا لم يكن من المــوت بدفمن العجز أن تكون جبانا
كل مالم يكن من الصعب في الأنـــــفس سهل فيها إذا هو كانا
لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء الشام والعراق وفارس. وبعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات. ومدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز وذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.


شعره وخصائصه الفنية

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.ويقول الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه في الأدب والفن ان المتنبي يعتبر وبحق شاعر العرب الأكبر عبر العصور.


أغراضه الشعرية


المدح الإخشيدي، وقصائده في سيف الدولة تبلغ ثلث شعره أو أكثر، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقاده حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:
وقفت وما في الموت شكٌّ لواقفكأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةًووجهك وضاحٌ، وثغرُكَ باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهىإلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم
و كان مطلع القصيدة:
عَـلَى قَـدرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُوتَــأتِي عَـلَى قَـدرِ الكِـرامِ المَكـارِم
وتَعظُـم فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُهاوتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

الوصف


أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :
مَغَاني الشِّعْبِ طِيباً في المَغَانيبمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ
وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيّ فِيهَاغَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ
مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَاسُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ
طَبَتْ فُرْسَانَنَا وَالخَيلَ حتىخَشِيتُ وَإنْ كَرُمنَ من الحِرَانِ
غَدَوْنَا تَنْفُضُ الأغْصَانُ فيهَاعلى أعْرافِهَا مِثْلَ الجُمَانِ
فسِرْتُ وَقَدْ حَجَبنَ الحَرّ عنيوَجِئْنَ منَ الضّيَاءِ بمَا كَفَاني
وَألْقَى الشّرْقُ مِنْهَا في ثِيَابيدَنَانِيراً تَفِرّ مِنَ البَنَانِ
لها ثمر تشـير إليك منـهبأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـاصليل الحَلى في أيدي الغواني
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيهاأجابتـه أغـانيُّ القيـان
وقال يعاتب سيف الدولة ويفخر بنفسه وشعره:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبيو أسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردهاويسهر الخلق جراها ويختصم
و جاهل مده في جهله ضحكيحتى أتته يد فراسة وفم
إذا رأيت نيوب الليث بارزةفلا تظنن أن الليث يبتسم
و مهجة مهجتي من هم صاحبهاأدركته بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل واليدان يدوفعله ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفلين بهحتى ضربت وموج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيداء تعرفنيوالسيف والرمح والقرطاس والقلم

الهجاء


لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد اللفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:
أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌضعيف يقاويني، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادلوقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبهوأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم، غير أننيبغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل
ومن قوله في هجاء كافور:
من أية الطرق يأتي مثلك الكرمأين المحاجم ياكافور والجلم
جازا الأولى ملكت كفاك قدرهمفعرفوا بك أن الكلب فوقهم
سادات كل أناس من نفوسهموسادة المسلمين الأعبد القزم
أغاية الدين أن تحفوا شواربكميا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ألا فتى يورد الهندي هامتهكيما تزول شكوك الناس والتهم
فإنه حجة يؤذي القلوب بهامن دينه الدهر والتعطيل والقدم
ما أقدر الله أن يخزي خليقتهولا يصدق قوما في الذي زعموا
بيد أن أبرز ما أتى به المتنبي على مستوى الهجاء كان القصيدة الشهيرة التي كتبها بعد فراره من مصر حيث استبقاه قسرًا كافور الإخشيدي. وتعتبر قصيدة هجاء كافور من أكثر قصائد الهجاء قسوة. ومما جاء فيها:
يا ساقيي أخمـر فـي كؤوسكمـاأم فـي كؤوسكمـا هـم وتسهيـد
أصخرة أنـا مالـي لا تحركنـيهذي المدام ولا هـذي الأغاريـد
إذا أردت كميـت اللـون صافيـةوجدتها وحبيـب النفـس مفقـود
ماذا لقيـت مـن الدنيـا وأعجبـهأني بما أنـا شاكٍ منـه محسـود
إني نزلت بكذابين ضيفهمعن القرى وعن الترحال محدود
جود الرجال من الأيدي وجودهممن اللسان فلا كانوا ولا الجود
ما يقبض الموت نفسا من نفوسهـمإلا وفي يـده مـن نتنهـا عـود
أكلما اغتال عبـد السـوء سيـدهأو خانه فله فـي مصـر تمهيـد
صار الخصي إمام الآبقين بهافالحر مستعبد والعبد معبود
نامت نواطير مصر عن ثعالبهافقد بشمن وما تفنى العناقيد
العبد ليـس لحـر صالـح بـأخلو أنه فـي ثيـاب الحـر مولـود
لا تشتر العبد إلا والعصـا معـهإن العبيـد لأنـجـاس مناكـيـد
ما كنت أحسبني أحيا الـى زمـنيسيء بي فيه عبد وهـو محمـود
ولا توهمت أن الناس قد فقدواوأن مثل أبي البيضاء موجود
وأن ذا الأسود المثقـوب مشفـرهتطيعه ذي العضاريـط الرعاديـد
جوعان يأكل من زادي ويمسكنـيلكي يقال عظيـم القـدر مقصـود
وَيْلُمِّها خُطّةً ويْلُمِّ قابِلهالمثْلها خلق المهْرِيّةُ القود
وَعِنْدها لذّ طعْم الموْت شاربهإنّ المنيّة عنْد الذّلّ قنْديد
من علم الأسود المخصيَّ مكرمـةأقومه البيـض أم آباؤه الصيـد
أم أذنه فـي يـد النخـاس داميـةأم قدره وهـو بالفلسيـن مـردود
أولى اللئام كويفيرٌ بمعذرةفي كل لؤم، وبعض العذر تفنيد
وذاك أن الفحول البيض عاجزةعن الجميل، فكيف الخصية السود؟؟

الحكمة


اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِفَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍكطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌوتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ
وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاًوآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُعلى قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ
كذلك يقول:
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت بهفي طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
والهجر أقتل لي مما اراقبهأنا الغريق فما خوفي من البلل

مقتله

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها:
مَا أنصَفَ القَومُ ضبّهوَأمهُ الطرْطبّه
وإنّما قلتُ ما قُلــتُ رَحمَة لا مَحَبه
فلما كان المتنبي عائدًا إلى الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محمد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا.فتقاتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.
قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك أراد الهرب فقال له غلامه : اتهرب وأنت القائل :
الخيل والليل والبيداء تعرفنيوالسيف والرمح والقرطاس والقلم
فرد عليه بقوله قتلتني قتلك الله.



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcR9SAvBVfrk1brgl0pJ4IrjuAyd1nRSOFKh7-jpy9ARSaH_CibR7KVB8g
أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcT7VlDGiyqUNl7PTvhzn3jU-tx5o3GO5LQr9Sm98alk-kN_mJAq-2NogjI
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)   أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) I_icon_minitimeالسبت 4 أبريل 2015 - 16:51

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcRnDYFCuF5s1yzGeYt8GRQ1c9FJTxs8EDst0CAXeV_eBM3WIQlkKFacbnA

خسرت حلب ثاني أكبر المدن السورية أجزءً كبيراً من “سوق المدينة” أحد أبرز أسواقها الموغلة في القدم، بعد أن التهمت نيران الحرب أكثر من 700 من 5 آلاف محل ومعها الكثير من الذكريات، فهذه السوق كانت مقصداً لشاعر العرب، أبو الطيب المتنبي، الذي اعتاد شراء ما يحتاج منها لحياته اليومية حين كان يقيم في المدينة قبل ألف و100 عام.

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 204

“إن تاريخ تأسيس “سوق المدينة” كما يسميه الحلبيون يعود إلى العام 312 قبل الميلاد، وأسسه سلوقس نيكاتور، وهو أحد قادة الاسكندر المقدوني الذي احتل سوريا وهو في طريقه إلى عراق ذلك الزمان وبلاد فارس حتى وأقسام من الهند.”
وذكر المؤرخ قجة مسجد عمره 1294 سنة، وهو “الجامع الأموي الكبير” الذي تم بناؤه في 718 ميلادية، كما فيه حمام مملوكي ما زال يعمل إلى الآن منذ تأسيسه قبل 800 عام، وهو “حمام يلبغا” الشهير كما تمثل السوق المحور الأساسي الممتد بطول 1200 متر من قلعة حلب إلى باب أنطاكيا، إضافة إلى 38 سوقاً أخرى تتفرع عنه، وطولها معه يزيد على 14 كيلومتراً، ومحلاته تبيع كل ما يخطر على البال.
كما أشار قجة ‘إلى أن في السوق ، الذي أكدت تنسيقيات الثورة السورية بأن جيش النظام تعمد إحراقه، يوجد اقدم حمام أقدم من الفترة الزنكية، هو “حمام نور الدين الزنكي” وما زال يعمل للآن منذ تأسيسه قبل 900 عام، إضافة إلى أن السوق لا يبعد أكثر من 500 متر عن بيت عاش فيه المتنبي.
وما زال البيت قائماً إلى الآن، وتحتله مدرسة حالياً، “لكن قرارا صدر بتحويله إلى متحف باسم الشاعر العباسي الكبير” وأكد قجة مضيفاً بأن الخسائر المادية من الحريق هي بملايين الدولارات أما الخسائر الأثرية التاريخية فلا تقدر بثمن” عن السوق الذي يقفل أبوابه عند الغروب والموصوف بأحد أكبر الأسواق في الشرق الأوسط “لكنه أقدم وأكبر سوق مسقوف في العالم” وفقا لقجة.
ولضيق الطرق داخل السوق، يقول المؤرخ، حال دون مكافحة النيران بسرعة، إذ لم تستطع سيارات الإطفاء دخوله بسهولة لمكافحة النار التي اندلعت بمئات المتاجر فيه وهددت بتدميره كموقع تاريخي عالمي مسجل لدى اليونيسكو.
فيما تقول الرواية المنتشرة عن الحريق حتى الآن أنه بدأ في الثالثة فجراً بقيام مجموعة من قناصة النظام باستهداف بسط الكهرباء في السوق عبر استخدام الرصاص الحارق، فشبت النار في أحد المحلات، وسرعان ما هرعت عناصر من “لواء التوحيد” لإخمادها منذ البداية، فقام قناصة النظام باستهدافهم، لذلك امتدت ألسنة النار إلى باقي الخانات والأسواق بسرعة.
وحاول عناصر من “الجيش الحر” إخماد الحريق عند وصوله إلى الجامع الأموي وبمعدات بسيطة، فتعرض بعضهم لحروق، إلى أن استطاعوا إخماده في أغلب الخانات بالتعاون مع الأهالي، وكانت لا تزال بعض البؤر الصغيرة من الحريق في أماكن عدة من السوق حتى صباح اليوم الأحد أيضا.
وتعد أسواق حلب أطول الأسواق المسقوفة في العالم حيث يقدر طولها بسبعة كيلومترات ولا تزال تحتفظ بطابعها الشرقي الأصيل منذ القرن الثالث عشر وحتى الآن، وتباع في أسواق حلب القديمة كل حاجات الإنسان إذ يجد فيها كل ما يريده.
جدير بالذكر أن المتنبي أعظم شعراء العرب ولد سنة 303 هجرية، وعاش أفضل ايام حياته واكثرها عطاءً في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، وكان مفخرة للأدب العربي لتمكنه الكبير باللغة العربية وأفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك وامتاز بمكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية حيث وصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcTgWxK89EnkQC9sAOU56VrRghVLMHEi_lKbYhUU5_sgBuEsf_gy7xVIDA
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)   أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) I_icon_minitimeالسبت 4 أبريل 2015 - 17:07

اكتشاف منزل المتنبى



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcSE-Uvg7DWoYlbF7gtt2C-zKgU30XndPLw3g1Bj8Ye5qHkT-JM0nozLpw في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية السورية، تم اكتشاف المنزل الذي عاش فيه الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي قبل 1100 عام.
على بعد عشرات الأمتار فقط من قلعة حلب إحدى أكبر وأقدم القلاع في العالم، منزل مبني من الحجارة الشهباء التي منحت اسمها لمدينة حلب التي يمتد تاريخها إلى اثني عشر ألف سنة.
يتألف المنزل وفق صحيفة "الشروق" المصرية من دورين وعدد من الغرف المتوسطة الحجم، أبوابها من الخشب، ونوافذها تعلوها قناطر مزينة بأناقة.
يجمع نقاد الأدب على أن أبو الطيب المتنبي الكوفي واحد من أعظم الشعراء العرب ولد في الكوفة في القرن التاسع الميلادي، وهاجر إلى حلب التي كانت عاصمة الدولة الحمدانية حينذاك.
وفي حلب وبجوار حاكمها الشهير سيف الدولة الحمداني وابن عمه الشاعر أبو فراس الحمداني، أمضى المتنبي عشر سنوات من عمره كتب خلالها أهم أشعاره، ومن بينها القصيدة الميمية.
الأستاذ محمد قجة المؤرخ المختص بتاريخ حلب، اهتدى إلى موقع بيت المتنبي من سطور كتاب عن تاريخ كان مفقوداً في الهند.
الكتاب المسمى "بغية الطلب في تاريخ حلب" يخصص مئة صفحة لوصف منزل وحياة المتنبي في حلب، الوصف لا يدع مجالاً للشك أنه وقبل ألف ومئة عام كان أبو الطيب يعيش في الموقع المسمى اليوم المدرسة البهائية.
هدم البيت 3 مرات، عام 962 ميلادي على يد فور فوكاس وفي 1260 على يد هولاكو وفي 1400 على يد تيمورلنك، وفي كل مرة كان يعاد بناؤه بنفس المكان ونفس الأحجار.
يصف الكتاب بدقة، المنزل وطبقاته وملحقاته وموقعه وساكنيه والقائمين على خدمته، ويصف سلوك أبي الطيب في حياته الخاصة وفي تنقله بين بيته وقصر الإمارة الحمدانية.
الآن يشغل منزل أبي الطيب، مركز للقاء الأسري يشاهد فيه المطلقون أبنائهم الذين يعيشون مع مطلقيهم، لكن البيت سيتحول قريباً إلى متحف للمتنبي، بعد أن أزالت ندوات وأبحاث معتبرة كل شك حول سكنى المتنبي فيه.
يقول في قصيدته "أيدري ما أرابك من يريب":
أيَدْري ما أرابَكَ مَنْ يُريبُ
وَهل تَرْقَى إلى الفَلَكِ الخطوبُ
وَجِسمُكَ فَوْقَ هِمّةِ كلّ داءٍ
فَقُرْبُ أقَلّها منهُ عَجيبُ
يُجَمّشُكَ الزّمانُ هَوًى وحُبّا
ً وَقد يُؤذَى منَ المِقَةِ الحَبيبُ
وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدّنْيا بشَيْءٍ
وَأنْتَ لِعِلّةِ الدّنْيَا طَبيبُ
وَكَيفَ تَنُوبُكَ الشّكْوَى بداءٍ
وَأنْتَ المُسْتَغاثُ لِمَا يَنُوبُ
مَلِلْتَ مُقامَ يَوْمٍ لَيْسَ فيهِ ط
ِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ
وَأنْتَ المَرْءُ تُمْرِضُهُ الحَشَايَا
لهِمّتِهِ وَتَشْفِيهِ الحُرُوبُ
وَما بِكَ غَيرُ حُبّكَ أنْ تَرَاهَا
وَعِثْيَرُهَا لأِرْجُلِهَا جَنيبُ
مُجَلَّحَةً لهَا أرْضُ الأعادي
وَللسُّمْرِ المَنَاحِرُ وَالجُنُوبُ
فَقَرِّطْهَا الأعِنّةَ رَاجِعَاتٍ
فإنّ بَعيدَ ما طَلَبَتْ قَرِيبُ
إذا داءٌ هَفَا بُقْراطُ عَنْهُ فَلَمْ
يُعْرَفْ لصاحِبِهِ ضَرِيبُ
بسَيْفِ الدّوْلَةِ الوُضّاءِ تُمْسِي
جُفُوني تحتَ شَمسٍ ما تَغيبُ
فأغْزُو مَنْ غَزَا وبِهِ اقْتِداري
وَأرْمي مَنْ رَمَى وَبهِ أُصيبُ
وَللحُسّادِ عُذْرٌ أنْ يَشِحّوا
على نَظَرِي إلَيْهِ وَأنْ يَذوبُوا
فإنّي قَدْ وَصَلْتُ إلى مَكَانٍ
عَلَيْهِ تحسُدُ الحَدَقَ القُلُوبُ 



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcR0GaOFLRGqx0V6fedndYv5BhDtCY4148Bbtuyg5ISuN19lwsE9TOn8_g
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)   أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) I_icon_minitimeالسبت 4 أبريل 2015 - 17:20

أبو الطيب المتنبى(أسطورة الشعر العربى)شاغل الناس فى حياتة وبعد مماتة



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 7f42c55910ff53646ec7731042d271ea






أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcR0GaOFLRGqx0V6fedndYv5BhDtCY4148Bbtuyg5ISuN19lwsE9TOn8_g


هو شاغل الناس في حياته وبعد رحيله بمئات السنين وهو صاحب الكبرياء والشجاعة والطموح ومحب للمغامرات. وكان في شعره يعتز بعروبته، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة..إنه أبو الطيب المتنبي:
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكندي اليمني الأصل من حضرموت في جنوب اليمن الكوفي المولد ، ولد سنة 303 هـ ، وعاش أفضل ايام حياته واكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. . ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.

المتنبي بين الشام والعراق

نشأ بـ الشام ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ الموافق 921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً.

لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه خارجاً ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الكوفة وبغداد. غير أنه لم يمكث فيها إلا سنة، ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص. دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام التقي القبائل والأمراء، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو والأمراء والأدباء.

فجرت الحكمة على لسانه ابداعاً لا يقارن ومن أقوله

اذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما يمر به الوحول

وبقول أيضا

إن أنت أكرمت الكريم ملكته ... أو أنت أكرمت اللئيم تمردا

.............

إِذا رَأيتَ نُيُوبَ اللّيثِ بارِزَةً ... فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيثَ يَبْتَسِمُ

...............

إذا غامَرْتَ في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

................

أُصَادِقُ نَفْسَ المَرْءِ من قَبْل جِسْمِهِ ... وأَعْرِفُهَا فِي فِعْلِهِ وَالتَّكَلُّمِ



لقب المتنبي

بالنسبة للقبه فتوجد عدت روايات ومنها:
·
أنه ادعى النبوة في بداية شبابه، في بادية السماوة، و لئن كان قد جوزي على ادعائه بالسجن بأمر من والي حمص ونائب الإخشيد الذي كان اسمه لؤلؤ. كان السجن علامة واضحة في حياته وجداراً سميكاً اصطدمت به آماله وطموحاته، فأخذ بعد خروجه منه منهك القوى يبحث عن فارس قوى يتخذ منه مساعداً لتحقيق طموحاته.
·
يرى أبو العلاء المعري في كتابه معجز أحمد أن المتنبي لقب بهذا من النبوه، و هي المكان المرتفع من الأرض، كناية عن رفعته في الشعر. لا عن ادعائه النبوة.

المتنبي وسيف الدولة الحمداني

ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، أمير وصاحب حلب، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة.

ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة في حلب أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها، كقوله:

من تغلب الغالبين الناس منصبه ومن عدّي أعادي الجبن والبخل

فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها وحين عاد أبو الطيب إلى الكوفة من مصر حتى كادت الصلة تعود بينهما. و طعن في هذه الرواية كثيرون لأسباب متعددة .

المتنبي و كافور الإخشيدي:

الشخص الذي ولي سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلب إلى مصر وفي قلبه غضب كثير، وكأنه يضع خطة لفراقها ثم الرجوع إليها كأمير عاملاً حاكماً لولاية يضاهي بها سيف الدولة، ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوى. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) الذي يمتد بعض نفوذه إلى ولايات بلاد الشام. و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليه إياها. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني، فكان مطلع أول قصيدة مدح بها كافور:

كفى بك داء أن ترى الموت شافياً *** وحسب المنايا أن يكن أمانيا

و كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:

لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم *** إلا وفي يده من نتنها عود
و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، و التي كان مطلعها:

عيد بأية حال عدت يا عيد *** بما مضى أم لأمر فيك تجديد
لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذلك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.

مقتله:

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها:

ما أَنصفَ القومُ ضبّه *** وأمّــــــــه الطُــرطُــبَّـــه
فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محسد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه وغلامه بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.

شعره وخصائصه الفنية:

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.

أغراضه الشعرية
المدح
اشتهر بالميدح، وأشهر من مدحهم سيف الدولة الحمداني وكافور الإخشيدي، ومدائحه في الأول تبلغ ثلث شعره، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:

وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف *** كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم
الوصف
أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :

لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان الفخر
لم ينسى المتنبي نفسه حين يمدح أو يهجو أو يرثى، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره.

وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا
الهجاء
لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:

أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني *** بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها. وقال يرثى جدته:

أحِنُ إلى الكأس التي شربت بها *** وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا
بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا *** وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما
أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة *** فماتت سروراً بي ، ومِتُ بها غمَّا
حرامٌ على قلبي السرور ، فإنني *** أَعُدُّ الذي ماتت به بعدها سُمَّا الحكمة
اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:

ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات ، ويلاقي الهـوانا
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا
وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العجز أن تكون جبانا

منزلته الشعرية
لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء

بيت المتنبي في حلب

وكان الباحث محمد قجة توصل إلى تحديد المنزل الذي كان يقيم فيه الشاعر بعد أكثر من 1100 عام على رحيله. عبر الدراسات التاريخية إلى حدت مكان بيوت آل العديم وآل كسرى في مدينة حلب القديمة المجاورة لقلعتها المعروفة

ويقع المنزل في حي «سويقة علي» وراء «خان الوزير» في قلب المدينة القديمة وتعرض للهدم والدمار لأكثر من مرة نتيجة الزلازل والحروب التي شهدتها المدينة.

ويؤكد قجة أن المتنبي سكن هذا المنزل في القرن العاشر الميلادي لعشر سنوات تعتبر من أخصب سني عمره شعراً وكتب فيها أهم ما حفظته الكتب والرواة من قصائده.

ويضم المنزل غرفاً للخدم وإسطبلات للخيول وقريباً من قصر الأمير سيف الدولة الحمداني الذي نظم فيه المتنبي قصائد الحب والوفاء قبل أن يفترقا ويغادر المتنبي حلب قاصداً مصر.

واستدل الباحث قجة على منزل المتنبي بعد العثور على كتابين كانا مفقودين في الهند لمؤرخ حلب في العصر الأيوبي كمال الدين بن العديم هما: «بغية الطلب في تاريخ حلب» و «زبدة الحلب من تاريخ حلب».

ويشير فيهما ابن العديم إلى «أن المتنبي عندما أقام في حلب عام 337 للهجرة منحه سيف الدولة بيتاً بجوار بيوتنا في منطقة أدوار بني كسرى» وهذه المنطقة معروفة الآن بمنطقة خان الوزير.

وأقيم مكان بيت المتنبي المدرسة الصلاحية حسب قجة الذي بيّن أن المدرسة التي أقيمت على أنقاض منزل المتنبي دمرت مرة أخرى عندما تعرضت مدينة حلب لزلزال في العام 1822، لكن بهاء الدين القدسي أعاد ترميمها لتعود من جديد وتحمل اسم المدرسة الصلاحية والمدرسة البهائية التي استخدمت حديثاً لتكون مكاناً للقاء الأسري.وكانت وزارة الثقافة تسعى لتحويل منزل المتنبي إلى متحف قبل بداية الأحداث في سوريا .



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 7f42c55910ff53646ec7731042d271ea
صورة تقريبية لأبي الطيب المتنبي






أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Almutanabbi1
صورة تقريبية لأبي الطيب المتنبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)   أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) I_icon_minitimeالسبت 4 أبريل 2015 - 17:32

الاحتفال بمرور 11خخ عاما على ميلا
أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcSAylC_A1f8Oe9iv0dEcu8EZagHBKC00EfiHsu29h42N2_qMlWgYuhGnio
د (أبو الطيب ال
ولد أحمد بن الحسين فيالكوفة سنة 303ه/ 915م ونشأ فيها وتلقى تعليمه في مدرسة الأشراف، كما أمضى مدة فيبادية السماوة لمزيد من التحصيل الأدبي، يوم كانت البادية بمثابة الجامعة في هذهالأيام. ويقال إنه ادعى النبوة في تلك البادية فخرج عليه لؤلؤ أمير حمص نائبالإخشيدي، حاكم مصر، فاعتقله وسجنه. وبعد خروجه من السجن تنقل بين الكوفة وطبرياوبعلبك وإنطاكيا حتى انتهى إلى كنف سيف الدولة الحمداني، أمير حلب سنة 537ه.
اتهمه خصومه بالغرور وجنونالعظمة، وربما كانت هذه التهمة وراء اتهام أقسى هو ادعاء النبوة، كما ردد هذهالاتهامات كثير من دارسيه ضاربين عديدا من الأمثلة على ذلك. وهذا يبدو واضحا منذأن قال في صباه:
أي محل أرتقي          أي عظيم أتقي؟
وكل ما قد خلق اللُّــ  ــ ــ ــ ــهُ وما لم يخلقِ
محتقر في همتي                كشعرة في مفرقي
أو قوله:
لا أقتري بلدا إلا على غرر      ولا أمر بخلق غير مضطغنِ
ولا أعاشر من أملاكهم ملكا     إلا أحق بضرب الرأس من وثنِ
كما يردد باعتزاز أمام سيفالدولة:
وما الدهرُ إلا من رواةقصائدي          إذا قلت شعرا أصبح الدهرمنشدا
أجزني إذا أنشدتَ شعرافإنما             بشعري أتاك المادحونمرددا
ودع كلَّ صوتٍ غير صوتيفإنني       انا الطائر المحكي والآخر الصدى
لا شك أن شعر المتنبي ليسفي مستوى واحد من الجودة، كما هو شأن الشعراء جميعا، فهو في الفخر والمدح والهجاءيبدو أقوى وأجمل، أما في الرثاء فيبدو أضعف وإن كنا نستثني هنا تفجعه على جدتهوخولة أخت سيف الدولة الكبرى، وفيها لمحات تشي بأنه كان يحبها. يقول في جدته:
أتاها كتابي بعد يأسٍ وترحة       فماتتسرورا بي فمتُّ بها غما
أحنُّ إلى الكأس التي شربتبها           وأهوى لمثواها التراب وما ضما
وحتى في جو الحزن الفاجع لاينسى أن يتباهى بنفسه زاهيا فوق الجميع، يقول:
وإني  لمن قومٍ  كأن  نفوسهم           بهاأنفٌ أن تسكن اللحم والعظما
يقولون لي: ما أنت في كلبلدةٍ؟                وما تبتغي؟ ما أبتغيجل أن يُسمى
كأن  بنيهم عالمون  بأنني             جلوبٌ  إليهم من  معادنه  اليتما
كذا أنا يا دنيا، فإن شئتفاذهبي        ونفس زيدي في كرائهها قُدما
فلا عبرت بي ساعة لا تعزني           ولا حملتني  مهجة تقبل  الظلما
في سياق الحديث عن عالم أبيالطيب، لا بد من التعريج على "واحة المتنبي"، الموقع الإلكتروني الهامالذي أسسه منذ سنوات الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي وهو يشرف عليه بنفسه.والموقع يضم ديوان الشاعر ولمحة عن حياته، إضافة إلى 40 شرحا لقصائده كما وردت فيمدونات أهم دراسي شعره من ابن جني والمعري إلى اليازجي، مرورا بالواحدي والعُكبَريوالتَّبريزي وعشرات غيرهم. ولا شك أن عبقرية الشاعر وإحاطته بثقافة عصره ومعرفتهالواسعة بأحوال البادية وعلاقته الوثيقة بشيوخ القبائل المنتشرة فيها، هي التي يسرتله الخروج من حلب وسلطان سيف الدولة، كما ساعدته في الفرار من مصر والخلاص منسيطرة كافور. وهو لا يخفي إعجابه بالبادية وأبنائها وتقاليدها وإيثاره لها، وفيذلك يقول:
حسنُ الحضارة مجلوب بتطريةٍ     وفي البداوة حسنٌ غيرُ مجلوبِ
أفدي ظباءَ فلاةٍ ما عرفنبها       مضغالكلام ولا صبغ الحواجيب
ولا برزن من الحمام ماثلة         أوراكهن  صقيلاتِ  العراقيبِ
ومحبة البادية لديه مقترنةبمعرفته الواسعة لها وألفته الطويلة معها، يقول في قصيدة الحمَّى:
ذرانــي  والفـــلاةَ بــلا  دلـيـــلٍ          ووجهي والهجيرَ بلا لثامِ
عيونُ رواحلي إن حرت عيني       وكلبغام رازحة بغامي
وهناك إشارات لماحة إلىثقافته البدوية كمعرفة غزارة المطر من رؤية عدد ومضات البرق أو ضآلة مخ النعام،كما في قوله:
فقــد أردُ المــياهَ بلادليلٍ          سوى عدِّي لها برقَ الغمامِ
ولا أمسي لأهل البخل ضيفا     وليس قِرى سوى مخ النعامِ
وكذلك إشارته إلى طبيعةالضب في الحيرة والعيش بلا ماء:
لقد لعب البين المشتُّ بهاوبي    وزوَّدني في السير ما زوَّد الضبا
إن عبقرية المتنبي تمثلذروة التجلي الفني للحضارة العربية الإسلامية في أسمى توهجها ونضجها، مع أن الأمة كانتتعاني من جهل وانحطاط سياسي وتمزق قبلي وتناحر بين مختلف الحكام والأمراء الطارئينمن عرب وعجم، وقد عبر الشاعر عن ذلك بصور ساخرة:
ــ أغايةُ الدينِ أن تحفواشواربكم؟  يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ
ــ وإنما الناس بالملوك وما          تُفلح عرب ملوكهم عجمُ
بكل أرضٍ وطئتها أمــمٌ     تـُرعىبعبــدٍ كأنهم غــنـمُ
إن الشاعر نتاج موهبته بقدرما كان نتاج ثقافته وتفاعله مع عصره المضطرب، وإن تعالى عليه ولم يجد حوله أي سلوىأو عزاء:
بمَ التعلل؟ لا أهل ولاوطنُ       ولا نديم ولا كأس ولا سكَنُ
 أريد من زمني ذا أن يبلِّغني     ما ليسيبلغه من نفسه الزمنُ
وقد بلغه أن رجالا نعوه فيمجلس سيف الدولة، وتثير غضبه هذه الإشاعة، فيقول في القصيدة ذاتها:
يا من نعيتُ على بعد بمجلسه     كلبما زعم الناعون مرتهنُ
كم قد قتلت وكم قد متُّعندهم   ثم انتفضت فزال القبر والكفنُ
قد كان شاهد موتي قبل قولهم     جماعةثم ماتوا قبل من دفنوا
وعلينا أن نتذكر هنا أن ستةخلفاء عباسيين توالوا على حكم بغداد في حياته وأن ثلاثة منهم سُملت أعينهم.
لم تقتصر أهمية الشاعر علىاستيعابه تراث جميع من سبقوه وتميزه عنهم بالتجديد، لكنه كان مطلعا على الترجمات التيأنتجتها الحقبة العباسية في عصرها الذهبي. ومنذ زهوة صباه نراه يتحدى الموت فيسبيل الحياة الكريمة، وفي ذلك يقول:
عش عزيزا أو مت وأنت كريم   بين طعنِ القنا وخفق البنودِ
كما يدعو إلى المبادرةوالإقدام بلا تردد:
وإذا لم يكنْ من الموتِ بدٌّ      فمن العجزِ أن تموتَ جبانا
ونتوقف لدى العديد من صورالتجديد التي ابتكرها الشاعر كما في قوله:
ـ إذا  زلقت  مشَّيتَها ببطونها            كماتتمشَّى في الصعيد الأراقمُ
وقفتَ وما في الموت شكٌّلواقفٍ         كأنك في جفن الردى وهو نائمُ
تمر بك  الأبطال كلمى هزيمةً          ووجهك وضاح وثغرك باسمُ
ومن معانيه المبتكرة أيضانرى أمثلة لا تحصى، ومنها:
 ــ طلبتَهم على الأمواهِ حتى              حتىتخوَّفَ أن تفتِّشه السحابُ
ــ تكسَّبُ الشمسُ منكالنورَ طالعةً               كما تكسَّبَ منها نورَه القمرُ
ــ لو الفلكُ الدوّارُأبغضتَ سعيه         لعوَّقه شيءٌ عن الدورانِ
ــ كم قد قتلت وكم قد متعندكم   ثم انتفضت فزال القبرُ والكفنُ
قد كان شاهد دفني قبل قولهم     جماعة ثم ماتوا قبل من دفنوا
ما كل ما يتمنى المرء يدركه      تجريالرياح بما لا تشتهي السفن
ــ أعزُّ مكانٍ في الدنىسرج سابحٍ            وخيرُ جليس في الزمان كتابُ
وللسرِّ مني موضعٌ لا يناله      نديمٌ ولا يفضي إليه شرابُ
ــ ما يقبضُ الموتُ نفسا مننفوسهم      إلا وفي يده من نتنها عودُ  
إن للخيل والإبل مكانة خاصةومحبة عميقة لدى الشاعر، كما أن له معرفة واسعة بها في مثل قوله:
عيونُ رواحلي إن حرت عيني    وكلبغام رازحةٍ بغامي
وكذلك تصويره للعلاقة الحميمةبين الفارس وجواده وعمق دلالتها التعبيرية:
وجردا مددنا بين آذانهاالقنا       فبتن خفافا يتبعن العواليا
تماشى بأيدٍ كلما وافتالصفا     نقشن بها صدر البزاة حوافيا
وتنظر من سود صوادق فيالدجى        يرين بعيدات الشخوص كما هيا
وتنصب للجرس الخفي سوامعا         يخلنمناجاة الضمير تناديا
والمتنبي ذاته يدرك مكانتهالمتفردة في الإبداع، وهو يتحدث عن عظمته أكثر من أي دارس، ولم يتردد عن الاعتدادبنفسه والإشادة بها حتى أمام كبار ممدوحيه وأهمهم سيف الدولة، فلنتأمل هذهالأبيات:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا          بأنني خير من تسعى به قدمُ
أنا الذي نظر الأعمى إلىأدبي          وأسمعت كلماتي من به صممُ
أو قوله:
أطاعن خيلا من فوارسهاالدهرُ          وحيدا.. وما قولي كذا ومعيالصبرُ
وأشجع مني كل يوم سلامتي            وما ثبتت إلا وفي نفسها أمرُ
تمرست بالآفات حتى تركتها             تقول أمات الموتُ أم ذعر الذعرُ
وكم من جبالٍ جبتُ تشهدأنني الـْ . . . ـجبالُ وبحرٍ شاهدٍ أنني البحرُ
وفي ختام هذا الحديث أودالتوقف قليلا لدى عدد من أبيات الحكمة التي أجاد سبكها الشاعر حتى غدت على كللسان:
ــ أعز مكان في الدنا سرجسابح  وخير جليس في الزمان كتابُ
ــ ما كل ما يمنى المرءُيدركه     تجري الرياح بما لا تتهي السفنُ
ــ الرأي قبل شجاعةالشجعانِ     هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة       بلغت من العلياء كلَّ مكانِ
إن الشاعر ابن عصره، وهوعصر مختلف بكل المعاني والدلالات، وليس لنا أن نحاكمه وفق المعايير والقيم السائدةفي عصرنا. نراه مثلا عنصريا في نظرته إلى لون كافور، كما نراه مع العبودية، إذيقول:
لا تشترِ العبد إلا والعصامعه   إن العبيد لأنجاس مناكيدُ
لكن ألمه من عصره وأناسعصره جميعا، بكل ما عاناه من قهر ومرارة، قد بلغ مداه في العنف والكراهيةوالازدراء، يقول:
ومن عرف الأيام معرفتي بها    وبالناس روَّى رمحه غير راحمِ
وهو لا يخفي نظرتهالمتشائمة إلى طبيعة الإنسان المفطورة على الشر والعدوان، ويعبر عن ذلك بحكمةبالغة:
كلَّما أنبت الزمانُ قناةً   ركَّب المرءُ في القناة سنانا
هذه لمحات عابرة اقتضتهامناسبة الندوة، لنكتفي بإطلالة ظرفية عاجلة على الشاعر وقطوف من قصائده. ولنا أننعود فنتأمل موقع "واحة المتنبي". إن لهذا الموقع أهمية بالغة، ولا بدلكل متصفح أن يخرج منه  بفائدة أدبية،وربما كانت الفائدة أعظم لطلبة الجامعات الذين يمكنهم أن يكتبوا عشرات الرسائلالجامعية، استئناسا بما يوفره الموقع بكل بساطة، قراءة من خلال القصائد وشروحها،وصوتا بالاستماع إلى القصائد المسجلة بصوت الفنان عبد المجيد المجذوب، وكذلك منخلال صور النبات والحيوان المرافقة لورودها في قصائد الشاعر. كما أن هناك خطازمنيا يبين تاريخ كل قصيدة ومناسبتها وأهم الأعلام الذين التقاهم الشاعر. وأكثر منذلك، إن الشاعر محمد أحمد السويدي على وشك إنجاز 365 مقالة عن القرن الرابعالهجري، عصر المتنبي، بعنوان "يوميات دير العاقول"، وهو يتصور أن أحدهمعثر على مخطوطة مجهولة تسجل أحداث ذلك القرن وغرائبه ومآسيه.
متنبى)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)   أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) I_icon_minitimeالسبت 4 أبريل 2015 - 17:40

أببو الطيب المتنبى

 نشأته و تعليمه
نشأ بـ الشام ثم تنقل في البادية السورية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (309-316 هـ الموافق 921-928م) يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه إلى الشام ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغداد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الدولة . ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم و يمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص وحلب . دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام والبلاد السورية التقي الحكام والأمراء والوزراء والوجهاء ، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح الأمراء والوزراء وشيوخ القبائل والأدباء .


 المتنبي و سيف الدولة الحمداني
ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، امير وصاحب حلب ، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا واصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة .

ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب . وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) ALMUTHANABI_3حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجابا بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها، كقوله:
من تغلب الغالبين الناس منصبه  ومن عدّي أعادي الجبن والبخل
 
 

 خيبة الأمل وجرح الكبرياء
أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما. وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة ، فلم ينتصف له سيف الدولة ، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ ومنها: (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته). بعد تسع سنوات ونيف في بلاط سيف الدولة جفاه الامير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها ، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك . إنكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي .

فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب ، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي .

 
  
  

المتنبي و كافور الإخشيدي


الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي) . و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب ، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً  وحسب المنايا أن يكن أمانيا
فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:
لا تشتري العبد إلا والعصا معه  إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
نامت نواطير مصر عن ثعالبها  وقد بشمن وما تفنى العناقيد
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم  إلا وفي يده من نتنها عود
من علم الأسود المخصي مكرمة  أقومه البيض أم آباؤه السود
أم أذنه في يد النخاس دامية  أم قدره وهو بالفلسين مردود
و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور و حاشيته، و التي كان مطلعها:
عيد بأية حال عدت يا عيد  بما مضى أم لأمر فيك تجديد
ويقول فيها أيضا:
إذا أردت كميت اللون صافية  وجدتها وحبيب النفس مفقود
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه  أني لما أنا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته المجنونة ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةن يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها:
ألا كل ماشية الخيزلى  فدى كل ماشية الهيدبى
وكل ناجة بجاوية  خنوف وما بي حسن المشى

وقال يصف ناقته: ضربت بها التيه ضرب القمار إما لهذا وإما لذا لإذا فزعت قدمتها الجياد وبيض السيوف وسمر القنا
وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في الألفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه
لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد امراء الشام و العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ.


 مقتله

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها:
مَا أنْصَفَ القَوْمُ ضبّهْ وَأُمَّهُ الطُّرْطُبّهْ  وَإنّمَا قُلْتُ ما قُلْـ ـتُ رَحْمَةً لا مَحَبّهْ
وَحيلَةً لَكَ حَتّى عُذِرْتَ لوْ كنتَ تَأبَهْ
وَمَا عَلَيْكَ مِنَ القَتْـ ـلِ إنّمَا هيَ ضَرْبَهْ
وَمَا عَلَيْكَ مِنَ الغَدْ رِ إنّمَا هيَ سُبّهْ
يَا قَاتِلاً كُلَّ ضَيْفٍ غَنَاهُ ضَيْحٌ وَعُلْبَهْ
وَخَوْفَ كُلّ رَفِيقٍ أبَاتَكَ اللّيْلُ جَنْبَهْ
كَذا خُلِقْتَ وَمَنْ ذا الّـ ـذِي يُغَالِبُ رَبَّهْ
وَمَنْ يُبَالي بِذَمٍّ إذا تَعَوّدَ كَسْبَهْ
فَسَلْ فُؤادَكَ يا ضـ بَّ أينَ خَلّفَ عُجْبَهْ
وَإنْ يَخُنْكَ فَعَمْرِي لَطَالَمَا خانَ صَحْبَهْ
وَكَيْفَ تَرْغَبُ فِيهِ وَقَدْ تَبَيّنْتَ رُعْبَهْ
مَا كُنْتَ إلاّ ذُبَاباً نَفتْكَ عَنّا مذَبّهْ
وَإنْ بَعُدْنَا قَليلاً حَمَلْتَ رُمْحاً وَحَرْبَهْ
وَقُلْتَ لَيْتَ بكَفّي عِنَانَ جَرْداءَ شَطْبَهْ
إنْ أوْحَشَتْكَ المَعَالي فإنّهَا دارُ غُرْبَهْ
أوْ آنَسَتْكَ المَخَازي فإنّهَا لَكَ نِسْبَهْ
وَإنْ عَرَفْتَ مُرَادي تكَشّفَتْ عَنكَ كُرْبَهْ
وَإنْ جَهِلْتَ مُرَادي فإنّهُ بِكَ أشْبَهْ

فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.
قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... أراد الهرب
فقال له ابنه... اتهرب وأنت القائل
الخيل والليل والبيداء تعرفني  والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال المتنبي: قتلتني ياهذا, فرجع فقاتل حتى قتل
ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. بينما الأصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة


 شعره وخصائصه الفنية

المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.


 أغراضه الشعرية

 المدح
اشتهر بالمدح، وأشهر من مدحهم سيف الدولة الحمداني و كافور الإخشيدي، ومدائحه في سيف الدولة وفي حلب تبلغ ثلث شعره او أكثر ، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:
وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف *** كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم
 الوصف
أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة ، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :
لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان
 الفخر
لم ينسى المتنبي نفسه حين يمدح أو يهجو أو يرثى، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره.
وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا
 الهجاء
لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:
  
أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني ، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم ، غير أنني *** بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل
 الرثاء
للشاعر رثاء غلب فيه على عاطفته، وانبعثت بعض النظرات الفلسفية فيها. وقال يرثى جدته:
  
أحِنُ إلى الكأس التي شربت بها *** وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا
بكيتُ عليها خِيفة في حياتهـا *** وذاق كلانا ثُكْلَ صاحبه قِدما
أتاها كتابي بعد يأس وتَرْحَـة *** فماتت سروراً بي ، ومِتُ بها غمَّا
حرامٌ على قلبي السرور ، فإنني *** أَعُدُّ الذي ماتت به بعدها سُمَّا
 الحكمة
اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:
ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات ، ويلاقي الهـوانا
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا
وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العار أن تموت جبانا
منزلته الشعرية
لأبي الطيب المتنبي مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.



أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcTgWxK89EnkQC9sAOU56VrRghVLMHEi_lKbYhUU5_sgBuEsf_gy7xVIDAأبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcRhn-OiXkodIcFiMfuePb2RClUCD_07xj9QCnRmrUPcDEFGZCxVIm7foAأبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcR0GaOFLRGqx0V6fedndYv5BhDtCY4148Bbtuyg5ISuN19lwsE9TOn8_gأبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcSAylC_A1f8Oe9iv0dEcu8EZagHBKC00EfiHsu29h42N2_qMlWgYuhGnio








أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcTwVgnWuWdwnuCe-qpjJ-5jJKVQG5F0ZfVPKwNCHBRNd-gNHjH-X61zdQأبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcRnDYFCuF5s1yzGeYt8GRQ1c9FJTxs8EDst0CAXeV_eBM3WIQlkKFacbnAأبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة) Images?q=tbn:ANd9GcSE-Uvg7DWoYlbF7gtt2C-zKgU30XndPLw3g1Bj8Ye5qHkT-JM0nozLpw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو الطيب المتنبى(1100 عاما مرت على ميلادة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعر غزل(أبيات غزلية جميلة)
» أجمل أبيات شعر المتنبى
» الفنان \ نجيب الريحانى(الضاحك الباكى)ميلادة ال 127
» أجمل أشعار الغزل(قال المتنبى)
» أبر بندا فى العالم(يحتفل بعيد ميلادة ال30)بالصين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم التاريخ العام والشخصيات التاريخية-
انتقل الى: