توماس اديسون - مخترع المصباح الكهربائي لقد بلغ عدد اختراعات أديسون أن شئت الدقة 1097 اختراعا أنجزها كلها مسجلة باسمه إبان حياته لاعجب إذن سموه الساحر.. ساحر منلو بارك، مخترع ومصنع اختراعاته في ولاية نيوجيرسي، نقول "مصنع" لأن اختراعات أديسون كانت كالسلع التي تصنيعها المصانع أوتوماتيكيا وعلى نطاق واسع.. ولم يذكر التاريخ مخترعا تحت الطلب كأديسون. وقد شملت اختراعات أديسون فيما شملت جهازا للصور لا غنى للبورصات وبيوت المال عنه وكان أول اختراعاته وشملت أيضا الفوتوغراف الديكتافون والكاميرا السينمائية وغيرها وهو كثير. يظل المصباح الكهربائي أهم اختراعات أديسون على الإطلاق وهو الذي حل محل مصباح الزيت ووضع حدا لعصر البخار وكان بمثابة الضوء الأخضر لظهور حضارة القرن العشرين وهي حضارة تقوم على الكهرباء أولا واخرا. ويعجب المرء لأمر هدا المخترع، فقد أنجز من المبتكرات ما لم ينجزه المخترعون من أبناء عصره مجتمعين. هذا بالرغم انه حرم نعمة الدراسة في المدارس والجامعات وعاش طفولته في فقر وعذاب وحسبك انه أصيب بالصمم ولقي أسوء معاملة من أبيه.. ولعلك تظن أن العبقرية التي فطر عليها أديسون هي السر الذي حوله إلى ساحر اختراعات.. ويرد عليك أديسون نفسه إذ يقول : أنا مدين للفطرة بنسبة 1٪، ومدين للدأب والعمل المتواصل بنسبة 99٪. ولد توماس أديسون في 11 فبراير سنة 1847 في مدينة ميلانو في ولاية اوهايو في أمريكا، وانتقل أهله به وهو في السابعة من العمر إلي بلدة هورون في مشيغان. وهناك ألحقوه بإحدى مدارسها، وفق ما سمحت به مواردهم المتواضعة ولكن توماس لم يلبث في تلك المدرسة سوى 3 شهور، فقد طرده ناظر المدرسة بحجة انه كان متخلفا، وان مدرسته لم تؤسس للمعوقين. وتولت الأم (نانسي إليوت) تدريس الفتى طيلة ثلاث سنوات. وعلى قصر هذه المدة فإنها كافية "لان تغرس أمي في نفسي حب العلم وتفهمني غايته" كما قال أديسون فيما بعد، ولو ذكرنا انه فطر على حب الاستطلاع لأدركنا سر شغفه بالمطالعة. أما أبوه (صمويل اوجدن أديسون) فقد عامله أسوأ معاملة. وقد درج على ضرب توماس ضربا مبرحا، وقد أقدم ذات يوم على جلده بالسوط في إحدى الساحات العامة وعلى مرأى من الجماهير الذين توافدوا إلى الساحة ليروا ذلك المشهد الفريد.. لقد مزق الأب نفسية ابنه الموهوب من حيث لا يدري, وزاده صمما وكان قد أصيب بالصمم بسبب مرض ألم به قبل حين لاعجب إذن أن خرج أديسون عن أهله واستقل عنهم وهو في الثانية عشر من عمره، وكان يبيع الصحف والسكاكر في القطارات وهو أول عمل مارسه طلبا للرزق، غير أن هذا العمل لم ينسه العلم والاختراع، فأنشأ في إحدى عربات الشحن مختبرا صغيرا واصل فيه تجاربه، إلا أن هذه التجارب ما لبثت أن أفقدته عمله في القطار وقد تسببت باشتعال النار في عربة الشحن، وبالرغم من ذلك فان الأثر الذي تركه الحريق وملابساته في نفس توماس لم يضاه الأثر الذي تركه حادث آخر وقع له أيام عمله في القطار، فقد تأخر ذات مرة عن موعد القطار فراح يركض في أثره يريد اللحاق به حتى بلغه ولكنه عجز عن الصعود إليه واتفق أن كان في مؤخرة القطار بعض العمال الذين شاهدوا توماس وهو يحاول الصعود إلي القطار بلا طائل فسارعوا إلي مساعدته ولكنهم امسكوا بالفتى من أدنيه ثم رفعوه بعنف وقوة ويقول أديسون في ذلك "عندما أحسست بفرقعة داخل ادني، ومند تلك اللحظة وأنا أعاني من الصمم بالكامل" وقد أدى انتشال العمال له إلي تمزق في طبلة الإذنين ولكن أديسون وجد في صممه نعمة بالإضافة إلي النقمة، فقد أتاح له فرصة الابتعاد عن الضوضاء والثرثرة والتفرغ للقراءة والتفكير في اختراعاته وكان العمل الثاني الذي مارسه أديسون هو عمل المساعد لأحد المختصين بالتلغراف، وقد حصل عليه بمساعدة ناظر المحطة مكافئة له على انقاده ابن الناظر، ومهما يكن من أمر فقد فتح هدا العمل أعين أديسون على الكهرباء التي أصبحت شغله الشاغل من ذلك الحين أما العمل الثالث الذي قام به أديسون هو الاختراع والابتكار, وقد بني لنفسه سنة 1871 ورشة عمل في نيوارك، يجري فيها تجاربه وستكمل اختراعاته، لايقصد إلا بيع تلك الاختراعات وقبض أثمانها. وتطور داك الدكان مع الأيام حتى أصبح شركة جنرال إلكتريك الشهيرة في هده الأيام وتجمع لأديسون عدد من الاختراعات في غضون بضع سنوات وبلغ ثمن هذه الاختراعات التي اشترتها شركة وسترن يونيون والتلغراف الأوتوماتيكي 70.000 دولار وهو المبلغ الذي أنفقه على إنشاء مختبره الشهير في منلوبارك في نيوجرسي ثم جاء اختراع الفوتوغراف سنة 1877 فذاع صيت أديسون وطبقت شهرته الآفاق ولكن الشهرة وحدها لا تكفي للمضي في إجراء التجارب في مجال الكهرباء ويقصد اختراع المصباح الكهربائي العملي الذي طالما حلم به وللإنفاق على نفسه ومعاونيه ومختبره والتمس المخترع هذا المال من احد أصحاب البنوك في نيويورك المستر مورجان ولما أكد له انه باستطاعته استكمال اختراع المصباح في ستة أسابيع عمد مدير البنك سنة 1878 إلي تأسيس شركة خاصة لتمويل أديسون وطرحت أسهم تلك الشركة في الأسواق وكان عددها 3000 سهم ولكنها منيت بالكساد ولم يبع منها سهم واحد عندئذ لجأ أديسون إلي الحيلة فكذب كذبة بيضاء وأكد في تصريحاته الصحفية انه استكمل وأنجز اختراع المصباح الكهربائي ولم تمض أيام على تلك التصريحات حتى بيعت أسهم الشركة الجديدة كلها ووضع مبلغ 80.000 دولار في متناول المخترع أديسون، ولم تمض شهور على ذلك حتى كان المعرض الذي أقامه المخترع وعرض فيه مصباحه الكهربائي وكان ذلك في 21 أكتوبر 1879 حين لم يجاوز عمره 32 عاما.
الموقع
موضوع: توماس اديسون - مخترع المصباح الكهربائي .. 
الخميس 2 أبريل 2015 - 5:35
