اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: هارون الرشيد في الشرق وشارلمان في الغرب .. الخميس 2 أبريل 2015 - 5:19
هارون الرشيد هو الخليفة العباسي الخامس الذي امتد عهده بين سنة 786-809 ميلادية واتسعت إمبراطوريته وترامت أطرافها بين أقصى المغرب الإفريقي والمشرق الآسيوي وكانت عاصمة ملكه بغداد وقد اشتهرت وذاع صيتها في أيامه، بالرغم من أنها كانت حديثة العهد ولم يمض على إنشاءها على يد الخليفة المنصور سوى خمسين سنة
أما شارلمان فكان ملك الفرنجة في القرون الوسطى وقد شملت مملكته أكثر فرنسا وبعض ألمانيا واتخذ عاصمة له مدينة اكس لاشابل (وهي نفس مدينة آخن الألمانية الواقعة حاليا في بألمانيا على الحدود البلجيكية) وكان البابا في تلك الأيام هو صاحب السلطة الكبرى في أوربا، وقد توج شارلمان سنة 800 ميلادية وأطلق على مملكته اسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة. على أننا لو قارنا بين عهد شارلمان وعهد الخليفة هارون الرشيد لوجدنا فرقين أساسيين: - أولهما أن الدولة العباسية كانت أكبر وأقوى بكثير من دولة الفرنجة - والفرق الثاني هو أن الدولة العباسية كانت تنعم بمستوى رفيع من الحضارة والثقافة مما يحلم به شارلمان، وحسبنا أن نذكر أن الأمية كانت متفشية في دولة الفرنجة وان شارلمان نفسه كان لا يقرا ولا يكتب وانه درس طويلا واجتهد حتى أصبح قادرا على القراءة أما الكتابة فقد تعذرت عليه حتى النهاية هذا بخلاف هارون الرشيد الذي لم يقف عند حد إتقان القراءة والكتابة، وقد أتقنها الكثيرون غيره من أهل بغداد في عهده، بل راح ينشأ المكتبات العامة والمدارس ويقيم المجالس الأدبية ويشجع الشعراء والعلماء على التأليف وترجمة الكتب، حتى اعتبر عهده وعهد ابنه الخليفة المأمون العصر الذهبي في التاريخ الإسلامي كله، ونذكر من الذين اشتهروا في عصره وهم كثيرون الشاعر المعروف ابن نواس وامتاز عهد هارون الرشيد أيضا بالصناعة والزراعة والتجارة وليس أدل على ذلك الهدايا التي أرسلها إلى شارلمان والتي كانت مثار العجب والإعجاب في دولة الفرنجة، وقد شملت تلك الهدايا الأقمشة الحريرية والعطور وشملت فيما شملت ساعة تقيس الزمن بواسطة الماء. وتجدر الإشارة بعد كل هذا كله إلى أن شارلمان قام بحملة عسكرية على مدينة سرقوسة (سرقسطة) في شمال اسبانيا أيام حكم عبد الرحمان الداخل، وقد حاصر المدينة لكنه ما لبث أن ارتد عنها وعاد إلى بلاده، وقد تعرض لغارات عديدة في طريق عودته وقتل احد قواده وأقرباءه المدعو رولاند في إحدى تلك الغارات.