آخر مونولوجيست الزمن الجميل .. لم يستطع البقاء مطربًا في وجود عبد الحليم وفريد الأطرش ومحرم فؤاد فغير اتجاه إلى النكتة حتى لُقب بـ”صاروخ النكتة” .. إنه الفنان حمادة سلطان الذي رحل صباح اليوم بعد صراع مع المرض.
وُلد “محمد محمد عبد الغالي” والذي عرفه الناس بـ “حماده سلطان” عام 1941 في بلدة “المحاميد” بمركز إدفو بأسوان ، ثم استقر في القاهرة بعد أن هاجر والده إليها بعد الحرب العالمية الأولى، أما لقبه سلطان فيعود نسبة إلى صديقه الراحل سلطان الجزار الذى كان يقدم معه برنامج ساعة لقلبك.
وعمل حمادة سلطان في بداية مشواره الفني كمطرب هاوي وتم اعتماده مطربا بالإذاعة بدون امتحان لجان، حيث لم تجر له أى امتحانات وكان المسئول وقتها الإعلامى الكبير أمين بسيونى، ولكن في وجود عمالقة الغناء في هذا الوقت أمثال العندليب وفريد الأطرش ومحرم فؤاد ، قرر حماده سلطان أن يغير اسلوبه الفني ليتجه إلى المنولوج الذي استطاع من خلال تقديم النكته في تطوير لشكل المونولوج الذي اعتاد الجمهور عليه من أيام شكوكو واسماعيل ياسين وعمر الجيزاوي.
واختفى المونولوج قليلًا في فقرات حماده سلطان بعد أن بدأت النكتة تنتشر خلال الفترة من عام 1967 إلى عام 1973 وأصبح لها قاعدة شعبية كبيرة ويطلبها الجمهور منه فى حفلات أضواء المدينة التي كان يشارك فيها مع عبدالغنى السيد ومحمد الكحلاوى وفايزة أحمد.
وطور حمادة سلطان في أدائه للنكته وسرعة ايقاعه حتى حصل على لقلب صاروخ النكتة.
كانت آخر حفلة قدمها حماده سلطان في كفر الشيخ لدعم صندوق تحيا مصر العام الماضي، على الرغم من مرضه ووجه رسالة للرئيس السيسي لكي تقوم الدولة بعلاجه على نفقتها قائلا: ” أنا مش عايز من الحكومة غير علاجى وإلا سأفقد بصرى لأن عندى سكر وضغط مزمن من 15 سنة ..اريد ان أربى بنتى وأحصل على علاجي “.
وقال:” الضرائب حاجزة على بيتى ومعرض فى أى وقت ان تأتى لجنة مزاد وتبيع عفش بيتى أمام جيرانى . هذه الكلمات أطلقها المنولوجست حمادة سلطان بمرارة وحرقة شديدة خلال الحفل الفنى الذى نظمته محافظة كفر الشيخ لدعم صندوق تحيا مصر
عمل حماده سلطان 55 عاما في مشوار الفن قدم خلالها 19 عملا دراميًا نافست بمهرجانات عديدة قبل عمله كمنولوجست.
وفي صباح اليوم فاضت روح حماده سلطان إلى بارئها من مستشفى الجلاء، بعد صراع مع المرض لأكثر من 15 عاما.
رحم الله الفنان الذي أسعد الملايين .. وداعًا حماده سلطان