إن السعيد كل السعادة من يعمل للدار الآخرة ، من يعمل هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ،
نعم إن السعيد حقا والمنيب صدقا من يعمل للموت الذي كتبه الله ـ تعالى ـ على كل صغير وكبير ،
وكل عظيم وحقير
فوا عجبا لأناس اقبلوا على الدنيا ، ونسوا الآخرة ، أغراهم الشيطان ، فسول لهم ، وأملى لهم ، ألا يتذكر هؤلاء
أهل القبور ، كيف محا التراب الوجوه الحسنة ، والأبدان الناعمة
ألا يتذكر هؤلاء أحبابهم وأقاربهم الذين مضوا ، واستقبلوا ما أمامهم من الأهوال والآلام
ألا يتذكر هؤلاء أن الموت إذا جاء لا يعرف الصغير ولا الكبير ، ولا يعرف العظيم ولا الحقير
الكل راجع إلى الله ، فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم ؟
لقد تفكرت في الدنيا فلم أجد واعظا