اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: إذا أمسيت لا تنتظر الصباح الأربعاء 25 مارس 2015 - 13:22
قال صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية . فأحببت أن أضع بين أيديكم هذا الحديث لعل الله أن ينفعنا به ، مع شرح بسيط له مع الإستدلال بآيات من كتاب الله وأحاديث وبعض الآبيات عن الزهد . (عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت لا تنتظر الصباح وإذا أصبحت لا تنتظر المساء وخذ من صحتك لورضك ومن حياتك لموتك ) قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) أي لا تركن إليها ولا تتخذها وطناً ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها إلابما يتعلق الغريب به في غير وطنه والذي يريد الذهاب منه إلى أهله ، وهذا معنى قول سلمان الفارسي رضي الله عنع أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا أتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب ومما قيل في الزهد في الدنيا : أتنبني بناء الخالدين وإنما ........... مقامك فيها لو عقلت قليل لقد كان في ظل الأراك كفاية ........ لمن كان فيها يعتريه رحيل وقيل أيضاً : ترجو البقاء بدار لا بقاء لها ............. وهل سمعت بظل غير منتقل وقال آخر : سجنت بها وأنت لها محب ............... فكيف تحب من فيه سجنتاً فلا تلهو بدار أنت فيها .................... تفارق منك يوماً ما لهوتاً وتطعمك الطعام وعن قريب .............. ستطعم منك ما منها طعمتا وفي الحديث دليل على قصر الأمل وتقديم التوبة والاستعداد للموت فإن أمل فقليل إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى : ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله ) وقوله ( وخذ من صحتك ) أمره صلى الله عليه وسلم أن يغتنم أوقات الصحة بالعمل الصالح فيها فإنه قد يعجز عن الصيام والقيام ونحوهما لعلة تحصل من المرض أو الكبر ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( ومن حياتك لموتك ) أمره صلى الله عليه وسلم بتقديم الزاد وهذا كقوله تعالى : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) ولا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ) قال الغزالي رحمه الله تعالى : ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بها الأعمال الصالحة فإذا اكتسب خيراً ثم مات كفاه ولم يحتج بعد ذلك إلى الشبكة وهو البدن الذي فارقه بالموت ، ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطعت شهوته من الدنيا واشتهت نفسه العمل الصالح لأنه زاد القبر فإنه كان معه استغنىبه وإن لم يكن معه طلب الرجوع منها إلى الدنيا ليأخذ منها الزاد وذلك بعد ما أخذت منه الشبكة فيقال له هيهات قد فات فيبقى متحيراً دائماً نادماً على تفريطه في أخذ الزاد قبل انتزاع الشبكة فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( خذ من حياتك لموتك ) فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .