العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: القلب بين اليقظة و الغفلة الأربعاء 25 مارس 2015 - 13:08 | |
| قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة, فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة و الغفلة!... إن الناس يتفاوتون في ذلك, فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفةٍ واحدة من اليقظة عند سماع الموعظة و بعدها لسببين: أحدهما: أن المواعظ كالسياط, و السياط لا تؤلم بعد انقضائها؛ إيلامها وقت وقوعها. و الثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزاح العلة, قد تخلّى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا, و أنصت بحضور قلبه, فإذا عاد إلى إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها, و كيف يصح أن يكون كما كان؟! و هذه الحالة تعم الخلق, إلّا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر. فمنهم من يعزم بلا تردد, و يمضي من غير التفات فلو توقّف بهم ركب الطبع لضجّوا كما قال حنظلة عن نفسه: "نافق حنظلة"!. و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً, و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيناً, فهم كالسنبلة تميلها الرياح!. و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه, كما دحرجته على صفوان!. (نقل ما بعاليه نصاً من كتاب "صيد الخاطر" للإمام أبي الفرج عبد الرحمن الجوزي) و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. |
|