أرسطو طاليس ..

أرسطو طاليس
تلميذ أفلاطون والمعلم الأول عند فلاسفة المسلمين
يعتقد الكثيرون أن حياة أرسطو طاليس وهو فيلسوف الإغريق الشهير وتلميذ أفلاطون المعروف، غلب عليها السكون والهدوء وقلت فيها الأحداث المثيرة وغير المثيرة وهذا اعتقاد شائع إلا انه بعيد عن الواقع.
ولد أرسطو في بلدة ستاجير الواقعة في شمال شبه جزيرة اليونان بالقرب من مدينة سالونيكا أي انه لم يكن آثينيا كأفلاطون وسقراط, بل انه نشأ وترعرع في ظل الحضارة الخاصة التي كانت قد نمت في ستاجيرا واختلفت عن حضارة أثينا
وكان أبوه نيكوماكس، احد أقطاب تلك الحضارة وكان شغوفا بالعلوم وبخاصة علم الحياة والاهم من ذلك هو أن الأب كان طبيبا بارعا وشهيرا بحيث أن امنتاس ملك مقدونيا آنداك استدعاه إلى عاصمته بلا ليكون طبيبه الخاص ويعيش في بلاطه
وبقى أرسطو في ستاجيرا حتى بلغ من العمر 17 سنة وعندئذ سافر إلى أثينا ليتتلمذ على يد أفلاطون وكان هذا شهيرا ذائع الصيت أنداك وليكمل تحصيله في الأكاديمية وهو اسم الجامعة التي أسسها أفلاطون في الوقت الذي ولد فيه أرسطو تقريبا.
لم يلبث التلميذ أن أصبح من مريدي الاستاد شأنه في ذلك كشأن أكثر طلاب الأكاديمية وبلغ من تعلق أرسطو بأفلاطون انه بقي تلميذه الوفي الملازم له طيلة 20 سنة ولم يفرق بينها سوى موت الأستاذ سنة 348/47 ق.م
وغادر أرسطو بعد ذلك أثينا وقصد أسوس وهي بلدة في أسيا الصغرى بالقرب من طروادة المعروفة وقد قضى أرسطو ثلاث سنوات في تلك البلدة. ومن أهم أحداث تلك ا لفترة وفاة الملك هرمياس صديق أرسطو الحميم وكان هرمياس هذا من زملائه من الأكاديمية وكان يبدل جهدا في سبيل تحقيق مثل أفلاطون الأعلى المدينة الفاضلة حيث الفلاسفة هم الملوك
وقد مات قتلا على يد الفرس الذين تمكنوا من القبض عليه نتيجة وشاية وفتكوا به لأنه رفض الإدلاء لهم بما طلبوا من معلومات. ومما يذكر في هذا الصدد أن أرسطو نظم قصيدة رثى فيها صديقه هرمياس.
والاهم من هذا كله أن أرسطو تزوج ابنة هرمياس المتبناة وكان يحبها وقد ماتت زوجته هذه صغيرة السن
ومن أسوس ذهب أرسطو إلى لسبوس إحدى جزر بحر الأرخبيل حيث أقام 3 سنوات وبصحبته احد زملائه في أكاديمية أفلاطون وتذكر هذه السنوات الثلاث لانصراف أرسطو فيها إلى التركيز على علم الحياة وعلم جمع ما يتصل به من مواد ومعلومات
ومن لبسوس انتقل أرسطو إلى بلا عاصمة مقدونيا وذلك تلبية للدعوة التي وجهها له الملك المقدوني فيليب ليكون المعلم الخاص لابنه الاسكندر الذي كان قد بلغ من العمر 14سنة وبدأت هذه الفترة الهامة من حياة أرسطو حوالي 342 ق.م وطال أمدها 6 سنوات وقد انتهت بموت فيليب وجلوس الاسكندر على عرش مقدونيا خلفا لأبيه وهو في سن العشرين
وعاد أرسطو إلى أثينا سنة 335 ق.م بعد غياب 13 سنة وأسس فيها جامعته المعروفة باسم الليسيوم أو جامعة المشاءين وازدهرت هده الجامعة طيلة الفترة التي درس فيها أرسطو، إلا أن تلك الفترة لم تطل أكثر من 13سنة فقد شعر أرسطو بمغادرة أثينا بعد موت الاسكندر في بابل 323ق.م فقد خشي أن يرتكب الأثينيون جناية ثانية بحق الفلاسفة فيقتلوه كما قتلوا سقراط من قبله وقد مات الاسكندر صديقه وحاميه.
وقضى أرسطو السنة الأخيرة من حياته في بلدته مع أمه، وقد توفي سنة 322ق.م