الرحلة الى العالم الجديد
ضمت البعثة أكثر من 600 رجل و كان استيبانيكو من بينهم و ليس معهم سوى أربعين حصانا انطلقت الرحلة من داخل الأدغال المتوحشة. و لم يظن هؤلاء المغامرون أن رحلتهم قد تدوم طويلا في الشهور الأولى فقد القائد دي فاكا كل رجاله بسبب الجوع و العطش و بهجمات الهنود الحمر المستمرة و لم يبقى سوى القائد و استيبانيكو و كاستيو و دورانتيس لقد وجد الاربعة الناجون انفسهم تائهين في عمق الأدغال بلا سلاح و لا مؤونة و لا حتى دليل لم يكن لديهم خيار آخر للبقاء أحياء سوى أكل أوراق النباتات و جيادهم و جيف رفاقهم الهالكين لم يعثر الأربعة على مدائن الذهب فقرروا العودة الى سفنهم التي بقيت في خليج بامبا بعد عناء طويل لكن المفاجأة كانت في انتظارهم لقد اختفت المراكب و السفن و حتى الرجال الذين تركهم دي فاكا في الخليج بقي الناجون عاما كاملا تائهين مجددا داخل العالم الجديد الى أن وقعوا في أسر احدى قبائل الهنود الحمر و ظلوا خمس سنوات في سجنهم عاملهم السكان الأصليون باحترام و بكل طيبة و قدموا لهم الطعام و الشراب حتى عام 1534 حين هرب الأربعة من الأسر عند غياب السكان عن قريتهم..
بدأت رحلة جديدة حيث عبروا النهر الكبير و مروا بالعديد من القبائل و استغلوا معرفتهم بأمور الطب لينجوا بأنفسهم.. عالجوا من خلال هذه المعرفة العديد من السكان المرضى و نالوا شهرة بين القبائل و خصوصا الفتى استيبانيكو حتى أطلقوا عليهم الهنود لقب ( أبناء الشمس) في اعتقادهم أن ما كان يفعله الأربعة كانت معجزات.
فى عام 1536 م وصل الناجون الى احدى الحاميات العسكرية الاسبانية جنوب أمريكا ( المكسك حاليا) و بعد علمه بما حدث معهم استغل النائب مندوسا هذا الأمر فأرسل بعد ثلاث سنوات (1539) استيبانيكو ذو الشعبية الكبيرة للبحث عن مملكة سيبولا التي تضم مدائن الذهب السبع رفقة راهبين يكون هو الدليل و نظرا لهذه الشعبية رافقه المئات من السكان الأصليين ليرشدوه الى تلك المدائن و عند وصوله الى هناك كانت دهشته كبيرة عندما عرف أن الأسطورة التي سمع عنها لم تكون سوى مدن من الطين و الحجارة و ليست من الذهب و الفضة.. لقد انتهت رحلة استيبانيكو بمقتله و لايزال الخلاف قائما حتى الان حول سبب و كيفية مقتله.. و مجددا يستغل النائب مندوسا هذا الجانب ليشن حربا على الهنود الحمر بهدف نشر المسيحية و توسيع مملكة اسبانيا و قد أدى هذا القرار الى ابادة الالاف من السكان كانت هذه الحرب من أكثر الحروب بشاعة و دموية في تاريخ البشرية و سيظل استيبانيكو للأبد مجهول الاسم و القبر.