في الرّكن يبدو وجه أمّي
لا أراه لأنّه سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلاً لا ترى
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن توارى مثل كلّ الغائبين
يبدو أمامي وجه أمّي كلّما
أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه
يا شمساً تشرق في أفقي يا ورداً في العمر شذاه
يا كلّ الدّنيا يا أملي أنت الإخلاص ومعناه
فلأنت عطاء من ربّي فبماذا أحيا لولاه
ماذا أهديك من الدّنيا قلبي أم عيني أمّاه
روحي أنفاسي أم عمري والكلّ قليل أوّاه
ماذا أتذكّر يا أمّي لا يوجد شيء أنساه
فالماضي يحمل أزهاراً والحاضر تبسّم شفتاه
ما زال حنانك في خلدي يعطيه سروراً يرعاه
كم ليل سهرت في مرضي تبكي وتنادي ربّاه
طفلي وحبيبي يا ربّي املأ بالصحّة دنياه
الأمّ تذوب لكي نحيا ونذوق من العمر هناه
الأمّ بحار من خير والبحر تدوم عطاياه
أمّاه أحبّك يا عمري يا بهجة قلبي ومناه
ضمّيني واسقيني حبّاً ودعيني أحلم أمّاه
صباحُ الخيرِ يا حلوة
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة
أيا أمّي
أنا الولدُ الّذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ فكيفَ يا أمّي
غدوتُ أباً
ولم أكبر؟