اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 25369 تاريخ التسجيل : 08/03/2010 المزاج : رايق !!
موضوع: التجسس والتحسس الأربعاء 11 مارس 2015 - 19:54
التجسُّس فى اللغة: تعرُّف الشىء بِمَسٍّ لطيف يقال: جَسَسْتُ العِرْقَ وغيرَه جَسًّا والجاسوسُ من يفتِّش عمَّا يريده بخفاء ولطف. والتجسُّس: التفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال فى الشر • والتحسُّس قريب من سابقه إلا أن اشتقاقه من الحَوَاسِّ، وهى أدوات الإدراك الخمس فهو بمعنى طلب الحسِّ أى العلم، وغالبًا ما يكون فى الخير وأكثر علماء العربية يُثْبِتُون هذا الفرق بين التجسُّس والتحسُّس فكلاهما بحث بخفاء ولطف ولكن غلب أوَّلُهما فى البحث عن العورات وتتبُّعها وثانيهما فى الخير. وقد راعى القرآن الكريم هذا الفارق الدلالي الدقيق بين الفعلين، فجاء التجسُّس منهيًّا عنه وذلك فى قول الله عز وجل: - { وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا } اي : لا يتتبَّع بعضكم عوراتِ أخيه ولا يبحث عن سرائره يبتغى الاطَّلاع على عيوبه وأمَّا التحسُّس فجاء مأمورًا به على لسان نبى الله يعقوب عليه السلام، حين أمر أبناءه بأن يبحثوا عن أخبار يوسف عليه السلام، فقال - {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا } يوسف/87 فأمرهم بتعرُّف أخبار أخَوَيْهما وطلب ذلك فى خفاء وتستر، وعبَّر عن هذا بفعل التحسُّس وهو أعمُّ من التجسُّس • ونخلص مما سبق إلى أن لفظى "التجسس ـ التحسُّس" فى الاستعمال القرآنى متقاربان جدًّا فى الدلالة، حيث يشتركان فى ملمحين هما: 1- البحث والتعرُّف. 2- الخفاء والتستر. • ويفترقان فى ملمح خاص بالتجسُّس "بالجيم"، وهو غلبة استعماله فى الشرِّ. • بينما يتميَّز التحسُّس "بالحاء" بغلبته فى الخير.