اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: الخوف من الموت وإحسان الصلاة .. الأربعاء 4 مارس 2015 - 10:10
"بـــكة" في القران الكريم ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) و نقرأ في سورة الفتح قوله عز وجل ( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) تبادر إلى ذهني سؤال : حول سر إسم بكة و أثناء بحثي بخصوصها وجدت من يطرح أكثر من سؤال : لماذا ورد اسم (مكة) المكرمة بالباء ( بكة ) في الآية المذكورة من سورة آل عمران بوجه خاص ؟ وهل تخصيص هذا الموضع بذلك الاسم ( بكة ) ينطوى على سر دقيق من أسرار القرآن البيانية أو من أسراره التاريخية؟ أم أن لفظ ( بكة ) هو مجرد لغة فى ( مكة ) ؟ ثم أيهما هو الأسبق ذكرا فى التاريخ مكة أم بكة ؟ والجواب بحول الله أنقله لكم من ملتقى أهل التفسير و قد جاء فيه ما يلي : (( ان ( بك) كانت تعنى ( البيت المقدس ) فى اللغة السامية القديمة ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك معبد " بعلبك " فى لبنان حيث نجد أن كلمة بعلبك مكونة من مقطعين هما : ( بعل ) و ( بك ) ويعنيان معا : ( بيت البعل ) أى ( معبد البعل ) فالبيت هنا ( بك ) يكتسب معنى القداسة لأنه بمعنى ( المعبد ) أو المكان الذى تقام فيه طقوس وشعائر عبادة البعل ، ثم تم اطلاق اسمه بعد ذلك على المدينة بأسرها فأصبحت تعرف باسم مدينة بعلبك والبعل كان يعد قديما الها كنعانيا فينيقيّا فى تلك البقاع ، حيث كانوا يتخذونه الها للخصب والنماء وربّا للمطر والمياه ، وقد أشار القرآن اليه فى قوله تعالى على لسان الياس : " أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين " ( الصافات - 125 ) ويمكن أن نلمس هنا قبسا آخر من اعجاز القرآن الكريم فى اختياره لصفة ( أحسن الخالقين ) على وجه الخصوص فى معرض المقابلة بين البعل من جهة ، والله من جهة أخرى ، ذلك أن البعل كما قلنا كان يعد عند من عبدوه اله الخصب والنماء وهما من مقومات الخلق الحسن ، ومن هنا ناسب ذكر الله بصفته ( أحسن الخالقين ) لتمام المقابلة وابرازها فى أقوى صورة ونعود الى اسم بكة فنقول : على ضوء ما سلف ذكره من معطيات تاريخية وقياسا على أصل اسم مدينة بعلبك فانه يمكن لنا أن نستنبط كذلك أن مكة المكرمة إنما كان اسمها القديم ( بكة ) لوجود البيت المحرم فيها ، وأنه لذلك سميت البلدة كلها على اسم البيت مثلما سميت مدينة بعلبك كلها باسم بيتها المقدس ( بعل - بك ) وهنا يتبدى لنا وجه الاعجاز القرآنى حين قرن بين اسم ( بكة ) وبين ( أول بيت ) من حيث أن لفظ ( أول ) يشير بطرف خفى الى الناحية التاريخية لأصل لفظ ( بيت ) والذى عرفنا الآن أنه كان ينطق ( بك ) فى اللسان السامى القديم الذى هو أصل اللسان العربى الفصيح ومن هنا ندرك تمام المناسبة بين لفظ ( بكة ) وتعبير ( أول بيت ) فى آية آل عمران حيث لفظ ( بيت ) هنا يعنى ( بيت عبادة ) تحديدا وهو نفس ما يعنيه لفظ ( بك ) السامى القديم )) من جهة : قوله تعالى: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة.."، الكلام، كما هو واضح عن أسبقية المسجد الحرام في الوجود، وهذا مغرق في القدم، فناسب أن يذكر الاسم القديم لمكة أما ذكر مكة في قوله تعالى: " ببطن مكة.." فلأن الكلام عن حدث معاصر للرسول ، ومن هنا لا يناسب ذكر الإسم القديم، بل الاسم المتداول، أي مكة كذلك : الباء والميم حرفان شفويان (يخرجان من الشفة)، واتحاد المخرج يجعل من السهل تحويل الباء إلى ميم. وأمثلة ذلك كثيرة في اللغة العربية، ليس في المتحد مخرجاً بل بالمتقارب أيضاً؛ فاسم برهان مثلاً يلفظه البعض برهام. ومعلوم أن الميم أسهل في اللفظ من الباء ومن هنا يغلب أن يكون قد تم قلب الباء إلى ميم فأصبحت مكة، والعبرة بما ينطق الناس