اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: { أجيب دعوة الداع إذا دعان } .. الثلاثاء 3 مارس 2015 - 8:54
• { أجيب دعوة الداع إذا دعان } ؟ قيل : إن لذلك وجهين من المعنى : أحدهما : أن يكون معنيا بالدعوة العمل بما ندب الله إليه وأمر به، فيكون تأويل الكلام : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ممن أطاعني وعمل بما أمرته به، أجيبه بالثواب على طاعته إياي إذا أطاعني، فيكون معنى الدعاء : مسألة العبد ربه ما وعد أولياءه على طاعتهم بعملهم بطاعته، ومعنى الإجابة من الله التي ضمنها له الوفاء له بما وعد العاملين له بما أمرهم به، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله :" إن الدعاء هو العبادة " تفسير الطبري (ج3/227-228) • وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه ؟ قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ؟ قال فدعا الله له فشفاه[ ش ( مثل الفرخ ) أي ضعف ( في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) أظهر الأقوال في تفسير الحسنة في الدنيا أنها العبادة والعافية وفي الآخرة الجنة والمغفرة وفيه أن الدعاء بما قصه عليه السلام أف ل لعامة الناس وأسلم، وقد ذكر بعد هذا أنه كان أكثر دعائه عليه السلام. وقد اختلفت المفسرون في تأويل الآية، فقيل: الحسنة في الدنيا: العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة. وقيل في الدنيا العافية، وفي الآخرة العافية. وقيل: في الدنيا المال، وفي الآخرة الجنة. وقيل: الحسنة هنا النعمة، وقيل: حظوظ حسنة. شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى"إكمال المعلم بنواند مسلم (ج8/186-187) • {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28 والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره نهى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يطرد قوما كانوا يدعون ربهم بالغداة والعشي والدعاء لله يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولا وكلاما وقد يكون بالعمل له بالجوارح الأعمال التي كان عليهم فرضها وغيرها من النوافل التي ترضي عن العامل له عابده بما هو عامل له وقد يجوز أن يكون القوم كانوا جامعين هذه المعاني كلها فوصفهم الله بذلك بأنهم يدعونه بالغداة والعشي لأن الله قد سمىالعبادة دعاء فقال تعالى ذكره : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [ غافر : 60 ] وقد يجوز أن يكون ذلك على خاص من الدعاء ولا قول أولى بذلك بالصحة من وصف القوم بما وصفهم الله به : من أنهم كانوا يدعون ربهم بالغداة والعشي فيعمون بالصفة التي وصفهم بها ربهم ولا يخصون منها بشيء دون شيء