اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: روح وريحان ... الاخاء الثلاثاء 3 مارس 2015 - 8:00
جعل الاسلام الأخوة والمؤاخاة فى الله تعالى أسمى اخوة وأعلاها قدرا واشرفها منزلة ... وجعلها فوق كل اخوة يقول الله سبحانه وتعالى : " انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " سورة الحجرات ايه 10 ... أى انما المؤمنون اخوة فى الدين والعقيدة فهم يجمعهم أصل واحد وهو الايمان ... كما يجمع الاخوة أصل واحد وهو النسب ... وكما أن أخوة النسب داعية الى التواصل والتراحم والتناصر فى جلب الخير ودفع الشر ... فكذلك الأخوة فى الدين تدعوكم الى التعاطف والتصالح والى تقوى الله وخشيته ... ومتى تصالحتم واتقيتم الله تعالى كنتم أهلا لرحمته ومثوبته ... واستحق المتآخان فى الله أن ينالا حب الله ... ومن نال حب الله فقد حاز خيرى الدنيا والآخرة . عن أبى هريرة ... رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظللهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله ... امام عادل ... وشاب نشأ فى عبادة الله ... ورجل قلبه معلق بالمساجد ... ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ... ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال : انى أخاف الله ... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالة ما تنفق بيمينه ... ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه . كما جعل الاسلام هذا التآخى من كمال الايمان حيث جعله رابطة قوية بين المسلم واخيه المسلم ... ومن كمال الايمان أن يحب المسلم لأخيه المسلم ما يحب لنفسه ... عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ان من الايمان أن يحب الرجل رجلا لا يحبه الا لله من غير مال أعطاه فذلك هو الايمان " . ان الانانية آفة تصيب الانسان وتغتال فضائله ... واذا سيطرت نزعاتها على امرىء محقت خيره ...ونمت شره ... وحصرته فى نطاق ضيق خسيس لا يعرف فيه الا شخصه ولا يرى فيه الا ذاته ... ولا يهتاج بالفرح أو الحزن الا لما يمسه فقط من خير أو شر ... اما المجتمع الذى يكتفيه والدنيا الواسعة التى يعيش فيها والملايين من البشر الذين يحيطون به من كل جانب ... فهو لا يعرفهم الا فى حدود ما يصل اليه عن طريقهم من نفع . ومن حق اخيك عليك أن تكره مضرته وأن تبادر الى دفعها فان مسه ما يتأزى به شاركته الألم وأحسست معه بالحزن ... أما أن تكون ميت العاطفة ... قليل الاكتراث لأن المصيبة وقعت بعيدا عنك فالأمر لا يعنيك ... فهذا تصرف لئيم ... وهو مبتور الصلة بمشاعر الأخوة الغامرة التى تمزج بين نفوس المسلمين فتجعل الرجل يتأوه للألم الذى ينزل بأخيه مصدقا لقول رسول الله صل الله عليه وسلم ... " مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " .