الأشجار لديها تقنيتها ضد البرد القارس.

خلال فصل الشتاء ... تتكيف الأشجار مع البرد عن طريق منع تكوين حبات الثلج البلورية الضارة داخل الخلايا الحية للزيليم ... أو قلب الشجرة المسئول عن نقل الماء والعناصر الغذائية من الجذور الى الأوراق .
فشجرة " لاركس سيبيريكا " ( Larix Sibirica ) ... أحد أنواع أشجار اللاركس الموجودة فى شمال سيبيريا تستطيع الصمود أمام البرد القارس حتى درجة حرارة 94 فيهرينهايت تحت الصفر ... لكن من الممكن أن يموت هذا النوع من الأشجار اذا ما تعرض فجأة الى هذا القدر من البرودة أثناء موسم النمو الدافىء ... وذلك عندما تكون خلاياه ممتلئة بالماء .
ومع اقتراب فصل الشتاء تتوقف أشجار اللاركس عن النمو وتتفرغ خلاياها من كل السوائل الموجودة بداخلها ... وبالتالى تتكون الثلوج البلورية فقط خارج الجدران الخشنة للخلايا حيث لا يمكنها الحاق الضرر بالأجزاء الداخلية لها .
لكن أشجارا مثل البلوط والزان والدردار والقيقب تتكيف مع برد الشتاء القارس بطريقة أخرى مختلفة ... حيث تنتج هذه الأشجار سائلا غليظ القوام له درجة تجمد منخفضة جدا داخل خلاياها بدلا من اللجوء الى تصريف مياهها ... كما أنها تستطيع انتاج بروتينات لتغطى النوى التى تبدأ بتكوين الثلوج ... وبالتالى منع تكوين بلورات الثلوج من الأساس .
ولكن على الرغم من قدرة هذه الأنواع من الأشجار على النجاة من انخفضات درجات الحرارة حتى 40 فيهرينهايت تحت الصفر ... فان فرص تلك النجاة لها حدودها لأنه فى درجات حرارة أقل من تلك الدرجة يمكن للمياة أن تتجمد حتى من دون نوى للثلوج .