الفقر بمفهومنا هو قلة المال وضيق الرزق ... نعم هذا مفهوم الفقر لغويا ... لكن الفقر أيها السادة أنواع : فقر الايمان : وهو فقر خطير لصاحبه عندما ينسى الله وينسى المبادىء والخلق ويعيش عيشة كلها هوى للنفس وينسى يوم الحساب عتدما يتساوى الجميع أمام الله وتنصب موازين العدالة الحقيقية . فقر الأخلاق وهذا فقر يدفع صاحبه لأن يكون بلا خلق ... يكذب وينافق ويفنن لينال منصبا أو جاها زائلا هشا ضعيفا ... يصفق ويداهن وهو فى الخلف يسب ويلعن ... فهو فقير فى خلقه ومبادئه . فقر العلم : نجد جاهلا يدعى العلم ويسانده لمصالح خاصة تضعه فى نطاق العلماء بالقوة والسلطة وهو جاهل لا يعرف فى الأمر شيئا ... يتقلد منصبا واسعا عليه ويجلس على كرسى لا يناسبة وسط العلماء المحترمين ... يحاول ويناور بالصوت العالى وليس بالحجة العلمية ... وبالتالى يتعالى ويفقد صفقة التواضع وهى احدى صفات العلماء الحقة . فقر الكرامة : وهذا الفقر يفعل أى شىء لارضاء رئيسه ... يهدر كرامته وكرامة غيره لمجرد نيل الرضا السامى ... ولا يعرف أن التاريخ لعن هؤلاء وذكرهم فى موقع متدن ... نعم فقير الكرامة قد يجد لنفسه مكانا ضعيفا فى الدنيا ... لكن سرعان ما يقع هذا الفقير وتدوسه الاقدام ... لان الكرامة وعزة النفس لا تحن لهم ولو أموال الدنيا ومناصب الكون . فقر المعرفة فقد ساقه ظروفه ان يتواجد مع شلة اصدقاء ومعارف تقلدوا من خلالهم مناصب ما أو جلسوا على مقعد جعلهم يديرون مواقعهم وهم لا معرفة لديهم أو خبرة أو دراية ... لكنهم أصحاب خطوة وحظ فقط . نعم هؤلاء فقراء ... لكنهم فى الحق فقراء معرفة ودراية بأنفسهم ... وهؤلاء يقعون فى يوم ما حتى لو تأخر ... لكن للأسف بعد ترك موقعهم وتدميره . علينا أن نبتعد عن الفقراء بأنواعهم الا فقر المال ... فهذا رزق من الله ومكتوب ومعروف وهو أقل أنواع الفقر خطورة فالفقير قد يعمل وينتج ويحصل على مايقدره له الله ... فهو عاطى الارزاق يرزق من يشاء بغير حساب أما باقى الفقراء فخطورتهم بالغة ... ندعو الله لهم الصلاح وندعو الله أن لا يعترضوا سبيلنا وسبيل هذه الامة العظيمة بأولادها .