إنها النتيجة التى آل إليها أمر السادة والأتباع بعد التحاجج والخصام بين يدي الله تعالى ، كذبوا رسلهم ، وكفروا بما جاء من عند الله ، وأغروا أتباعهم وضعفاءهم بالهوى ، وبصحة فعائلهم ، فتلاوموا فى يوم القيامة ، لما رأوا الحق ، وبانَ زيفهم وباطلهم . فلما جاءهم العذاب ما كان لهم إلا أن يسروا تلك الندامة ، ويُغبنوا غبناً ليس بعده غبن ، وليس لهم من ذلك التلاوم إلا زيادة الحسرات والنكبات والعياذ بالله ، قال تعالى : ( وجعلنا الأغلال فى أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) أي وُضعت فيهم السلاسل التى تجمع بين أيديهم مع أعناقهم ، وكلا نجازيه على عمله وما قدَّم ، للضعفاء عذابهم ، وللمستكبرين عذابهم و نكالهم ، عياذاً بالله من ذلك . أيها الإخوة : هذا نوع من عذاب الكافرين في جهنم ، فهل فكرنا فيه وتأملناه ، ونحن نتلو هذه الآيات ، ونسمع ترديد القراء لها ، فاحذروا عباد الله عذاب الله ، وكونوا على الهدى المستقيم ، وتجنبوا الغفلة وموارد الظالمين . اللهم إنا نسألك الفوز بالجنة والنجاة من النار وصلى الله وسلم على سيد الأخيار وعلى آله وصحبه أجمعين .