قال تعالى في سورة آل عمران : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿142﴾ هذا استفهام إنكاري : أي، لا تظنوا، و لا يخطر ببالكم أن تدخلوا الجنة من دون مشقة و احتمال المكاره في سبيل الله و ابتغاء مرضاته، فإن الجنة أعلى المطالب، و أفضل ما يتنافس به المتنافسون، و كلما عظم المطلوب عظمت وسيلته، و العمل الموصل إليه، فلا يوصَل إلى الراحة إلا بترك الراحة ، و لا يدرَك النعيم إلا بترك النعيم، و لكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس لها، و تمرينها عليها و معرفة ما تئول إليه، تنقلب عند أرباب البصائر منحا يسرون بها و لا يبالون بها، و ذلك فضل الله يوتيه من يشاء - اللهم إنا نسألك من فضلك-. تفسير الإمام السعدي لسورة آل عمران ص 127.