الدماغ يبقى يقظاً لعدة ثوان بعد ان يتم قطعة
في وقت ما كان قطع الرأس من الطرق المفضلة والمستخدمة بكثرة للإعدام ولعلكم جميعاَ تعرفون المقصلة التي كانت تستخدم لتنفيذ اغلب حالات الإعدام تلك، بالرغم من أن بلدان كثيرة قد تخلت عن هذه الطريقة كوسيلة إعدام (قطع الرأس) إلا أن بعض الدول والجماعات ما زالت تستخدمها. لقد ظهرت المقصلة بهدف تنفيذ الإعدام بطريقة سريعة وانسانية نسبياً، ولكن ما هي السرعة التي نتحدث عنها هنا؟، هل يمكن للإنسان أن يرى أو يعي ما حوله بعد أن يتم قطع رأسة ولو لثوان معدودة؟ تابعوا القراءة لنكتشف سوياً.
أصل هذا المفهوم يعود لفترة الثورة الفرنسية ذلك الوقت عندما تم إختراع المقصلة، في السابع عشر من شهر يوليو عام 1793 امرأة دعى Charlotte Corday تم اعدامها باستخدام المقصلة وذلك لقتلها صحفي متطرف وسياسي وثوري يدعى Jean-Paul Marat والذي كان محبوباً من قبل الناس بفضل أفكارة ونضاله وكانوا يتحرقون شوقاً لرؤية رأس شارلوت كورداي بين فكي المقصلة وعندما سقطت شفرة المقصلة وفصلت رأس شارلوت قام أحد منفذي الإعدام بإلتقاطه وصفعه على منطقة الخد، وفقاً للشاهدين عيني شارلوت نظرت للرجل وملأت وجهها تعابير السخط، بعد هذه الحادثة كان يتم سؤال الناس الذين تقطع روسهم بواسطة المقصله ليقوموا بالغمز بأعينهم ووفقاً للشاهدين أيضاً كانت “الرؤوس” تستجيب لهم وتغمز لفترات قد تصل إلى 30 ثانية.
من الروايات الاخرى التي تدعي وعي الإنسان بعد قطع الرأس والتي يعود تاريخها الى عام 1905 أن الطبيب الفرنسي Gabriel Beaurieux شهد قطع رأس رجل يدعى Languille وقام بكتابة الاتي بعد رؤية الحادثة مباشرة ” الجفون والشفاة تحركت حركة انقباضية ايقاعية لمدة خمس او ست ثوان”. تكرر هذا الأمر للمرة الثانية وفي الثالثة تحدث الطبيب وقال أنه لا يستجيب. القصص والروايات السابقة تبدو وكأنها تضفي مصداقية على فكرة أن الإنسان يبقى واعياً بعد أن يتم قطع رأسه ولو لثوان قليلة، ولكن في الواقع يرى أغلب أطباء اليوم ان معظم ردود الأفعال التي تم وصفها في الروايات السابقة والأخرى هي في الواقع مجرد وخزات انعكاسية للعضلات وليس وعياً أو حركة متعمدة.
عندما يتم فصل الدماغ عن القلب حيث يتم إمداده بالاكسجين يدخل الدماغ لحظياً في غيبوبة ويبدأ في الإحتضار، وفقاً للطبيب Harold Hillman يفقد الدماغ الوعي خلال ثانيتين إلى ثلاثة بسبب الهبوط الحاد والسريع للدم في الدماغ لذا بالرغم من انه ليس من المستحيل تماماً لشخص ما أن يبقى واعياً بعد أن يتم قطع رأسه إلا أنه ليس أمراً راجحاً أو يغلب حدوثة. ويشير الطبيب هيلمان إلى نقطة اخرى هامة وهي ان المقصلة التي يشار اليها بأداة الموت السريع الخالي من الألم تقوم بالعكس تماماً، ويقول ان الموت يحدث نتيجة فصل الدماغ عن الحبل الشوكي بعد تمزق الانسجة المحيطة. وهذا لابد أن يتسبب في ألم حاد وشديد جداً ويذكر أن هذا سبب عدم اعتماد أغلب الدول اليوم على المقصلة أو قطع الرأس كوسيلة إعدام عموماً