المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهادى

الهادى


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30766
تاريخ التسجيل : 13/06/2014
الموقع الموقع : لبنان
العمل/الترفيه : اخصائى
المزاج : سعيد

تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة   تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة I_icon_minitimeالثلاثاء 10 فبراير 2015 - 20:45

تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة 18974310




تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة 0f27f3eb8c-img


قال تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.. [البقرة : 128].
هناك فرق بين أن تُكَلَّفَ بشيء فتفعله بحب، وأن تفعل شكلية التكليف وتخرج من عملك خروج الذي ألقى عن كاهله عبء التكليف.. في هذه الآية الكريمة دعاء إبراهيم وابنه إسماعيل وكانا يقولان يا رب أنت أمرتنا أن نرفع القواعد من البيت وقد فعلنا ما أمرتنا.. وليس معنى ذلك أننا اكتفينا بتكليفك لنا لأننا نريد أن نذوق حلاوة التكليف منك مرات ومرات.. {رَبَّنَا واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} نسلم كل أمورنا إليك.
إن الإنسان لا يمكن أن ينتهي من تكليف ليطلب تكليفا غيره إلا إذا كان قد عشق حلاوة التكليف ووجد فيه استمتاعا.. ولا يجد الإنسان استمتاعا في التكليف إلا إذا استحضر الجزاء عليه.. كلما عمل شيئا استحضر النعيم الذي ينتظره على هذا العمل فطلب المزيد.
إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بمجرد أن فرغا من رفع القواعد من البيت قالا: {رَبَّنَا واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} ولم يكتفيا بذلك بل أرادا امتداد حلاوة التكليف إلى ذريتهما من بعدهما.. فيقولان: {وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ}.. ليتصل أمد منهج الله في الأرض ويستمر التكليف من ذرية إلى ذرية إلى يقوم القيامة.. ثم يقولان: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}.. أي بين لنا يا رب ما تريده منا. بين لنا كيف نعبدك وكيف نتقرب إليك.. والمناسك هي الأمور التي يريد الله سبحانه وتعالى أن نعبده بها.
وقوله: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} ترينا أن إبراهيم يرغب في فتح أبواب التكليف على نفسه، لأنه لا يرى في كل تكليف إلا تطهيرا للنفس وخيرا للذرية ونعيما في الآخرة.. ولذلك يقول كما يروي لنا الحق: {وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التواب الرحيم}.. وتب علينا ليس ضروريا أن نفهمها على أنها توبة من المعصية.. وأن إبراهيم وإسماعيل وقعا في المعصية فيريدان التوبة إلى الله.. وإنما لأنهما علما أن من سيأتي بعدهما سيقع في الذنب فطلبا التوبة لذريتهما.. ومن أين عَلِما؟ عندما قال الله سبحانه وتعالى لإبراهيم: {وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إلى عَذَابِ النار وَبِئْسَ المصير}.
لقد طلبا من الله تبارك وتعالى التوبة والرحمة لذريتهما.. والله يحب التوبة من عباده وهو سبحانه أفرح بتوبة عبده المؤمن من أحدكم وقع على بعيره وقد أضله في فلاة.. لأن المعصية عندما تأخذ الإنسان من منهج الله لتعطيه نفعا عاجلا فإن حلاوة الإيمان إن كان مؤمنا ستجذبه مرة أخرى إلى الإيمان بعيدا عن المعاصي.. ولذلك قيل إن انتفعت بالتوبة وندمت على ما فعلت فإن الله لا يغفر لك ذنوبك فقط ولكن يبدل سيئاتك حسنات.. وقلنا أن تشريع التوبة كان وقاية للمجتمع كله من أذى وشر كبير.. لأنه لو كان الذنب الواحد يجعلك خالدا في النار ولا توبة بعده لتجبر العصاة وازدادوا شرا.. ولأصيب المجتمع كله بشرورهم ولَيَئِسَ الناس من آخرتهم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
لذلك فمن رحمة الله سبحانه أنه شرع لنا التوبة ليرحمنا من شراسة الأذى والمعصية.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير الشعراوي للآية 128 من سورة البقرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير الشعراوي للآية 108 من سورة البقرة
» تفسير الشعراوي للآية 103 من سورة البقرة
» تفسير الشعراوي للآية 111 من سورة البقرة
» تفسير الشعراوي للآية 183 من سورة البقرة
» تفسير الشعراوي للآية 182 من سورة البقرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: