المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر   الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر I_icon_minitimeالسبت 7 فبراير 2015 - 7:26

الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر D4d0f212a0








الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر Getsubpic






ليست هذه دراسة شاملة لكتابات المفكرين المصريين حول الشخصية المصرية، ولكن لمجموعة محددة من الكتابات، ومن ثم لا يمكن تعميم استخلاصاتها على كل المفكرين المصريين، الذين تناولوا الشخصية المصرية، خصوصا وأن هناك العديد من الكتاب والمفكرين الذين تناولوا جوانب من الشخصية المصرية من دون أن يكونوا قد استهدفوا إعداد مؤلف خاص بذلك.

وبشكل عام، هناك من ربط الشخصية المصرية بعوامل الثبات مثل الجغرافيا والتاريخ اللذين كان لهما- على نحو ما يرى البعض- تأثيرهما الطاغي في تشكيل شخصية المصري، وهناك من ربطها بعوامل التغير والديناميكية وقدم ملامح متغيرة للشخصية المصرية. ولكن الجميع أكد على وجود ملامح محددة لهذه الشخصية وأن هذه الملامح قد تعرضت للتغيير في السنوات الأخيرة بفعل عوامل محلية وعالمية.

وبشكل عام، فقد غلب على تناول المفكرين المصريين للشخصية المصرية التأكيد على اتسامها بخصائص معينة تميز المصريين. كما غلب عليهم قدر من التناقض في السمات التي حددوها للشخصية المصرية، والتي تأرجحت بين الإيجاب والسلب، وبين الملامح الأصيلة والملامح الطارئة منها:

أولا: الملامح العامة للشخصية المصرية في فكر المفكرين المصريين:

قدم المفكرون المصريون ملامح للشخصية المصرية تكشف عن قدر كبير من التناقض والتباين، ويتضح من تحليلاتهم أنها ليست بالشخصية البسيطة التي تتسم بملامح واضحة ومحددة ومتسقة، وإنما هي شخصية مركبة، بحيث أن كل سمة إيجابية أو سلبية في إطارها قابلة- ولديها استعداد واحتمال داخلي- لأن تتحول إلى النقيض. وذلك ما دفع د. جمال حمدان للقول بأنه "يتعذر تحديد المفاتيح الأساسية للشخصية المصرية"، والتي تتضمن وفقا له قائمة مركبة من الملامح بقدر ما هي مقلقة فادحة، لذلك فقد اعتبر أن ملامح الشخصية المصرية تبدو كمتوالية تنازلية تندرج نسبيا من الموجب إلى السالب (التدين، المحافظة، الاعتدال، الواقعية، السلبية).

وفي الأغلب يجري تقديم الملامح الإيجابية للشخصية المصرية من قبل المفكرين المصريين على أنها الملامح الأصلية، بينما يجري تقديم الملامح السلبية على أنها طارئة ومستجدة وأنها عارضة ومتغيرة، وهو أمر كشفت عنه العديد من الكتابات بعد ثورة 25 يناير التي سعت إلى إعادة اكتشاف الشخصية المصرية وتنظيفها مما علق بها من ملامح سلبية، مؤكدين أن القيم التي كشفت عنها الثورة هي القيم الأصيلة.

ومن أبرز السمات الإيجابية التي اعتبر المفكرون المصريون أنها ميزت جوانب الثبات في الشخصية المصرية علي مر عصور أن المصري تميز بكونه‏: ‏ ذكيا‏، ‏ متدينا، ‏ طيبا‏، ‏ فنانا‏، ‏ ساخرا‏، ‏ عاشقا للاستقرار. ويضيف د. أحمد عكاشة عددا من المبادئ المتأصلة في وجدان الشعب المصري، منها: الوفاء، المروءة، الصدق والعفو والشجاعة والحياء والأمانة والرحمة، التدين والتسامح الاستقرار، الارتباط بالأرض والأسرة، الرضا، القناعة، النكتة، الدعابة، الصبر والزهد، تكامل اجتماعي، حب للآخر، حب للمشاركة.

بالمقابل، رصد البعض عددا من السمات السلبية في الشخصية المصرية المعاصرة، منها: الازدواجية والتناقض في المواقف المختلفة وبين الأقوال والأفعال، والارتباط بالشخص وليس بالمؤسسة (الارتباط بالفرعون وتقدسيه منذ فجر التاريخ)، الامتثال والطاعة التي ترسخهما كل آليات التنشئة الاجتماعية، النفعية، الميل إلى العنف، تأكيدات الذات في ظل ثنائية الهم والمرح (فليس هناك تعارض بين الحزب والفكاهة عند المصريين)، الميل نحو الفردية (صارت ذات المصري اليوم هي عالمه الخاص وكل ما عدا ذلك مجرد عالم لا قيمة له إلا بقدر ما يحقق من مصالح فردية)، التأرجح بين المقاومة والتكيف (انتشار أساليب لا حصر لها من التحايل بعضها أصبح من كثرته يمارس بحكم العادة (الرشوة، المحسوبية، الواسطة، المجاملة، المكر والحيلة، الإذعان، التبرير، الاحتيال والانحراف). ويضيف الدكتور أحمد عكاشة ملامح سلبية أخرى منها: الاعتمادية والسلبية والعدوانية والاستهوائية، والتمركز حول الذات وعدم المثابرة وسلوك رد الفعل، والتصور الخاطئ للدين (في مقابل التدين)، وإهمال الواقع المادي والانغماس في القرارات الانفعالية.

وقد رصد د. محمد المهدي جوانب من عملية التحول في القيم في الشخصية المصرية، حيث استخدم البعض ذكاءه في الفهلوة، وتعددت صور التدين بعضها أصيل وبعضها غير ذلك، وقلّت درجة الطيبة وحل محلها بعض الميول العنيفة أو العدوانية الظاهرة أو الخفية، وتأثر الجانب الفني في الشخصية تحت ضغط التلوث والعشوائيات، وزادت حدة السخرية وأصبحت لاذعة قاسية وأحيانا متحدية فجة جارحة، أما عشق المصري للاستقرار فقد اهتز كثيرا بعدما أصبحت البيئة المصرية طاردة نحو الخارج.

ثانياً: الملامح العامة لفكر المفكرين المصريين حول الشخصية المصرية:

من خلال الرصد تبين أن هناك العديد من الملامح العامة التي ميزت آراء المفكرين المصريين بشأن الشخصية المصرية، منها:

1- التضارب والذاتية: فالسمة الأهم فيما يتعلق بدراسات ملامح الشخصية المصرية هي عدم الاتفاق بين المفكرين، فبينما يصعد البعض بالشخصية المصرية إلى حد الإغرام الكامل بها وينتهي إلى أن الشخصية المصرية تتضمن أفضل مواصفات الشخصيات القومية للشعوب، فإن البعض الآخر يقدم انتقادات أساسية لها ويؤكد طغيان جوانب السلب على جوانب الإيجاب فيها. ويضيف إلى هذا الاختلاف ما أشار إليه جمال حمدان من تباين واختلاف وجهات النظر بشأن المحاسن والمثالب في الشخصية المصرية وأن ما يعتبره البعض نقاط قوة فيها يعتبره البعض الآخر نقاط ضعف.

وحتى الآن لا يبدو أن هناك اتفاقا حول ملامح أو سمات الشخصية المصرية، ويبدو أن هناك قدرا من المزاجية والهوى في تقديم ملامح محددة على أخرى، ويقع هذا الاختلاف حول ملامح الشخصية المصرية بين علماء الاجتماع أنفسهم، وذلك ما عبر عنه حصاد المؤتمر السنوي للثاني عشر للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في الفترة من 23 إلي 25 مايو 2010 تحت عنوان "الشخصية المصرية في عالم متغير"، والذي انتقد فيه البعض الدراسات التي قدمت في موضوع سمات الشخصية المصرية لأنها تطلق على عموم المصريين دون تحليل كاف، إلي جانب أنها تفتقد الدقة في تعريفها، كما أنه لم يتم الوصول إلي هذه التعميمات بناء علي دراسات علمية أو ميدانية وإنما خضعت للانطباعات الشخصية، إلي جانب اتسام هذه الدراسات بالتعميمات المتطرفة، كما أنها تطلق علي المصري في جميع المواقف، وهذه السمات توجد في مجتمعات كثيرة في العالم.

وفي الأغلب جرى التأكيد على أن الملامح الإيجابية في الشخصية المصرية هي الملامح الأصيلة وأنها تمثل الثبات، وحتى في الجوانب السلبية كان يجري في الأغلب التماس الأعذار وإيجاد التبريرات لها، كما جرى التأكيد على أن جوانب السلب ليست أصيلة في الشخصية المصرية، وعلى إمكانية بل وحتمية عودة الشخصية الإيجابية بمجرد انتفاء عوامل التغير الطارئة.

وإلى حد كبير، فقد جاءت نتائج إحدى الدراسات الميدانية المهمة لتؤكد ما ذهبت الحالة الراهنة لتناقض الشخصية المصرية، فلقد أكدت نتائج الدراسة العلمية للأطر الثقافية الحاكمة لسلوك المصريين واختياراتهم التي قام عليها د. أحمد زايد، والتي جرت ضمن لجنة الشفافية والنزاهة بوزارة الدولة للتنمية الإدارية في 2009، أن المجتمع المصري يعاني من نقص في قيمة الاتساق وأن 88.4% من المصريين يعانون من التناقض بين القول والفعل، على الرغم من رفض الأغلبية الكاسحة منهم لهذه الممارسات.

2- التأثر بالأحداث الكبرى: تفاوتت آراء المفكرين المصريين بشأن الشخصية المصرية بحسب الأحداث الكبرى التي مرت بها مصر، ففي لحظات الهزائم والانتكاسات القومية ازداد التركيز على الصفات السلبية، وقد ساد ذلك بعد حرب 1967، وما قبل ثورة 25 يناير، في ظل زيادة نبرة التشاؤم، وعلى النقيض ازداد التركيز على الملامح الإيجابية للشخصية المصرية وسادت ما يشبه الرغبة في "تنظيف" ملامح هذه الشخصية مما علق بها بعد حرب 1973 وبعد ثورة 25 يناير، وعلى سبيل المثال فقد اتجه بعض المفكرين المصريين بعد ثورة 25 يناير إلى إعادة اكتشاف الشخصية المصرية، فوصفوا الشعب المصري بأنه ثائر، وليس مستكينا على غرار ما كان يوصف به، وأنه من أكثر شعوب الأرض حراكا وثورة، وتقريبا يصنع ثورة كل نصف قرن. وربطوا بين مطالب ثورة 25 يناير ومطالب الفلاح الفصيح أثناء العصر الفرعوني للحاكم الفرعون.

ويشير إلى حقيقة ارتباط تغير توصيف الباحثين للشخصية المصرية بحسب الأحداث الكبرى أ. السيد يسين في كتابه المعنون "الشخصية العربية. بين صورة الذات ومفهوم الآخر"، والذي أشار فيه إلى التركيز على السلبيات المتعددة التي تزخر بها الشخصية المصرية إثر هزيمة 1967، بينما ساد التغني بإيجابيات الشخصية المصرية من عدد من الكتاب والمفكرين وأن هذه سمات تميز المصري منذ العصور السحيقة بعد نصر أكتوبر والعبور، وهو ما أدى في نظره إلى سيادة نظرة تجزيئية مسطّحة للشخصية المصرية.

3- تغليب الأبعاد الاستاتيكية: فقد ربط العديد ممن تناولوا ملامح الشخصية المصرية بينها وبين الأبعاد الاستاتيكية، وتعاملوا مع آلاف السنين من تاريخ مصر والمصريين وكأنه كتلة واحدة، وأنه كانت للمصري فيها ملامح مشتركة، ومن الأمثلة على هذه الدراسات تلك التي ركزت على ربط شخصية مصر بتاريخها وجغرافيتها، ومن أبرز هؤلاء د. جمال حمدان في مؤلفه الرائد "شخصية مصر. دراسة في عبقرية المكان". وبالتأكيد فإن للتاريخ والجغرافيا تأثيرهما على الشخصية المصرية ولكن ملامح الشخصية تشهد انقطاعات وتداخلات وتشابكات بفعل تحولات العصور وتحولات العوامل النفسية.

مع ذلك فإن بعض مقولات المدرسة الاستاتيكية تكتسب مصداقيتها من عدم القدرة على إخضاعها للتجريب والمنهج العلمي، فبالنظر إلى أنه ليس هناك مقاسات لقياس وعزل أدوار التاريخ والجغرافيا وإخضاعهما للتجارب، فإنها لا يمكن اختبارها للتأكد من نفيها. وعلى سبيل المثال فإن د. حسين فوزي في كتابه "سندباد مصري" يقول أن "الشعب المصري المغلوب على أمره انتصر دائما على ظلمته، ولو بعد حين، إذ لم يستطع حكامه أن يدلسوا عليه طويلا، بل هو الذي خدعهم في نفسه، وعانى ذلهم وظلمهم، ليحتفظ لنفسه، مدى ستة آلاف سنة، بأعز ما يملك، ألا وهي إنسانيته المتحضرة، وشخصيته المتكاملة"، وهو يشبه تماما ما قال به محمد شفيق غربال في كتابه "تكوين مصر عبر العصور" حين قال: "إن مصر التي بناها المصريون وشيدوها تتقاضى من بُناتها ثمن بقائها وتفرض عليهم نوع الحياة التي يحيونها". وما أصدق هاتين الفقرتين لتوصيف الشخصية المصرية بعد 25 يناير 2011، لكنهما يصعب أن توصفا حال ملايين المصريين الذين خضعوا للاستبداد لآلاف السنين.

4- غياب المقارنة: فمن أهم العوامل التي يمكن من خلالها تمييز الشخصية المصرية عن غيرها هو دراستها دراسة مقارنة مع الشخصيات القومية لشعوب أخرى، وهذا ما لم يحدث مع دراسات المفكرين المصريين عن الشخصية المصرية، فأغلب الدراسات لا توضح من خلال مؤشرات إمبريقية جوانب اختلاف الشخصية المصرية عن غيرها من الشعوب في العالم، فما الذي يمكن أن يميز الشخصية المصرية عن باقي شعوب العالم في حالات الهزيمة والانتكاسات أو النصر والنجاحات، وهل كانت الشعوب المختلفة ستسلك ذات السلوكيات في تلك الأوقات. لذلك اتخذت أغلب دراسات الشخصية المصرية طابع الحوار مع الذات دون اختبار لجوانب الخصوصية والتميز للشخصية المصرية. وربما يكون ذلك أمرا جديرا بالدراسة في مراحل مقبلة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشخصية المصرية فى الفكر المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملامح الشخصية المصرية القديمة
» هذه هي الفنانة المصرية التي كانت على متن الطائرة المصرية المنكوبة ؟
» أكلات عيد الأضحى المصرية .. الفتة المصرية
»  الصحــــوة للفنان الكندي المعاصر جوناثان باوزر
» بوصلة الشخصية.....

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتدى الادب والثقافة :: قسم الثقافة العامة-
انتقل الى: