اخوانى واخواتى 000
علينا أن نثق تماماً : أن العز كل العز في طاعة الله .. والسعادة كل السعادة
في القرب منه جل في علاه .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون
نعم .. ولو علموا حقا لبكوا ندما على عمر ضاع منهم وهم بعيدون عن الله
تعالى … من المفروغ منه : أن المقبلين على الله يتلذذون ( نعم يتلذذون حقاً )
وهم يتعبون من أجل الله ، سيدهم وخالقهم ومولاهم وحبيبهم جل جلاله …
لذة لا يعرفها أكثر الخلق ، ولو عرفوها ربما قاتلوهم عليها .....!!!
حتى قال بعضهم : إن لحظة واحدة يطيب فيها قلبك مع الله تعالى وتتذوق فيها
متعة الأنس مع الله .. لحظة واحدة على هذا الشكل والله إنها لخير من الدنيا
وما فيها !!!!!!!!
علينا أن نثق أن ساعة في رحاب الله وبين يديه ، وفي معيته الخاصة ،
والإنسان منكسر خاشع خاضع ، تنهمر دموعه حياء وشوقا وحبا وخوفا من الله
.. ساعة واحدة على هذه الشاكلة تجعل الإنسان يحس ( إحساساً حقيقياً )
أنه في تلك الساعة لم يعد في الدنيا وإنما انتقل ( مباشرة ) إلى الجنة رأسا ً،
ًفكيف لا يكون مثل هذا في قمة السعادة ...!!
ألا تعسا للقلوب الغافلة المعرضة عن ربها..!
بقليل من التفكير .. وبدون فلسفة ولا لف ولا دوران ..
لو جئنا لننظر في حياة الناس فماذا نجد ؟؟
نجد من يحب إنسان حبا حقيقياً .. فإنه يجد راحة قلبه ..
وسعادة نفسه … وأنس روحه .. حين يكون قريباً منه .. وحيت يتحدث عنه ..
بل وحين يتعب من أجله … أليس كذلك ؟؟
بل اكثر من هذا ..
أنه لن يبالي بكل كلام الناس وهو يسمعهم يعاتبونه على هذا التعب الشديد
الذي يبذله لذلك المحبوب .. أليس كذلك ؟؟
لأنه سيقسم لهم بأغلظ الأيمان أنه يجد (منتهى راحته وسعادته )
في هذا التعب بعينه .....!!!!
المهم .. المهم .. والأهم عنده أن يرضى عنه من أحب
فإذا رضي فعلى الدنيا وأهلها العفاء ....
لن يكترث بشيء بعد ذلك .. أليس كذلك ؟
لقد وجد إذن قرة عينه .. وسعادة قلبه .. وهناء روحه ...الخ الخ
أقول : سبحان الله ثم سبحان الله ثم سبحان الله …..
هذا شأن المخلوق مع المخلوق .. فكيف شأن محبة الخالق جل في علاه
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .....!! سبحانك يا رب …. سبحانك ..!!
يظن جمهرة من الناس أن المقبلين على الله قد خسروا كثيرا ....!!!!!
مساكين والله ..
ويظنون أن الملتزمين والملتزمات بتعاليم الله قد حرموا أنفسهم طيبات كثيرة !!!!!!! سبحانك يا إلهي .. سبحانك هذا بهتان عظيم .....!
حين نحدث الناس عما يشعر به من أحب مخلوقا ، من السعادة وفرح القلب لا ينكرونه..
وعندما نحدثهم أن المقبلين على الله يشعرون بأضعاف أضعاف
هذه السعادة والفرح القلبي … يسخرون !!!
مع أن الله نص على هذا الذي أقوله لك في القرآن ..._ حتى لا تظن أني أقول
مجرد كلام إنشائي من عندياتي _ يقول الله عز وجل :
والذين آمنوا أشد حباً لله ) أشد حبا ماذا تعني .؟؟)
مما قاله العلماء في هذه الآية
أن الذين آمنوا بالله وأقبلوا عليه وتعلقوا به أشد حباً لله .. من محبة
المخلوق حين يحب مخلوقا مثله .. أو أشد حبا لله من محبة أهل الأوثان
لأوثانهم .. والنتيجة واضحة :
إذا كان الذي يحب مخلوقا مثله يجد ألواناً من السعادة والفرح القلبي ويتلذذ
بالتعب من أجله .. فإن الذين آمنوا يجدون أضعاف أضعاف تلك السعادة
ولكن أكثر الناس لا يعلمون …وإليك شاهد من السيرة ... وهو شاهد عجيب ..
*****
جميعنا نعرف قصة بلال رضي الله عنه وما لقي من ألوان العذاب
الذي يشيب له الشعر حتى انهم كانوا يضعون الصخور الكبيرة على صدره
وكانوا يسحبونه على الرمال الحارقة شبه عاري ..
ولكنه كان ثابتاً ثبات الجبال الرواسي ..
ولم يكن يزد على أن يسمعهم إلا قول : أحد أحد .. الشاهد أنهم سألوه فيما بعد :
كيف تحملت كل هذه الألوان من العذاب المروع ؟؟؟
قال رضي الله عنه وأرضاه :
مزجت حلاوة الإيمان في قلبي ، بمرارة العذاب على جسدي ، فغلبت حلاوة
الإيمان على مرارة العذاب .. !! يا إلهي …
*****
السؤال الآن : هل هذه خاصية لبلال وحده دون كل لمؤمنين ؟؟
بل هي لكل من أتى الله بقلب سليم .. وجاهد نفسه من أجل الله تعالى ..
طبعا هي لكل مؤمن أحسن الإقبال على الله والارتباط به …
فشمر ليلتزم تعاليم الله لا يبالي بسخرية الساخرين ، ولا بشيء ما في هذه
الدنيا ، المهم عنده أن يرضى الله عنه .. عند ذلك سيكرمه الله بهذه
الفيوضات الإيمانية التي تغمر قلبه كله ، فيشعر بالعزة ، بل وبالسعادة حتى
وهو في أشد حالاته … هذا أعظم درس ينبغي ان نخرج به اليوم من حوارنا هذا …
*****
بقيت كلمة ..
إذا كان الشاب المقبل على الله يعاني الكثير ممن حوله ، فالمرأة
المسلمة تعاني اكثر وأكثر بسبب فتن هذا الزمان ..
فعلى المرأة المسلمة أن توطن نفسها على الصبر والمصابرة والاحتساب
والثقة بالله وبدينها ..
كان أحد الشيوخ يرفع صوته وهو يعظ تلامذته :
يا أقدام الصبر اشتدي .. ما بقي إلا القليل ..!!
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ..
وليثق الواحد منا أن الله لن يبخل عليه بمثل تلك الفيوضات الإيمانية الراقية ،
التي كنا نتحدث عنها قبل قليل .. ولكنه سبحانه يمتحن عباده بما شاء ..
فقد تتأخر تلك الفيوضات ليدوم إقبالك على ربك ويستمر …
ومن ثم ..فليوطن كل واحد منا نفسه ..
أن يعيش مع ربه سبحانه . ولا يبالي بعد ذلك بشيء فإنها جنة ورب الكعبة ..
بل هي جنة في الدنيا قبل جنة الآخرة ..