اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } . أولاً لمذا سمي إبليس بهذه التسمية ؟ إبليس من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله تعالى .. وهو بحد ذاته أكبر من المعصية ولذلك صدر أمر تكويني وليس تشريعي : قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ . عندما صدر الأمر بإخراج إبليس خاطب الله عزوجل قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الخطاب هنا خطاب العاطفه قبلها تكبّر إبليس كان يقول لله بأنّه ليس من الحكمة أن تأمرني بالسجود فأنا أفضل من آدم ولكن عندما صدر الأمر أراد أن يأخذ إمتياز من الله بإبقائه إلى يوم يُبعثون . ولكن ماهي الحكمة من هذه: { قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } هناك حكمة إلهية من إبقاء إبليس إلى يومنا هذا وإلى قيام يوم الدين { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} فالله سبحانه وتعالى هو من أمر إبليس بإغواء البشر وسمح له بذلك وذلك ليميز بين الناس فمنهم العلماء ومنهم الصالحين ومنهم الأئمة ومنهم الأشرار فخلق الجنة والنار{ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} فنستخلص مما سبق أنّ إبليس يئس من رحمة الله تعالى ولذلك أمرنا الله تعالى بأن لا نيأس ولا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرين . وندعو من الله تعالى ان يبعد عنا الشيطان ووساوسه ولا تنسوني من دعائكم