الهم الأكبر

لكل منا هم بل هموم يحملها في صدره فالدنيا هي دار الهموم بعضها دنيوي وبعضها أخروي ، فمن الهموم الدنيوية وما أكثرها : هم الدراسة ، الرزق والوظيفة ، حاجات الأسرة ، مشاكل الابناء
ومن الهموم الأخروية : أحوال المسلمين ن عذاب القبر ، أهوال القيامة ن المصير الي الجنة أو الي النار ، تربية الأبناء ، كيفية القيام بحقوق الوالدين ، هم الدين وسداده للخلوص من حقوق العباد .
فالأنسان يعيش في وسط هذه الهموم لكن ينبغي عليه أن يعطي كلآ من الدنيا واللأخرة قدرها فيخفف من شواغل الدنيا وهمومها ويجعل همه وشغله في مسائل الاخرة وهذا ما أرشدنا إليه النبي صلي الله عليه وسلم بقوله :من جعل الهموم همآ واحد هم المعاد كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك ).
وفي رواية اخري من كان همه الأخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له ).
السؤال الذي يطرح نفسه ماهو الهم الاول الذي يسيطر علي حياتنا ؟ وهو الهم الذي يسميه النبي صلي الله عليه وسلم الهم الاكبر وذلك في قوله :ولا تجعل الدنيا همنا ولامبلغ علمنا ).
هل هذا الهم من هموم الدنيا أم من هموم الاخرة ؟
قال علي بن أبي طالب :ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغد حساب ولا عمل ).
ومن أراد أن يعرف الهم الاكبر الذي يشغله فلينظر في احواله ما الذي يفكر فيه قبل نومه أو صلاته؟ ما الذي يفرحه ويحزنه ؟ وما الذي يغضبه ؟ وماهي أمنياته ؟ وبماذا يدعو الله في سجوده ؟ وما الذي يراه في منامه وأحلامه ؟ ما الامر الذي يؤثر تأثير مباشر في قراراته ؟
وهكذا إن التبصر في ذلك كله يدلك علي الهم الأول أو الأكبر في حياتك ، فتعرف حينذاك أنك ممن أهمته دنياه أو أخراه .
عن ابن عباس ما قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا ،ورزقه من حيث لا يحتسب ).
اذا ضاقت بك الدنيا قلا تقل يارب عندى هم كبير ولكن قل يا هم عندى رب كبير
اللهم ان كان رزقى فى السماء فأنزله وان كان رزقى فى الارض فأخرجه وان كان بعيدا فقربه وان كان قريبا فيسره وان كان يسيرا فباركلى فيه

الهم الأكبر Msg-125640-1317017710