المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البلاشفةالقدماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : البلاشفةالقدماء 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

البلاشفةالقدماء Empty
مُساهمةموضوع: البلاشفةالقدماء   البلاشفةالقدماء I_icon_minitimeالخميس 29 يناير 2015 - 12:58

"البلاشفة القدماء" عام 1917
لقد حاول لينين طيلة فترة تاريخية بأكملها - أكثر حتى من "ثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة" - تكوين قيادة وتعليم الكوادر البلشفية الأفكار الأساسية للماركسية وأساليبها وبرنامجها. وقبل كل شيء حاول جاهدا الحفاظ على الحركة العمالية بمنأى عن التلوث الإيديولوجي بالديمقراطية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. وأكد مرارا وتكرارا على الضرورة المطلقة لحفاظ الحركة العمالية على استقلاليتها التنظيمية الكاملة عن أحزاب الديمقراطية البرجوازية والانتهازيين الذين حاولوا جعل الحركة تحت جناح البرجوازية. وقد اتضحت الصحة المطلقة لموقف لينين عام 1917، عندما انتقل المناشفة إلى معسكر الديمقراطية البرجوازية.
ماذا كان موقف "البلاشفة القدماء" - من أمثال كامينيف وزينوفييف وستالين وغيرهم من أتباع لينين "المخلصين" عام 1917؟ جميعهم دافعوا عن تقديم الدعم لحكومة كيرينسكي، والوحدة مع المناشفة، أي التخلي عن معسكر الماركسية من أجل الانتقال إلى معسكر الديمقراطية البرجوازية المبتذلة. هؤلاء "البلاشفة القدماء"، الذين ناضل لينين من أجل تثقيفهم في الفترة السابقة، لا أحد منهم نجح أمام اختبار الأحداث الحاسم.
كيف كان من الممكن لقادة الحزب البلشفي، حزب لينين، الذين صقلوا في نار الصراع، والممتلكين للخط الصحيح منذ البداية: عام 1903، أن ينكسروا في اللحظة الحاسمة وينتقلوا إلى معسكر الانتهازية؟ لا يمكن للقارئ الحائر أن يتوقع أي جواب من مونتي جونستون. فمؤرخنا "المحايد" و"العلمي" لا يعرف شيئا عن هذه الأحداث! فالتحول من فبراير إلى أكتوبر تم على ما يبدو دون ألم تماما، على يد البلاشفة "المتطورين" من الثورة الديمقراطية إلى الاشتراكية. يقول جونستون:
اقتباس :
«والآن بعد أن تمت الإطاحة بالنظام الملكي وانتهت الثورة البرجوازية الديمقراطية، وصارت روسيا الآن جمهورية ديمقراطية، عبأ لينين قوى الحزب البلشفي للمرحلة الثانية من الثورة، والتي كان عليها نقل السلطة إلى أيدي البروليتاريا والفلاحين الفقراء وإخراج روسيا من الحرب الامبريالية» (Cogito، الصفحة 11)

ماذا كان موقف القادة البلاشفة في روسيا قبل وصول لينين في أبريل 1917؟ في تناقض صارخ مع كل شيء علمه لهم لينين طوال فترة الحرب، دعت "برافدا"، التي كانت تحت رئاسة كامينيف وستالين، إلى الدفاع عن الجمهورية الديمقراطية البرجوازية:
اقتباس :
كتب كامينيف قائلا: «عندما يواجه الجيش الجيش، يكون من أكثر السياسات تفاهة مطالبة أحد تلك الجيوش بإلقاء سلاحه والعودة إلى المنزل. لن تكون هذه سياسة للسلام، بل سياسة للعبودية، سيتم رفضها باشمئزاز من قبل الشعب الحر».

سياسة لينين بخصوص الانهزامية الثورية أعلنت الآن، من قبل الهيئة المركزية للحزب عشية الثورة، بكونها "أكثر السياسات تفاهة" وبكونها "سياسة للعبودية"! كما أعلنت أحد افتتاحيات "برافدا" في مكان آخر:
اقتباس :
«إن شعارنا ليس هو شعار "فلتسقط الحرب" الذي لا معنى له. بل شعارنا هو الضغط على الحكومة المؤقتة بهدف إجبارها[!] على حث[!] كل الدول المتحاربة لإجراء مفاوضات فورية... وحتى ذلك الحين ليبقى الجميع في موقعه».

كانت سياسة ستالين وكامينيف اتخاذ موقف المقاومة الأقل، لدعم الحكومة المؤقتة "طالما تصارع ضد الردة الرجعية والثورة المضادة"، مع التشدق اللفظي بـ "الهدف النهائي للاشتراكية". إن تأجيل الثورة الاشتراكية إلى مستقبل بعيد، واعتبار أن "المهمة الفورية" هي الاستسلام لليبرالية البرجوازية والإصلاحية، ليس، بالطبع، شيئا جديدا بالنسبة لقادة الحزب الشيوعي اليوم، والتي تمثل بالنسبة لهم جوهر " اللينينية "، على النحو المنصوص عليه في وثيقة "الطريق البريطاني إلى الاشتراكية" وسياسة الجبهة الشعبية. كانت تلك من حيث الجوهر نفس سياسة المناشفة، الذين وجد "البلاشفة القدماء" أنفسهم في تحالف حتمي معهم.
كيف عمل لينين، بعد عودته، على "تعبئة البلاشفة للمرحلة الثانية من الثورة"، عندما كان جميع الأعضاء القياديين يؤيدون الحكومة المؤقتة؟ من الواضح أن الرفيق جونستون، الذي يمر عبر هذه الأحداث في صمت، يشمئز من الخوض في آليات هذه "التعبئة" الرائعة. لكنه سيكون من "غير التاريخي" تماما من جانبنا ألا نتقدم لملئ الفراغات له.
من منفاه بالخارج، راقب لينين التطورات التي تحدث داخل الحزب بقلق. كتب مرارا وتكرارا إلى بتروغراد يطالب بالقطع مع البرجوازية وسياسة الدفاع عن الوطن. ويوم 06 مارس ابرق من ستوكهولم:
اقتباس :
«تكتيكنا هو عدم الثقة مطلقا؛ عدم تقديم أي دعم للحكومة الجديدة، والارتياب في كيرينسكي على وجه الخصوص؛ تسليح البروليتاريا هو الضمانة الوحيدة؛ إجراء انتخابات فورية لمجلس الدوما في بتروغراد؛ لا للتقارب مع الأحزاب الأخرى.» (التشديد من عندنا)

ويوم 17 مارس، كتب لينين:
اقتباس :
«سيجلب حزبنا العار لنفسه إلى الأبد، وسيقتل نفسه سياسيا، إذا ما شارك في مثل هذا الخداع… سأختار الانشقاق الفوري عن أي شخص داخل حزبنا بدلا من الاستسلام لنزعة الاشتراكية الوطنية».

كانت كلمات لينين هذه تحذيرا واضحا إلى كامينيف وستالين، الذين استمرا مع ذلك في موقفهما، على الرغم من رفض قواعد العمال المناضلين، الذين استقال العديد منهم من الحزب اشمئزازا من استسلام القادة. ومباشرة بعد عودته من المنفى، فتح لينين معركة تكتلية حادة ضد "البلاشفة القدماء". وفي اجتماع لمندوبي البلاشفة إلى السوفييت، في أبريل 1917، تحدث لينين بمرارة عن مزاج الاستسلام الذي أصاب القيادة:
اقتباس :
«المسألة الأساسية هي الموقف من الحرب. والشيء الرئيسي الذي يواجهك عندما تقرأ عن روسيا وترى ماذا يحدث هنا هو: انتصار نزعة الدفاع عن الوطن، انتصار خونة الاشتراكية، وخداع الجماهير من طرف البرجوازية...
«لا يمكننا السماح بأدنى تنازل لنزعة الدفاع عن الوطن في موقفنا من الحرب، حتى في ظل الحكومة الجديدة التي ما تزال إمبريالية...
«حتى بلاشفتنا يظهرون بعض الثقة في الحكومة. ولا يمكن تفسير ذلك إلا بتسمم الثورة. إنها موت الاشتراكية. إنكم أيها الرفاق تتبنون موقف الثقة في الحكومة. وإذا كان الأمر كذلك فإن طرقنا تفترق. إنني أفضل البقاء أقلية...
«تطلب "برافدا" من الحكومة أن تتخلى عن سياسة الالحاقات. إن مطالبة حكومة الرأسماليين بالتخلي عن سياسة الالحاقات هراء، إنه مهزلة مبكية... [صمت لبضعة دقائق]

«من وجهة النظر العلمية يشكل هذا خداعا فادحا، كل البروليتاريا الأممية، كل... [صمت لبضعة دقائق] لقد حان الوقت لنعترف بأخطائنا. لقد دبجنا ما يكفي من التحايا والقرارات، إنه وقت العمل». (الأعمال الكاملة، المجلد 36، صفحات 434- 438)
اقتباس :
وعندما تطرق إلى بيان المناشفة للسوفييت المعنون بـ "إلى شعوب العالم بأسره"، والذي نوهت به "برافدا" باعتباره "حل وسط واع بين الاتجاهات المختلفة الممثلة في السوفييت"، والذي صوت لصالحه مندوبو البلاشفة تحت تأثير من ستالين وكامينيف، أشار لينين:

«إن بيان سوفييت نواب العمال لا يتضمن ولو كلمة واحدة مشبعة بالوعي الطبقي. إنه مجرد كلام فارغ! إن الكلام ونفاق الشعب الثوري، هي الشيء الوحيد الذي دمر كل الثورات. الماركسية تعلمنا عدم الاستسلام للجمل الثورية، لا سيما في الوقت الذي تكون فيه العملة الأكثر رواجا». (المرجع نفسه، ص 439)
اقتباس :
من الذي انتقدهم لينين بالاستسلام "للجملة الثورية" أيها الرفيق جونستون؟ هل كان تروتسكي، الذي لم يكن حتى داخل البلاد في ذلك الوقت؟ كلا، أيها الرفيق جونستون، لقد كان ستالين وكامينيف، أولئك "البلاشفة المصقولين"، أولئك "اللينينيين" المخلصين الذين لعبوا "دورا هاما جدا داخل الحزب" في عام 1917! قبل ثلاثة أيام من هذا الاجتماع، كان ستالين قد أعلن دعمه لقبول اقتراح المنشفي تسيرتيلي لتوحيد البلاشفة والمناشفة. وقد كان مبرره لذلك هو أنه بما أن كلا الحزبين قد اتفقا على موقف بيان السوفييت، فإنه لم تعد هناك أي اختلافات جوهرية من حيث المبدأ بين الحزبين. وفي إشارة غير مباشرة من لينين إلى ذلك، أصدر تحذيرا شديدا:

«سمعت أن هناك اتجاه داخل روسيا نحو التوحيد، نحو الوحدة مع المدافعين عن الوطن. إن هذه خيانة للاشتراكية. وأعتقد أنه من الأفضل أن أبقى وحدي، مثل ليبكنخت: وحدي ضد 110» (المرجع نفسه، ص 443)
هذا ما لدينا هنا: "خيانة الاشتراكية"، "خداع الجماهير"، "هراء"، "مهزلة مبكية"، "الخداع فادح". هذه هي اللغة التي اضطر لينين إلى اللجوء إليها من أجل "تعبئة الحزب البلشفي" للثورة الاشتراكية! بعد نقد لينين الحاد انسحب ستالين من ساحة النقاش العام الذي انطبع بموقفه الاشتراكي الوطني، والتحق بهدوء بموقف لينين؛ بينما استمر كامينيف وزينوفييف في معارضتهما حتى أكتوبر، عندما صوتا ضد الانتفاضة وشنا حملة داخل وخارج الحزب ضدها. هذا هو "الدور المهم" الذي اضطلع به هؤلاء "البلاشفة القدماء" الذين عشية ثورة أكتوبر، طالب لينين بغضب بطردهم من الحزب.
يهاجم مونتي جونستون تروتسكي بسبب موقفه التوفيقي قبل عام 1917، لكنه نسي أن يذكر أن ستالين وشركائه كانوا واضحين جدا بشأن مسألة التوفيقية إلى درجة الدعوة إلى الوحدة مع المناشفة قبل بضعة أشهر من ثورة أكتوبر، في نفس ذلك الوقت الذي كان من الضروري طرح تلك الخلافات بين البلاشفة والمناشفة (أي بين الثورة والثورة المضادة) بأكثر الطرق حزما ووضوحا.
بعد أن أشرنا إلى هذا، من الضروري أن نضيف رغم كل شيء أن "البلاشفة القدماء" بكل إخفاقاتهم كانوا ثوريين أقحاح. لقد ارتكبوا خطأ، خطأ جوهريا، كان سيؤدي، لولا تدخل لينين وتروتسكي، إلى كارثة. بدون قيادة لينين وتروتسكي لم يكن للثورة الروسية أن تنجح سنة 1917. إما ديكتاتورية العمال أو ردة كورنيلوفية**: هكذا حدد لينين البدائل المطروحة في عام 1917. من دون الكفاح الذي خاضه لينين خصوصا، بكل سلطته الشخصية الهائلة، لا شك في أن الحركة كانت ستسقط تحت قبضة الردة الرجعية.
ومع ذلك وبالرغم من نقاط ضعفهما وتذبذبهما، لم يتعرض كامينيف وزينوفييف للمحاكمة، ولم يتهما بكونهما "عملاء للإمبريالية الألمانية"، ولم يتعرضا للتعذيب لانتزاع اعترافات كاذبة. في ظل التقاليد البلشفية، تقاليد التسامح والنسبية، ليس فقط لم يتعرض كامينيف وزينوفييف للطرد، بل لقد انتخبا عضوين في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، أعلى مناصب المسؤولية. وحتى بعد ذلك، لم يتصرفا بشكل صحيح دائما، وارتكبا أحيانا أخطاء كارثية: لكن لا يمكن تشبيه حتى أسوء أخطاء "البلاشفة القدماء" بسياسة الغدر والخيانة الصريحة للثورة من جانب البيروقراطية الستالينية وأتباعها الدوليين. إن تقاليد الستالينية التوتاليتارية وتقاليد البلشفية اللينينية يفصل بينهما نهر من الدماء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البلاشفةالقدماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم التاريخ العام والشخصيات التاريخية-
انتقل الى: