المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لنين والبلاشفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : لنين والبلاشفة 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

لنين والبلاشفة Empty
مُساهمةموضوع: لنين والبلاشفة   لنين والبلاشفة I_icon_minitimeالخميس 29 يناير 2015 - 12:56

لينين والبلاشفة
اقتباس :
«شكلت السنوات ما بين 1907 و1914 في حياته [تروتسكي] فصلا يخلو بوجه خاص من أي انجاز سياسي... ولا يدعي تروتسكي أي إنجازات ثورية في مصلحته. إلا أن لينين كان، في هذه السنوات، وبمساعدة أتباعه، يسلح حزبه، وكانت مكانة رجال مثل زينوفييف وكامينيف وبوخارين، ولاحقا ستالين، تتنامى إلى درجة مكنتهم من لعب أدوار رائدة داخل الحزب في عام 1917.» (اسحق دويتشر، النبي المسلح، الصفحة 176)

إن هذا المقطع الذي كتبه دويتشر، والذي يستشهد به جونستون، لا ينفع إلا لتوضيح العقلية البرجوازية الصغيرة تماما لصاحبه. سنتطرق للـ "الأدوار الرائدة" التي اضطلع بها كامينيف وزينوفييف وستالين سنة 1917 في فصل لاحق. يكفي هنا فقط أن نشير إلى أن كامينيف وزينوفييف صوتا ضد انتفاضة أكتوبر 1917، وندد بهما لينين كـ "كاسري إضرابات" يجب طردهما من الحزب! لكن دعونا أولا نركز على المرحلة قيد النظر.
إن قول دويتشر بعدم "وجود إنجازات سياسية" صحيح تماما، لكن الأمر لا يتعلق بتروتسكي وحده بل بالحركة الثورية كلها خلال مرحلة الردة الرجعية. كيف كانت الأمور تسير مع البلاشفة في ذلك الوقت؟ شهدت مرحلة الردة الرجعية حدوث انقسام خطير في القيادة، حيث وجد لينين نفسه أقلية. كان المزاج السائد بين البلاشفة هو النزعة اليسارية المتطرفة - رفض الاعتراف بأن الثورة كانت في تراجع. وقد عبر هذا الاتجاه، الذي كان نقيض اتجاه التصفويين داخل المناشفة، عن نفسه في نزعة المقاطعة، أي الرفض التام للمشاركة في الانتخابات والعمل في البرلمان. فاتجه زملاء لينين المقربين: كراسين وبوغدانوف ولوناتشارسكي، بعيدا إلى "اليسار"، وقد سقط هذان الأخيران تحت تأثير التصوف الفلسفي، الذي كان انعكاسا آخر لمزاج اليأس الذي عززته الردة الرجعية.
وقد أثارت المعارك التكتلية المتواصلة، التي أنهكت الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ذلك الوقت، ردة فعل على شكل نزعة توفيقية، أصبح تروتسكي المتحدث الرئيسي باسمها. وقد كان لهذه النزعة أنصار في كل المجموعات، بمن فيهم البلاشفة. في عام 1910، نجح تروتسكي في تأمين انعقاد اجتماع لقادة جميع الكتل في محاولة لطرد كل من التصفويين و"المقاطعين" للحفاظ على وحدة الحزب:
اقتباس :
«إن النتيجة الوحيدة التي تمكن [تروتسكي] من تحقيقها هي انعقاد الجلسة العامة التي طرد خلالها "التصفويين" خارج الحزب، وكاد يطرد "الأماميين" [أي"المقاطعين"] واستطاع ولو مؤقتا رتق الفجوة - بخيوط ضعيفة جدا- بين اللينينيين والمارتوفيين.» (لوناتشارسكي، ظلال ثورية، الصفحة 61)

لم يكن تروتسكي وحده من يتبنى وجهة النظر هذه عن وحدة الحزب. ففي صيف عام 1911، كتبت روزا لوكسمبورغ:
اقتباس :
«الطريقة الوحيدة لإنقاذ الوحدة هي عقد كونفرانس عام لأناس مبعوثين من روسيا، لأن الناس في روسيا جميعهم يريدون السلام والوحدة، ويمثلون القوة الوحيدة التي يمكن أن توقف صراع الديكة في الخارج». (التشديد من عندنا)

لم تكن هذه الإشارة إلى المزاج السائد داخل حزب العمال في روسيا من قبيل الصدفة. لأنه طوال تلك الفترة كلها – تلك "الثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة" الشهيرة - كان الرأي السائد بين مناضلي الحزب داخل روسيا أن الانشقاق إلى بلاشفة ومناشفة مصدر إزعاج لا لزوم له، وأنه نتاج للأجواء المسمومة لصراع المنفيين. إن الانطباع الذي يحاول خلقه أناس مثل جونستون ودويتشر حول حزب بلشفي موحد بقوة وراء أفكار لينين، ويسير بثبات في اتجاه صاعد نحو ثورة أكتوبر، هو سخرية من التاريخ.
لينين نفسه، ومنذ وقت مبكر، اشتكى في رسائله من النظرة الضيقة لما يسمى بـ "رجال اللجان"، أو العناصر البلشفية في روسيا. وقد صارت شكواه سيلا مستمرا من الاحتجاجات الغاضبة في فترة 1910-1914 ضد سلوك "أنصاره" في روسيا. تحسر مكسيم غوركي، الذي أمضى هذه الفترة يحوم في محيط البلاشفة، في مراسلاته مع لينين على "الخلافات بين الجنرالات" التي كانت "تنفر العمال" في روسيا. إن موقف "رجال اللجان" البلاشفة من الخلافات بين المهاجرين تعبر عنه بوضوح الرسالة التي بعثت من قبل أنصار للبلاشفة في القوقاز إلى الرفاق في موسكو:
اقتباس :
«لقد سمعنا بالطبع عن "الزوبعة في الفنجان" التي حدثت في الخارج: كتلة لينين- بليخانوف، من جهة، وتروتسكي- مارتوف- بوغدانوف من جهة أخرى. إن موقف العمال من الكتلة الأولى، موقف إيجابي، على حد علمي. لكن العمال بشكل عام بدأوا ينظرون بازدراء إلى المهجر: دعوهم يزحفون على الجدار قدر ما يشاؤون، أما بالنسبة لنا، المهتمون بمصالح الحركة/ العمل، فسوف نعتني بأنفسنا! وهذا ما أعتقد أنه الأفضل».

تم اعتراض هذه الرسالة من قبل الشرطة القيصرية، التي أشارت إلى كاتبها بأنه "سوسو القوقازي"، الاسم المستعار لجوغاشفيلي، الملقب بستالين!
كان هذا الموقف المحتقر للنظرية، و"لمشاحنات المهاجرين"، و"الزوبعة في الفنجان" منتشرا بشكل واسع بين البلاشفة، وأثار احتجاجات حادة من قبل لينين، كما نرى في الرسالة المؤرخة بشهر أبريل 1912، التي وجهها إلى أورجونيكيدزه وسبانداريان وستاسوفا:
اقتباس :
«لا تتعاملوا بتساهل مع حملة التصفويين في الخارج. إنه خطأ كبير عندما يرفض الناس ببساطة ما يدور في الخارج و"يرمون به إلى الجحيم".» (الأعمال الكاملة، المجلد 35، الصفحة 33)

النزعة التوفيقية المبتذلة لستالين وأورجونيكيدزه وغيرهما من البلاشفة "العمليين" الآخرين تبرز في أكثر أشكالها فظاظة، حيث لم تكن مدفوعة، لا بالانتهازية ولا بالرغبة في تحقيق وحدة ثورية، بل فقط بالجهل واللامبالاة اتجاه القضايا العميقة المعنية بالنقاش.
أعطى تصاعد الحركة العمالية في روسيا، عام 1912،انتعاشا جديدا للماركسيين - وللنزعات التوفيقية داخل الحزب. وقد عكست الجريدة البلشفية "برافدا" الصادرة حديثا هذا المزاج.
في نفس الوقت الذي كان فيه لينين يشن معركة شاملة لكي يفصل، مرة وإلى الأبد، الجناح الثوري للحزب عن الجناح الانتهازي، اختفت كلمة "التصفوية" نفسها من صفحات "برافدا". وطبعت مقالات لينين نفسه في شكل مشوه، حيث يحذف كل الجدال ضد التصفويين، بل وأحيانا كانت مقالاته تختفي تماما. مراسلات لينين مع "برافدا" تبين بشكل واضح الوضع السائد في روسيا آنذاك: فبمجرد ما وجد "رجال اللجان" أنفسهم دون توجيه من لينين سقطوا في التخبط اليائس وانحرفوا عن المسار. في رسالة مؤرخة بشهر أكتوبر 1912، تطفح سخطا من فشل "برافدا" في فضح التصفويين، كتب لينين يقول:
اقتباس :
«ما لم تقم "برافدا" بتفسير كل هذا في الوقت المناسب فإنها ستكون مسؤولة عن اللبس والاضطراب [ داخل الحركة العمالية]... وفي هذا الوقت الحرج، يتم إغلاق "نيفسكايا زفيزدا" [جريدة بلشفية]، دون ولو كلمة أو تفسير... وترك المتعاونون السياسيون في الظلام... أجد نفسي مضطرا للاحتجاج الشديد على هذا، ولرفض تحمل أي مسؤولية عن هذا الوضع الشاذ، الذي يحبل بحدوث نزاعات حادة». (الأعمال الكاملة، المجلد 36، صفحة 196)

خلال انتخابات 1912، كتب لينين إلى هيئة تحرير "برافدا" (التي كان ستالين عضوا فيها):
اقتباس :
«... "برافدا" تتصرف الآن، في وقت الانتخابات، مثل خادمة عجوز كسولة. "برافدا" لا تعرف كيف تحارب. إنها لا تهاجم، إنها لا تنتقد حتى الكاديت أو التصفويين». (المرجع نفسه، ص 198)

ولم يكن مرض التوفيقية يقتصر على "برافدا" وحدها. ففي انتخابات عام 1912، تم انتخاب ستة نواب بلاشفة في المناطق العمالية (the worker's curiae). وقد حذر لينين، من بولندا، المنتخبين الستة من السقوط تحت تأثير النواب المناشفة:
اقتباس :
«إذا كان جميع منتخبينا الستة من المناطق العمالية، فإنه يجب عليهم ألا يخضعوا بصمت للسيبيريين [أي المثقفين، المناشفة]. يجب على الستة أن يخرجوا باحتجاج واضح جدا، إذا ما تم التحكم فيهم...»

وبدل ذلك شكل النواب البلاشفة "كتلة موحدة" مع "السيبيريين"، والتي أصدرت بيانا مشتركا - نشر في "برافدا"- يدعو إلى وحدة جميع الاشتراكيين الديمقراطيين ودمج "برافدا" مع جريدة التصفويين "لوش". وقد وضع أربعة من النواب البلاشفة أسمائهم، إلى جانب غوركي، كمساهمين في "لوش".
كان لينين غاضبا؛ لكن احتجاجاته ذهبت أدراج الرياح. وفي تعبير نهائي عن السخط كتب لينين:
اقتباس :
«تلقينا رسالة غبية ووقحة من هيئة التحرير [أي "برافدا"]. سوف لن نرد عليها. كما يجب عليهم التخلص من... إننا نشعر بالقلق الشديد بسبب انعدام الأنباء عن خطة إعادة تنظيم هيئة التحرير... إعادة التنظيم، لكن هناك ما هو أفضل، إن الطرد النهائي لكل الأعضاء القدماء، أمر ضروري للغاية». (التشديد من عندنا)

مرة أخرى قال:
اقتباس :
«... يجب علينا أن نزرع هيئة تحرير خاصة بنا في "برافدا" ونطرد هيئة التحرير الحالية. إن الأمور الآن في حالة سيئة جدا. إن عدم وجود حملة من أجل الوحدة من تحت أمر غبي وحقير... هل يمكنكم أن تسموا مثل هؤلاء الناس محررين؟ إنهم ليسو رجالا بل رقاعا رثة، وهم يضرون بالقضية».

كانت هذه هي اللغة التي استخدمها لينين عند مهاجمة، ليس تروتسكي، وليس المناشفة، بل التوفيقيين وأتباع المناشفة داخل منظمته، وهيئة تحرير صحيفته الخاصة! نعم لقد حمل لينين على كاهله، في تلك المرحلة، مهمة تأسيس "حزب ماركسي مستقر وممركز ومنضبط". ومن أجل بناءه، اضطر في أكثر من مناسبة إلى محاربة نفس ذلك الجهاز الذي كافح من أجل بناءه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لنين والبلاشفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم التاريخ العام والشخصيات التاريخية-
انتقل الى: