محمد سياد بري الجنـرال محمد سياد بري (مواليد 6 أكتوبر 1919 - وفيات 2 يناير 1995) ثالث رئيس للصومال بعد الاستقلال.
بدأ حياته جنديا في القوات الأمنية الصومالية قبل تأسيس الجيش الصومالي، وكان ضمن البعثة العسكرية الأولي التي تلقت تعليمها وتدريبها في إيطاليا،وترقى حتى وصل إلى رتبة جنرال وقائد للجيش الصومالي ،وفي العام 1969 اغتيل الرئيس الصومالي عبدالرشيد علي شرماركي أثناء زيارته لمدينة لاس عانود على يدّ أحد الحراس المرافقين له لأسباب عائلية، وفشل البرلمان في اختيار رئيس جديد،بسبب الخلافات القبلية والحزبية ودخل البلاد في دوامة، فقرر الجيش الصومالي التدخل وقاد سياد بري - قائد الجيش - انقلابا أبيضا وشكّل مجلسا لقيادة الثورة برئاسته شخصيا، وحلّ الاحزاب والبرلمان ومنع الكثير من السياسيين العمل.
واستطاع سياد بري وحكومته العسكرية من تحقيق الاستقرار والأمن خلال مدة قصيرة .
وقد امتد حكمه إلى عام 1991 وكان قد تبنى نطام الماركسي ، وقد اتسم عهده بالصرامة وسلطة الرجل الواحد. واجه حركات تمرد في شرق وشمال غرب الصومال، فقابلها بالقبضة الحديدية للجيش الصومالي، وقد اثرت هذه الحروب لاحقا باقتصاد البلاد. وقد خاض حربا مريرة مع جارته إثيوبيا بغية استعادة إقليم - اوجادين - الصومالى المحتل من قبل إثيوبيا، واستطاع في العام 1977 تحقيق انتصارات كبيرة ومتلاحقة ولكنها تحولت إلى فشل بعد تدخل مباشر من المعسكر الاشتراكى بقيادة الاتحاد السوفييتى وكوباواليمن الجنوبي، كانت قوات سياد برى قد اتهمت بارتكاب جرائم حرب في بعض الأقاليم التي حملت السلاح ضده وأرادت الانفصال عن الصومال، وقمع بشدة التحركات التي قامت بها بعض الجماعات الإسلامية، كما قام باصدار قرارات بالاعدام لمعارضيه فكان قد اعدم نائب الرئيس الصومالى بتهمة الانقلاب عليه وخمسة من الضباط في الجيش الصومالى ، كان نطام الرئيس محمد سياد برى يحكم الصومال عن طريق حزب اسسه بنفسه وسماه - الحزب الاشتراكى الثورى الصومالي - أو باللغة الصومالية -
Xisbiga Hantiwadaagga Kacaanka Soomaaliyeed وكما كان الرئيس محمد سياد برى يتسلم أكثر من منصب في الصومال حيث كان رئيس للدولة وقائد للجيس وزعيم للحزب الحاكم ورئيس للمحكمة العليا ورئيسا للجنة الامن والدفاع في الحزب الحاكم كما كان له حق وقف أي قرار يصدر من مجالس الدولة المختلفة.
وقد قام نظام سياد بري في فترة السبعينات والثمانينات بمشاريع مهمة في الصومال مثل، إنشاء شبكة من البنوك والأسواق التجارية في كل المدن الرئيسية وإقامة الصناعات الأساسية في المحافظات (الأسمنت في بربرة والأسماك في لاسقوري والملابس والمنسوجات في بلعد والسكر في مريري واللحوم والخضار في كسمايو والكيماويات والألبان في مقديشو)، كما قاد الرئيس الصومالي مشروع كتابة اللغة الصومالية التي كانت تُنطق ولا تكتب، وانضمام الصومال لمنظمة المؤتمر الإسلامي 1970 والجامعة العربية 1974 وبرامج مكافحة الجفاف والأميـّة، وإنشاء التلفزيون الصومالي 1983/1984 بدعم من دولة الكويت، وقد قامت الدولة أثناء حكم سياد بري بربط جميع المدن الرئيسية بشبكة من الطرق الحديثة بدعم من جمهورية الصين، وتوصيل الكهرباء والماء والمدارس والمراكز الطبية والاتصالات لجميع المحافظات، وتبنت حملات لدعم الثقافة والفنون وحقوق المرأة، وابتعثت الألوف من الطلبة للجامعات العربية والأجنبية، واستقدمت المئات من المدرسين والأطباء والخبراء من مصر والهند وإيطاليا وأمريكا، كما قامت الدولة بتطوير عشر مطارات منها ثلاثة دولية وخمسة عشر ميناء منها ثلاثة موانيء رئيسية (ميناء مقديشو - ميناء بربرة - ميناء كسمايو)، وازهرت الشركة الوطنية للملاحة، وشركة الطيران الصومالي SOMALI AIRLINES، واستطاعت الصومال في بداية الثمانينات أن تحقق اكتفاءً ذاتيا من الأطباء والممرضات والمهندسين والمدرسين، وفائضا من المواد الغذائية، وقامت بتصدير اللحوم والخضروات والفواكه والسكر والأسماك والمنتجات البحرية والجلدية والصمغ العربي لبعض الدول الأوربية والأفريقية ودول الخليج العربي.
لعب سياد بري دورا سياسيا مهما في استقلال جيبوتي 1977، ودعم الثورة الارتيرية بشكل كبير، والمصالحات بين الدول الأفريقية، كما عارض المقاطعة العربية لمصر بعد كامب ديفيد بشدة، وكان يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس المصري أنور السادات والسوداني جعفر النميري والإماراتي الشيخ زايد والسعودي الملك فهد، والأمريكي رونالد ريجان . وفي المقابل كانت علاقته سيئة مع النظام السوري ومع الفصائل الفلسطينية بعد أن سمح للكماندوز الألماني باقتحام طائرة ألمانية اختطفها الفلسطينيون إلى مطار مقديشو الدولي (
كتاب النهضة الاقتصادية في الصومال1984 - كتاب الصومال تاريخ وحضارة - جريدة نجمة أكتوبر -
[1]انهار نطام الجنرال محمد سياد برى عام 1991 اثر تمرد قبلى متواصل قامت به جبهات مسلحة مدعومة من إثيوبيا، بقيادة اللواء محمد فارح عيديد والعقيد أحمد عمر جيس وغيرهما وبعد هذا التمرد غادر الرئيس سياد برى إلى نيجيريا وتوفي فيها عام 1995.