"الشجاع الأقرع": وجهل من زعم انه لتارك الصلاة!!!! إنما هو لمانع الزكاة:
"يرسل الله إليه ثعباناً يقال له الشجاع الأقرع يضربه من الفجر للظهر لتركه صلاة الفجر ومن الظهر للعصر لتركه صلاة الظهر وهكذا ... وفي كل ضربة يدخله في عمق الأرض 70 ذراعاً".
وهذا العقاب المذكور في الحديث المكذوب الباطل:"من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة : ستة منها في الدنيا ، وثلاثة عند الموت ، وثلاثة في القبر ، وثلاثة عند خروجه من القبر ... " : حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال عنه سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - في مجلة " البحوث الإسلامية " ( 22 / 329 ) : أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة تارك الصلاة وأنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة الخ : فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك الحفاظ من العلماء رحمهم الله كالحافظ الذهبي في " لسان الميزان " والحافظ ابن حجر وغيرهما .
وكذلك أصدرت " اللجنة الدائمة " فتوى برقم 8689 ببطلان هذا الحديث كما في " فتاوى اللجنة " ( 4 / 468 ) ومما ورد في الفتوى مما يحسن ذكره قول اللجنة :
( ... وإن فيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلاة وعقوبة تاركها ما يكفي ويشفي ، قال تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) النساء / 103 ، وقال تعالى عن أهل النار : ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ... ) المدثر 42 – 43 ، فذكر من صفاتهم ترك الصلاة ... ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي ( 2621 ) والنسائي ( 431 ) ، وابن ماجه ( 1079 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2113 ) ، والآيات والأحاديث من ترك الصلاة أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه كفراً .
راجع سؤال ( 2182 )
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لأحد نشره إلا مقروناً ببيان أنه موضوع حتى يكون الناس على بصيرة منه .
" فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة " ( 1 / 6 ) .
نسأل الله تعالى أن يثيبك على حرصك على دعوة إخوانك ونصحهم إلا أنه ينبغي أن يتقرر عند كل راغب في بذل الخير للناس وترهيبهم من الشر أن ذلك لابد أن يكون بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن في الصحيح غنية وكفاية عن الضعيف .
الحديث الصحيح في مانع الزكاة:
"يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع ويفر منه صاحبه ويطلبه ويقول : أنا كنزك , قال : والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 2 / 93 الحديث رقم 558:
أخرجه أحمد في"المسند"(2 / 312 ,316) :حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر عن همام بن منبه قال : حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث هذا أحدها .
قلت : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين . وله طريق ثانية .
قال أحمد ( 2 / 379 ) : حدثنا قتيبة حدثنا ليث بن سعد عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة به نحوه وقال : " أقرع ذا زبيبتين " .
وإسناده جيد .
وله طريق ثالثة أخرجه ( 2 / 489 ) من طريق الحسن عن أبي هريرة نحوه وقال : " له زبيبتان " . وزاد في آخره : " ثم يتبعه بسائر جسده " .
وإسناده صحيح إن كان الحسن وهو البصري سمعه من أبي هريرة ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين . وله طريق رابعة . أخرجه ( 2 / 530 ) قال : حدثنا علي بن حفص أنبأنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة نحوه .
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن علي بن حفص هو المدائني لم يخرج له البخاري , فهو على شرط مسلم وقد أخرجه ( 3 / 73 ) من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعاً نحوه وقال : " فإذا أتاه فر منه , فيناديه : خذ كنزك الذي خبأته , فأنا عنه غني , فإذا رأى أن لابد منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل " .
----------
حدثني إسحاق حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله ﷺ:"يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع يفر منه صاحبه فيطلبه ويقول: أنا كنزك.
قال: والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه .
وقال رسول الله ﷺ:إذا ما رب النعم لم يعط حقها؛تسلط عليه يوم القيامة فتخبط وجهه بأخفافها.
وقال بعض الناس في رجل له إبل فخاف أن تجب عليه الصدقة فباعها بإبل مثلها أو بغنم أو ببقر أو بدراهم فرارا من الصدقة بيوم احتيالا فلا بأس عليه وهو يقول إن زكى إبله قبل أن يحول الحول بيوم أو بستة جازت عنه .
-فتح الباري بشرح صحيح البخاري
* سمع جابر بن عبد الله الأنصاري رسول الله ﷺيقول: "ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط وقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها وأخفافها،
ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها،
ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها،
ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاتحا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني فإذا رأى أن لا بد منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل".
صحيح مسلم بشرح النووي
( شجاعا أقرع )
الشجاع:الحية الذكر،
والأقرع:الذي تمعط شعره لكثرة سمه،
وقيل:الشجاع الذي يواثب الراجل والفارس ويقوم على ذنبه،وربما بلغ رأس الفارس ويكون في الصحاري .