المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاسلام والمسلمين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الاسلام والمسلمين 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الاسلام والمسلمين Empty
مُساهمةموضوع: الاسلام والمسلمين   الاسلام والمسلمين I_icon_minitimeالسبت 10 يناير 2015 - 18:15

الاسلام والمسلمين Images?q=tbn:ANd9GcQXUEveoGsJY-PJs__CIj05zMFkmm3dkUz-uprICn4wwZ8gAEJR2Q
الاسلام والمسلمين Images?q=tbn:ANd9GcQEZKT3aF3P7yEPlQInm_sUV5QfPj_z_fdn4Wo7jmu7Ur4yZAzx3Y2WzE4


الاسلام والمسلمين 9k=


نعود إلى التنزيل الحكيم، ونحن متفقون على أنه صادق خال من الحشو، لنقرأ فيه:

  • {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات …} الأحزاب 35،
  • {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات …} التحريم 5،
  • {قالت الأعراب آمناً قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم …} الحجرات 14،

ونفهم من الآيات أمرين، الأول أن المسلمين والمسلمات شيء والمؤمنين والمؤمنات شيء آخر، والثاني أن الإسلام يتقدم دائماً على الإيمان ويسبقه،
ونقرأ قوله تعالى:

  • الجن – {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً} الجن 14،
  • إبراهيم – {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلما …} آل عمران 67،
  • يعقوب – {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} البقرة 132،
  • يوسف – {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلماً وألحقني بالصالحين} يوسف 101،
  • سحرة فرعون – {وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا، ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين} الأعراف 126،
  • فرعون – {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا، حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين} يونس 90،
  • الحواريون – {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون) آل عمران 52،
  • نوح – {فإن توليتم فما سألتكم من أجر، إن أجري إلا على الله، وأمرت أن أكون من المسلمين * فكذبوه فنجيناه ومن، معه في الفلك …} يونس 72، 73،
  • لوط – {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) الذاريات 35، 36،

ونفهم من الآيات في تسلسلها أعلاه، أن الجن وإبراهيم ويعقوب والأسباط ويوسف وسحرة فرعون والحواريون ونوحاً ولوطاً، كانوا من المسلمين، وأن فرعون حين أدركه الغرق نادى بأنه منهم، وهؤلاء جميعاً لم يكونوا من أتباع محمد (ص)، فالحواريون من أتباع عيسى (ع) وسحرة فرعون من أبتاع موسى (ع)، ونفهم من هذا كله أن الإسلام شيء والإيمان شيء آخر، وأن الإسلام متقدم على الإيمان سابق له، وأن المسلمين ليسوا أتباع محمد (ص) حصراً، ونصل أخيراً إلى السؤال الكبير: إن كانت الشهادة برسالة محمد (ص)، والشعائر من أركان الإسلام، فكيف يصح إسلام فرعون وهو لم يلتق إلا بموسى (ع)، وإسلام الحواريين وهم لم يعرفوا سوى المسيح عيسى بن مريم، وإسلام غيرهم ممن أثبت التنزيل الحكيم إسلامهم فيما ذكرنا من آيات، وهم جميعاً لم يسمعوا بالرسول الأعظم، ولم يصوموا رمضان، ولم يحجوا البيت؟
لقد أقامت كتب الأصول والأدبيات الإسلامية أركاناً للإسلام من عندها، حصرتها في خمس، هي التوحيد والتصديق برسالة محمد (ص) والشعائر، مستبعدة العمل الصالح والإحسان والأخلاق من هذه الأركان، فالتقت، دون أن تقصد، بالعلمانيين والماركسيين من أصحاب مشاريع الحداثة والتجديد، كما أسلفنا، ووقعت دون أن تقصد أيضاً، فيما وقع فيه اليهود والنصارى!!
يقول تعالى في محكم تنزيله:

  • {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، تلك أمانيهم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة، 111، 112، فاليهود يحصرون الجنة باليهود، وما عداهم في النار، والنصارى يحصرون الجنة بالنصارى وما عداهم في النار، والتنزيل يعتبر ذلك كله أوهاماً منهم لا برهان عليها، ويصحح لهم أوهامهم بصراحة لا لبس فيها، قائلاً أن الجنة يدخلها كل من {أسلم وجهه لله وهو محسن}، وتأتي أركان الإسلام الموضوعة لتقول: لا يقوم إٍلام إلا على التصديق برسالة محمد (ص)، وعلى الصلاة والزكاة والصيام والحج، وهذا هو الإسلام الذي لا يقبل الله، في زعمهم، غيره، ولا يدخل الجنة إلا أصحابه، ونسأل نحن: أليس هذا بالضبط ما قالته اليهود والنصارى، فتصدى لهم سبحانه في التنزيل؟

لقد تم اعتبار الصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيع من أركان الإسلام، فإذا ما فتحنا التنزيل الحكيم، وجدناه يكلف المؤمنين بهذه الشعائر، وليس المسلمين، واقرأ معي قوله تعالى:

  • {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} النساء 103،
  • {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، إن الله بما تعملون بصير} البقرة 110،
  • {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون} النور 56،
  • {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} البقرة 183،

إلى قوله تعالى:

  • {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} البقرة 185،

ونجد أنفسنا أمام سؤال كبير: لماذا تم استبعاد الجهاد، والقتال، والقصاص، والشورى، والوفاء بالعقود والعهود، والعديد العديد من الأوامر والتكاليف، من أركان الإسلام، مع أن حكمها واحد في الآيات كحكم الصلاة والزكاة والصيام والحج؟
ونقرأ قوله تعالى:

  • {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً، لهم مغفرة ورزق كريم} الأنفال 74،
  • {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} الحجرات 15،
  • {كتب عليكم القتال وهو كره لكم .. والله يعلم وأنتم لا تعلمون} البقرة 216،
  • {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى …} البقرة 178،
  • {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} الشورى 38،
  • {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود …} المائدة 1،
  • {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} الإٍسراء 34،
  • {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده …} الإسراء 34،
  • {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم …} الإسراء 35،
  • {ولا تقف ما ليس لك به علم …} الإسراء 36،
  • {ولا تمش في الأرض مرحاً …} الإسراء 37،
  • {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها …} النور 27،

كما نجد أنفسنا، مع أركان الإسلام المزعومة التي تضم الشعائر فقط، أمام تحريف خطير لما ورد في التنزيل الحكيم، فالدين عند الله الإسلام، لا يقبل ديناً غيره .. ولكن الدين الإسلامي عند الله دين الفطرة الإنسانية التي فطر سبحانه الخلق عليها، بدليل قوله تعالى:

  • {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} الروم 30، ولا بد أن تكون أركان هذا الإسلام، بدليل قوله تعالى، فطرية مقبولة، تتماشى بشكل طبيعي مع ميول الخلق، فهل الشعائر (إقامة الصلاة – الصوم – حج البيت – الزكاة) التي افترضوا أنها من أركان الإسلام، فطرية؟ تتجه إليها النفوس والأرواح والعقول مدفوعة بفطرة الخلق؟

لنأخذ الزكاة مثلاً، لنجدها ضد الفطرة الإنسانية تماماً!! فالزكاة إخراج للمال وإنفاق له، بينما جبل الله خلقه على كنز المال وحبه، كجزء من أجزاء غريزة حب البقاء، يقول تعالى:

  • {وتحبون المال حباً جماً} الفجر 20،
  • {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه …} البقرة 177،
  • {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد …} الحديد 20،
  • {إن الإنسان خلق هلوعا * إذ مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا} المعارج 19-20.

ولننظر إلى الصوم كمثل آخر، لنجده يتعارض مع الفطرة، ومع غريزة حب البقاء، تعارضاً عمودياً!! فالأصل في الفطرة أن يأكل المرء حين يجوع، ويشرب حين يعطش، ويطلق للسانه العنان سباً وشتماً حين يغضب، أما الصوم فهو تهذيب لهذه الوجوه الوحشية البهيمية من الفطرة، وقمع لهذه الغرائز التي أوجدها الخالق في الخلق لحماية النوع والحفاظ على البقاء، ثمة مثال ثالث، لم يرد عند واضعي أركان الإسلام، رغم أنه تكليف أمر الله به المؤمنين، هو القتال، في هذا المثال يوضح سبحانه {كتب عليكم القتال وهو كره لكم …} البقرة 216، أن القتال كتب على المؤمنين كما كتب على الذين من قبلهم، مما يذكرنا بآية الصوم (البقرة 183) التي تنص على أن الصيام كتب على المؤمنين كما كتب على الذين من قبلهم، ويذكرنا بأن الصلاة {كتاباً موقوتاً}، لكن البقرة 216 تزيد فتوضح بما لا يقبل الشك بأن الله يأمر المؤمنين بالقتال وهو كره لهم، صدق الله العظيم، فالقتال ضد الفطرة، والزكاة ضد الفطرة، والصيام ضد الفطرة .. وباختصار، الشعائر كلها ضد الفطرة .. ولو كانت من الفطرة لما أنزلها تعالى في محكم كتابه، وكلف المؤمنين بها تكليفاً، ولترك الخلق يؤدونها بفطرتهم دون أمر منه، تماماً كما تمتنع البقرة عن أكل اللحم، بفطرتها التي فطرها الله عليها، لقد اقتصرنا حتى هذه لسطور، على دحض مزاعم واضعي أركان الإسلام الخمس، وعلى تنبيه القائلين بها إلى مخالفة ذلك للتنزيل الحكيم .. ولكن هل وضع التنزيل أركاناً للإسلام؟ .. وما هي؟
ونقرأ قوله تعالى:

  • {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة 62،
  • {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} فصلت 33،
  • {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره …} البقرة 112،
  • {قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون} الأنبياء 108،
  • {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا اسرائيل وأنا من المسلمين} يونس 90،
  • {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك …} البقرة 128،
  • {ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن …} النساء 125،
  • {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا …} المائدة 44،

ومن هذه الآيات وغيرها كثير، نفهم أن الإسلام هو التسليم بوجود الله، وباليوم الآخر، فإذا اقترن هذا التسليم بالإحسان والعمل الصالح، كان صاحبه مسلماً، سواء أكان من أتباع محمد (الذين آمنوا) أو من أتباع موسى (الذين هادوا) أو من أنصار عيسى (النصارى) أو من أي ملة أخرى غير هذه الملل الثلاث كالمجوسية والشيفية والبوذية (الصابئين)، فإذا قرأنا في ضوء ما تقدم قوله تعالى في أول سورة البقرة: {ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} نفهم أن الغيب هنا هو الله واليوم والآخر، وأن العمل الصالح والإحسان هو أركان الإسلام، فإذا فهمنا ذلك كله، رأينا منطقياً وطبيعياً أن يقول سبحانه إن الدين عنده هو الإسلام، وأنه لا يقبل ديناً غيره، إذ كيف يقبل الخالق من عباده ديناً هو غير موجود فيه بالأصل، وإذا فهمنا ذلك، ورأينا هذا، انتبهنا إلى أن التنزيل الحكيم حين يتكل عن الإيمان، وعن الذين آمنوا، فهو يتحدث عن نوعين من الناس، أو لنقل نوعين من الإيمان، أولهما الإيمان بالله واليوم الآخر، وهو الإسلام، ثانيهما الإيمان بمحمد (ص) ورسالته، ويدلنا على ذلك بشكل لا يقبل اللبس ما ورد في التنزيل الحكيم، وما سنعود إليه تفصيلاً مع القول في الإيمان، رأينا حتى الآن أن التنزيل يضع للإسلام أركاناً ثلاثة هي:

  • الإيمان تسليماً بوجود الله،
  • الإيمان تسليماً باليوم الآخر (ولاحظ معي هنا أن التسليم باليوم الآخر يعني ضمناً التسليم بالبعث)، أي أن الإيمان بالله واليوم الآخر هي المسلمة التي لا تقبل النقاش عند المسلم، وهذه هي تذكرة الدخول إلى الإسلام،
  • العمل الصالح والأحسان، (انظر فصل الذنوب والسيئات)،

ونتبين في هذه الأركان الثلاثة جانبين: جانب نظري بحت هو الإيمان بالله واليوم الآخر، وجانب منطقي عملي هو العمل الصالح والإحسان، إذ لا معنى للإيمان النظري دون سلوك عملي ينعكس فيه ويتجلى من خلاله، ومن هنا نفهم قول الرسول الأعظم إن صح: الخلق عيال الله، أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله،
- الإجرام والمجرمون
فإذا أردنا تعميق فهمنا للإسلام والمسلمين في التنزيل الحكيم، فما علينا إلا أن ننظر في تعريف المصطلح المضاد للإسلام وهو الإجرام، والمصطلح المضاد للمسلمين وهو المجرمين في قوله تعالى:

  • {أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون} القلم 35، 36،

لقد ورد الأصل “جرم” ومشتقاته 67 مرة في التنزيل الحكيم، وهو أصل واحد في اللسان العربي يعني القطع، ومنه سميت الأجرام السماوية أجراماً لأنها منفصلة مقطوع بعضها عن بعض، ومنه جاء قوله تعالى: {لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون} النحل 109، أي أن خسارتهم في الآخرة أمر مقطوع مبتوت به، وإذا كان المصطلح القانوني المتداول اليوم، يسمي السارق والقاتل والغاضب مجرماً، فإن الأصل في ذلك أن المجرم هو الذي قطع صلته بالمجتمع وقوانينه وانطلق يجري على هواه، تماماً كالمجرم في التنزيل الحكيم، الذي قطع صلته بالله، فأنكر وجوده، وكفر باليوم الآخر، وكذب بالبعث والحساب، وهو ما نطلق عليه بمصطلحنا المعاصر اسم “الملحد”، ونقرأ قوله تعالى:

  • {ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون} القصص 78،
  • {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} يس 59،
  • {ويوم تقول الساعة يبلس المجرمون} الروم 12،
  • {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام * فبأي آلاء ربكما تكذبان * هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون} الرحمن 41، 42، 43،
  • {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} النمل 69،
  • {كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يؤمئذ للمكذبين} المرسلات 18، 19،

ونحن هنا مع الآيات أمام صور تصف مجرمين ينكرون البعث، ويكفرون بوجود الله، ويكذبون باليوم الآخر، قاموا من أجداثهم بعد نفخة الصور الثانية، فرأوا رأي العين ما كانوا يكذبون بوجوده، فبهتوا دهشة، وبأن ذلك على وجوههم، إلى حد لا يحتاجون معه إلى سؤال وجواب، فهم يؤخذون بدلالة ما ارتسم على وجوههم، ليصلوا النار التي كانوا بها يكذبون، أما لماذا لا يسأل المجرمون عن ذنوبهم، فسببه واضح تماماً، أولاً لأن المجرم إنسان ملحد لا يؤمن بوجود الله، وهذا وحده كاف لأن يعطيه تذكرة مرور إلى جهنم دونما حاجة إلى ميزان أو حساب، إذ ليس له بالأصل أي حساب مفتوح عند الله بحكم قطعة لصلته به، ثانياً لأن الذنوب مع الله كترك الصلاة وإفطار رمضان وإخسار الكيل وتطفيف الميزان، ذنوب قابلة للأخذ والرد والتكفير والمغفرة، لو أن صاحبها آمن مبدئياً بالله واليوم الآخر، أما مع المجرم فلا حاجة للسؤال عن الذنوب، وقد تحقق الاجرام بالله والتكذيب بيوم الدين، وقطع الصلة مع الله واليوم الآخر، ومن هنا، من قولنا بقطع الصلة، نفهم قوله تعالى:

  • {إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون * عن المجرمين * ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين} المدثر 39-46،

الصورة هنا لأصحاب اليمين في الجنة، يسألون المجرمين ماذا أوصلكم إلى النار؟ فيجيب المجرمون: لأننا لم نعتنق الإسلام نظرياً وعملياً، لم نسلّم بوجود الله فقطعنا صلتنا به {لم نك من المصلين} ولم نسلّم باليوم الآخر {وكنا نكذب بيوم الدين}، ولم نقدم عملاً ينفع الخلق {لم نك نطعم المسكين} بل علمنا ما يسيء ويضر {وكنا نخوض مع الخائضين}، إلى أن رأينا يقيناً كل ذلك حاضراً، فانتهينا إلى ما ترون، ولقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المصلين في الآية هم مقيمو الصلاة، إلا أننا حين رجعنا إلى آيات التنزيل الحكيم، لم نجده يطلق اسم المصلين على القائمين بالصلاة هذا من جهة، من جهة أخرى ترك الصلاة أو الصيام لا علاقة له بالإيمان بالله واليوم الآخر، ومرتكبوها ليسوا مجرمين، بحيث ينطبق عليهم وصف التنزيل الحكيم، نقول هذا ونحن نستذكر قوله تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدعّ اليتيم * ولا يحضّ على طعام المسكين * فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون} سورة الماعون، فالشبه كبير بين سورة المدثر وسورة الماعون، لأن التكذيب بيوم الدين كالكفر بوجود الله، يخرج الإنسان من دائرة الإسلام إلى دائرة الإجرام، ولهذا فنحن أميل إلى أن المقصود في السورتين بالمصلين، هو الصلة وليس الصلوة، وأميل في فهم الآيات على النحو الذي أسلفناه، لأن لنا في الصلاة (بالألف) والصلوة (بالواو) قولاً نفصله ثم نعود إلى ما كنا فيه(1)،
ونعود إلى سورة المدثر وإلى قوله تعالى: {قالوا لم نك من المصلين}، لقد قلنا إننا نميل إلى اعتبار المصلين في الآية من الصلاة الصلة وليس من الصلوة الركوع والسجود، وذلك بدلالة ما سلف قوله، مضافاً إليه أمرين:
1 – يقول تعالى في سورة المدثر الآية 26: {سأصليه صقر}، والمقصود هو الوليد ابن المغيرة، الذي أدبر واستكبر حين سمع التنزيل الحكيم، وقال إنه سحر من قول البشر، والوليد بن المغيرة بحسب المصطلح القرآني مجرم كافر بوجود الله منكر ليوم القيامة مكذب بالبعث، والله سبحانه سيصليه سقر لهذا السبب، فحين يسأل أصحاب اليمين المجرمين ما سلككم في سقر .. فإن الوليد من بين هؤلاء المجرمين الكافرين بوجود الله المكذبين بيوم الدين!! ونرى من السطحية بمكان أن يجيب الوليد بأن سبب دخوله النار، هو أنه لم يكن من مقيمي الصلوة .. إذ لا تعد الصلوة بجانب الإجرام شيئاً مذكوراً،
2 – لا خلاف في أن سورة المدثر وسورة الماعون من السور المكية، بينما نزلت الصلوة في المدينة المنورة، فكيف يعقل أن يعتبر الوليد نفسه تاركاً لأمر لم يعاصر التكليف به، بل والأكثر من ذلك، أن يعتبرها أحد أسباب دخوله النار، علماً أن ذلك الوقت لم يكن الصحابة أنفسهم قد أقاموا الصلوة، إن للمجرمين في التنزيل الحكيم صفات مميزة يعرفون بها:
1 – فهم لا يخفون أنفسهم {لا يعرف المجرمون بسيماهم …} الرحمن 41،
2 – ويضحكون من المسلمين المؤمنين بالله واليوم الآخر ويستهزئون بهم {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون} المطففين 29،
3 – وقطعوا كل صلة لهم بالله، بدلالة تسميتهم مجرمين،
4 – ليس لهم وقفة أمام الله في الآخرة، وليس لهم حساب مفتوح عنده، إذ ليس مع الإجرام ذنب {ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون} القصص 78،
5 – المجرمون المكذبون المستهزئون حصة الله تعالى في الحياة الدنيا، لقوله:

  • {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث، سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} القلم 44،
  • {إنا كفيناك المستهزئين} الحجر 95،

وهذه الصفات التي اختاروها لأنفسهم، هي التي تدخل بهم إلى أعمق وديان جهنم، وتميزهم عن المسلمين المؤمنين الذين شاب صلوتهم المكتوبة سهو أو غفلة لسبب أو لآخر، ونختم مقالنا بقولنا إن الإسلام لا يتم إلا بالصلة بالله (الإيمان بالله واليوم الآخر) وقد ورد ذلك في قوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له، وبذلك أموت وأنا أول المسلمين} الأنعام 162، 163، نلاحظ في آيتي الأنعام أن الصلاة جاءت من الصلة وجاء في آخر الآية ذكر المسلمين، أما قوله: {وأنا أول المسلمين} فتعني أن الإسلام الذي بدأ بنوح آل إلي أي انتهى بي وإلا فكيف يكون نوح من المسلمين وإبراهيم أبا المسلمين ثم يصبح محمد أول المسلمين؟ هنا الأول بمعنى النهاية والمآل، وهذا ينطبق مع قوله تعالى:
وأنا أول المسلمين ===> اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا،
وأنا أول المسلمين ==> ولكن رسول الله وخاتم النبيين،
كما ورد في سورة المعارج وهي مكية قوله تعالى:

  • {إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون} المعارج 19-23،

وكذلك قوله تعالى:

  • {والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون} المعارج 33-35.

ونلاحظ أن الصلاة جاءت في الحالتين من الصلة وليس من الصلوة، لأن سورة المعارج من السور المكية، ونعود لنختم قولنا في الإسلام وأركانه، بوقفه لا بد منها، تبين أسباب اختلاف ما وصلنا إليه من أركان للإسلام، عما هي عليه في كتب الأصول والأدبيات الإسلامية التراثية، فلقد انطلقنا منذ كتابنا الأول(2) ، من منطلق إنكار الترادف في اللغة، فإذا كان الكتاب عندنا غير القرآن، والبعد غير النأي، والذهاب غير المضي، فالأحرى أن يكون الإسلام غير الإيمان، ورغم أن الناقدين اللغويين-غفر الله لهم- وهموا فيما ذهبنا إليه، وبالغوا في سحب ما قلناه سحباً فاحشاً على ما لم نقله، وحسبوا أننا حين ننكر الترادف ونفرق بين الكذب والافك والافتراء، فنحن نقول ضمناً بالتعارض العمودي بين هذه الألفاظ، وفاتهم أن نفي الترادف يقوم على الفروقات بين الألفاظ وليس على تعارضها وتضادها، فالجزم والجرم، والجز والحز، والبت والقط، والبتر والشطر، ألفاظ من خندق واحد، هو القطع، إلا أن بينها فروقات، إذا جاز لنا أن نغفلها أو نتغافل عنها في صحفنا ومجلاتنا فلا يجوز ذلك البتة ونحن نتدبر التنزيل الحكيم، وإذا كان غادر وبارح وترك، في مقام واحد متماثل، وكان أنبأ مثل أخبر، فلماذا نسمي محمداً (ص) نبياً ولا نسميه مخبراً؟
لكن كتب الأصول كلها ترسخ الترادف وتنطلق منه، فالإمام البخاري يستهل “كتاب الإيمان” في صحيحه بقوله:
1 – باب الإيمان، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس)، وتابعه من جعل للإسلام خمسة أركان، معتمداً على ما ورد في هذا الحديث بالذات (رقم 8 عند البخاري و16 عند مسلم)، تاركاً جملة من أركانه أخرى، وردت في أحاديث أخرى نسوق أمثلة منها،

  • إطعام الطعام خير أعمال الإسلام (رقم 12 البخاري)،
  • إفشاء السلام خير أعمال الإسلام (رقم 28 البخاري)،
  • النصح من الإسلام (رقم 58 البخاري)،

وليس هذا فقط، بل تم ترك جملة من الأحاديث، تباينت فيها أركان الإسلام فزادت في أحاديث ونقصت في أحاديث، نسوق أمثلة منها:

  • بايع جرير بن عبد الله الرسول (ص) على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، (رقم 57 البخاري)،
  • الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، (رقم 50 البخاري)،
  • دنا رجل يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله (ص): خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، وذكر له الزكاة، (رقم 46 البخاري} (رقم 8 مسلم)،
  • قال رسول الله (ص): بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان، (رقم 21 مسلم)،
  • ثم تابعه من جعل للإيمان خمسة أركان معتمداً على ما ورد في الحديث (رقم 7 مسلم):
  • قال رسول الله ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث، وتؤمن بالقدر كله، قال: صدقت،

تاركاً جملة من الأحاديث التي زادت في الأركان حيناً وأنقصت منها حيناً آخر، وفي مقدمتها الحديث (رقم 5 مسلم):

  • قال رسول الله ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر،

وليس هذا فقط، بل ترك جملة من أركان الإيمان الأخرى وردت في أحاديث أخرى، نسوق أمثلة منها:

  • الإيمان بضع وستون شعبة، (رقم 9 البخاري)،
  • حب الرسول من الإيمان، (رقم 14 البخاري)،
  • الحياء من الإيمان، (رقم 24 البخاري)،
  • الإيمان هو العمل، وأفضل العمل: إيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله، وحج مبرور، (رقم 26 البخاري) وانظر (رقم 36 البخاري)،
  • صوم رمضان من الإيمان، (رقم 38 البخاري)،
  • قيام رمضان من الإيمان، (رقم 37 البخاري)،
  • الصلاة من الإيمان، (رقم 40 البخاري)،
  • اتباع الجنائز من الإيمان، (رقم 47 البخاري)،
  • أداء الخمس من الإيمان، (رقم 73 البخاري)،

وانطلقنا في كتابنا المشار إليه، من منطلق أن التراث البشري الإنساني يبقى تراثاً خاضعاً لما يخضع له التراث من عاديات التلف والضياع، واحتمال الغلط والسهو والنقص، والتأثر بالأهواء السياسية والاجتماعية والثقافية، ومن منطلق أن التنزيل الحكيم ليس تراثاً، ولا يخضع لما يخضع له التراث، فهو باق ثابت على مدار العصور، يحمل في داخله ما يجعله صالحاً لكل زمان ومكان، لكن القائلين بتقديس التراث وأصحاب التراث، يصرون على أن يستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، ويصرون على أن ينظروا في قصص الأنبياء والكتب التوراتية ليعرفوا كيف بدأ الخلق، بدلاً من أن يسيروا في الأرض كما أمرهم التنزيل الحكيم، وانطلقنا من منطلق أن التنزيل الحكيم هو أساس الأسس، وأصل الأصول، وأنه المحك المعياري الذي يجب أن تقاس عليه كل النصوص الأخرى، ودعونا إلى إعادة قراءته وتدبره وفهمه، قراءة معاصرة حديثة بعيدة عن كل قراءة مسبقة، ومرة أخرى وهم ناقدونا، فحسبوا أننا ندعو إلى نبذ التراث، وإلى رفض السيرة النبوية، وإلى الإقلال من قدر الأئمة السابقين، ولم يفهموا-غفر الله لهم- أن مجرد دعوتنا إلى التمسك بالتنزيل وفهمه وإعادة قراءته، تعظيم وتمجيد للرسول الأعظم الذي جاء به، صلى الله عليه وعلى آله وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
الاسلام والمسلمين Images?q=tbn:ANd9GcTGCVrx0ICgGPlhjKAK1mJlCd8hlIlINQtn9H5HPffHTXnsiwBGsg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسلام والمسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: