المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ثقافةُ الإنترنت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56600
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

 ثقافةُ الإنترنت  Empty
مُساهمةموضوع: ثقافةُ الإنترنت     ثقافةُ الإنترنت  I_icon_minitimeالسبت 10 يناير 2015 - 11:36

 ثقافةُ الإنترنت  791183673






نشأنا على احترام وتصديق الكلمة المطبوعة باعتبارها مصدرًا موثوقًا للمعلومات، لا يمكن أن يخالطها الشكّ،
ولكن الزّمن تغير في ظلّ الثورة المعلوماتية والطغيان الهائل للتكنولوجيا التي تتطوّر باستمرار، تقلص دور
المطبوعات الورقية
واتجهتْ الأنظار وتعلقتْ القلوب بالشبكة العالمية للمعلومات حيثُ الكم الهائل من المعلومات المتاحة
بسرعة ويسر وبأقلّ تكلفة.
ثمة ظاهرة مؤسفة ومؤلمة تتمثّل في اعتماد المتلقين على ما يقرؤونه عبر الانترنت وهجرهم الكتاب وظنهم
أن كلَّ ما هو
موجود على الشبكة في المنتديات والمواقع والرسائل الإلكترونية يحوي معلومات صحيحة ودقيقة،
يتخذونها بصفتها من المُسلَّمات
فيصدقونها ويضيفونها إلى رصيد ثقافتهم، ويسعون لتعميمها ونشرها ونقلها لأبنائهم وبعض هذه ا
لمعلومات مغلوط وغير صحيح
ولا يستند الى حقيقة علمية ويخالف أحيانًا أبسط مبادئ المنطق والعقل، ويتّصف بالسذاجة،
لا بل إنّ بعضها يستند إلى مُعتقد
راسخ، ليتسرّب إلى العقول ويجعل ما جاء به من خزعبلات يبدو كأنه حقائق مثبتة لا يطالها الشكّ،
لا بل كل من تسول
له نفسه التساؤل عن مدى صحتها تنقصه المعرفة والثقافة والإيمان!
كيف ننسى أنّ الإنترنت مدى واسع ومفتوح وهو متاح للجميع على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ومقاصدهم؟
والجميع قادر على نشر ما يشاء والوصول إلى متلقين كثروا أو قلوا؟ وما يُنشر غير خاضع لجهة رقابية مُتخصصة
لمتابعة الصحة العلميّة أو اللّغوية أو حتى الأخلاقية؟! والتّحقّق من صحة المعلومة مسئولية المتلقي والباحث لتمحيص
ما يرى ويقرأ والبحث عن مصدر موثوق قبل أن يسارع إلى التصديق، وعليه ألا يغفل أننا نعيش في زمن لم تعد فيه الكلمة
المطبوعة وحدها موضع تشكيك فحسب، حتى الصورة التي تراها أمامك قابلة للتشكيك وغير مصدقة بالمطلق!
وإنّ الأمثال الشعبية التي حفظناها عن تصديق ما نراه تحتاج إلى تعديل وباتت هي الأخرى موضع شكّ!
هناك من يسعى بحسن نيّة ربما - وحسن النيّة وحده لا يفيد- إلى نشر ما يرى أنه غير مُضرّ لتقريب وتحبيب مُعتقد ما هو بحد ذاته نبيل،
لكنه بتفسيره له بما لا يستند إلى حقيقة علمية وبما لا يخدم الحقيقة، تصدقه فئة غير قليلة، لا بل تجدهم يتحدثون بطريقة تدعو للرثاء،
رثاء ما وصل إليه حالنا الثقافي وما انحدرتْ إليه درجة الوعي لدى البعض، وثمة إجابة جاهزة وقاطعة لقطع أيّ نقاش أو أيّة
نصيحة «قرأتُه على الإنترنت!» فهل بات الإنترنت أبو العُرّيف في عصرنا؟! صحيح أنّه مصدر للمعلومات والبحث،
لكن هل كلّ ما يُنشر عبره صحيح وخال من المغالطات المقصودة وغير المقصودة؟! وليس ثمة رقيب ودليل إلا منارة
العلم وتحكيم العقل وبوصلة الوعي قبل تبني المعلومة ونشرها والإسهام في انتشارها. إنّ نشر وانتشار
المعلومات المغلوطة
أمرٌ مُخزٍ في زمن العلم والتطوّر الحضاري المذهل، وإنّ الاعتماد على الإنترنت بصرف النظر عن ا
لموقع ودون التحقق من المعلومة
وإخضاعها للعقل والبرهان أمر مثير للتساؤل والشفقة وهو عَرَض من أعراض التعلّق المرضي بالإنترنت الذي أصبح ينافس أمراض العصر،
وإشارة غير صحية إلى اندفاعنا للجانب السلبي ونأينا عن الجوانب الإيجابية في الثورة المعلوماتية، ويتطلّب منا حملة إعلامية توعوية
تبدأ بالنشء الواعد من طلبة المدارس لغرس بذرة الوعي ونعمة التمييز لديهم.
إنّ ثقافة الإنترنت مهما بدتْ برّاقة وواسعة تظلّ منقوصة إن تمَّ تلقيها دون تعقُّل وتمحيص وحذر.


 ثقافةُ الإنترنت  Msg-125640-1317017710
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثقافةُ الإنترنت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتدى الادب والثقافة :: قسم الثقافة العامة-
انتقل الى: