عتبة بن فرقد

عتبة بن فرقد
هو الصحابى الجليل والمجاهد الكبير " عتبة بن فرقد بن يربوع حبيب بن مالك
بن أسعد بن رفاعة ، ويكنى أبا عبد الله ، وأمه هى آمنه بنت عمر بن علقمة بن
المطلب بن عبد مناف .
وكان عتبة بن فرقد " شريفا " صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله مواقف
كثيرة تدل على بسالته ، وشجاعته فى سبيل الله ، ويتجلى ذلك فى جهاده ضد
أعداء الله وأعداء الاسلام ، حيث فتح ( الموصل) سنة ثمان عشرة مع عياض بن
غنم ، وبنى بالموصل دارا ومسجدا وقد غزا مع رسول الله غزوتين ، وشهد خيبر .
وكان رضى الله عنه سخيا ، جوادا ، كريما حيث قسم له النبى صلى الله عليه
وسلم فى خيبر وأعطاه نصيبا من غنائمها ، فكان عتبة يعطيه لبنى أخواله عاما ،
ولبنى أعمامه عاما .
وكان لعتبة موقفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما داهمه مرض من
الامراض الجلدية على عهد رسول الله فيقول عتبة رضى الله عنه أخذنى الشرى
وهو مرض جلدى يسبب احتكاكا شديدا فأمرنى النبى صلى الله عليه وسلم فقعدت
بين يديه وتجردت من ثيابى ثم وضع يده على بطنى وظهرى فعبق بى الطيب من
يومئذ .
ويبدو أن الصحابى الجليل عتبة بن فرقد رضى الله عنه كان أمينا على المال
العام ، حريصا عليه ، يخشى الله – عز وجل – من أن يسأله عنه يوم القيامة من
أين جمعه وفيما أنفقه ، فيبدو أن قسى فى الانفاق على أجناده الذين هم تحت
امرته فى الجهاد يوم أن قادهم الى فتح ( اذربيجان ) والتى تقع الان فى
روسيا " الاتحاد السوفيتى سابقا " والتى دخلها الاسلام مبكرا فى عهد
الخلافة الراشدة بقيادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
ولقد كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى عتبة بن فرقد باذربيجان قائدا
فاتحا " ياعتبة بن فرقد " انه ليس من كدك ولامن كد أبيك ، ولاكد أمك ،
فأشبع المسلمين فى رحالهم مماتشبع منه فى رحلك ، واياكم والتنعم ، وزى أهل
الشرك ولبوس الحرير ، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير
وبعد هذا الجهاد الطويل ، وتلك الرحلة التى قطعها هذا الصحابى الجليل فى
الفتوحات الاسلامية فى العراق واذربيجان وشهوده خيبر مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وغير ذلك طوى التاريخ تلك الصفحة الناصعة البياض ، وأفل ذلك
الكوكب المضىء ، وطويت صفحة من صفحات الجهاد فى سبيل الله واعلاءا لكلمته ،
رضى الله عن عتبة بن فرقد وعن سائر صحابة رسول الله أجمعين