لو أنزلنا هذا القرآن على جبل

الاعتقاد البشرى يخالف أحيانا النص القرآنى ... فكلنا يضرب المثل بالحجارة والجبال فى القسوة والصلاية ... وببنى أدم فى اللين والاحساس ... بينما الآيه الحادية والعشرون من سورة الحشر تضرب لنا مثلا يكشف زيف اعتقادنا ... فالحجارة أشد تأثرا ... والجبال أكثر خشية وتصدعا من الانسان !!.
الآية تقول " لو أنزلنا هذا القرأن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "
فماذا قال المفسرون فى شرح هذه الآية ؟؟
الامام الطبرى قال : ان المعنى لو أن الله أنزل هذا القرأن على جبل ... وهو حجر لوجدناه يخشع ويتذلل بل ويتصدع من خشية الله ... فى حين أن الله أنزل القرآن الكريم على ابن أدم وهو بحقه مستخف وعنه معرض كأن لم يسمعه ولم يفقه مافيه من العبر والذكر .
ويشير الى أن الآية تحمل أمرا للناس ... أن يأخذوا القرآن بالخشية الشديدة والخشوع ... ويقول ليس معقولا أن يكون هذا حال الجيل الأصم مع القرأن الكريم ... ولا نجد أحدا من بنى أدم تتصدع جوانحه من خشية الله !! ... ويتطرق الامام ابن كثير لنفطة تتعلق بعلم الله لما يغيب عنا ... لانه لايخفى عليه شىء وهى تأثر الحجارة والجبال مستشهدا بآية مماثلة فى سورة البقرة " وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله " .
ويقول القرطبى فى تفسيره ان خشوع الجبل وتصدعه ... بمعنى تشققه اما أن يكون خشية لله بما كلفه من طاعة أو خوفا من أن يعصيه فيعاقبه ... وقيل الخطاب للكفار لأنهم لايرهبون الله وقرآنه ... وقيل انه للرسول صلى الله عليه وسلم اذ بين الله له فضل أن أنزل عليه القرآن الكريم وثبته لما لاتتثبت له الجبال لو نزل عليها .