صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: تعريف وشروط وجزاء الاحسان السبت 13 ديسمبر 2014 - 15:39 | |
| تعريف الاحسانإحسان لغة: فعل ما هو حسن ، مع الإجادة في الصنع .. وشرعا: أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك. فهو فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير فضلا ومحبة، والأفضل أن يكون ذاتيا دائما دون نقص أو انقطاع ، لأنه عمل بالفضائل ، ولأنه قربة إلى الله تعالى, تعريف اخرالإحسان هو كل قول أو فعل حسن يقرب من الله عز وجل ، ويؤلف بين قلوب الناس ، ويخفف من آلامهم ومشاكلهم . والمحسن هو من يبذل النفس والمال والجهد في سبيل الله وخدمة الآخرين ، والله تعالى أمرنا بالإحسان فقال : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(90)النحل والله تعالى رغب بالإحسان ، ووعد المحسنين بالأمان يوم القيامة : (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ(89)النمل وجاءت مادة "حسن" في القرآن الكريم بجميع صيغها ما يقرب من مائة وخمس وتسعين مرة منها اثنتا عشرة مرة بلفظ "إحسان" وهذا دليل على أهمية هذا المقام في الإسلام ، حيث أمر به الله عز وجل في مثل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}النحل:90...ويقوم الإسلام على ثلاثة أمور: الإسلام والإيمان والإحسان. فالإحسان: جزء من عقيدة المسلم، كما دل عليه حديث جبريل وهو متفق عليه ، فقد سأل جبريل عليه السلام عن هذه الثلاثة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم" فسمى الثلاثة دينًا ، وفى الإجابة عن الإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه البخاري. وأوضحت السنة النبوية أن الإحسان كالروح يجب أن يسرى في كل أمور المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء.." رواه مسلم. فتقوم حياة المسلم كلها على الإحسان في كافة أمور حياته .. في سلوكياته وعبادته وأموره المختلفة ..ونذكر من جوانب الإحسان على سبيل المثال: 1. الإحسان في العبادات: يكون باستكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها ، مع استغراق المؤمن في شعور قوى بأن الله عز وجل مراقبه حتى لكاًنه يراه تعالى ، ويشعر باًن الله تعالى مطلع عليه ، كما جاء في حديث جبريل. 2. الإحسان في المعاملات: يكون بحسن معاملة الآخرين, وبناء التعاملات على حسن النية وصدق الضمير، وحسن الخلق الذي وصفه سيدنا عبد الله بن عمرو في رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحِّشا، وكان يقول: إنَّ خياركم أحاسنكم أخلاقا"رواه البخاري. وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "تبسُّمك في وجه أخيك صدقةٌ ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجلَ في أرض الضلالة لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة"رواه الترمذي، وابن حبَّان في صحيحه، وكذلك التعبد بعمل الخير لعموم الناس من أجل الله تعالى، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غصن شوكٍ فأخذه، فشكر الله له، فغفر له" رواه البخاري ومسلم ، وكذلك السماحة في التعاملات لقوله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" رواه البخاري ومسلم. 3. والإحسان فى العلاقات الاجتماعية: فقد أمر به الإسلام بالنسبة للزوجة فى حسن معاملتها وإيفائها كافة حقوقها وحسن عشرتها، والاحتكام إلى أهلهما إن اختلفا، وعدم الإضرار بها بوجه من الوجوه كما ورد فما غير آية من القرآن وفى قوله صلى الله عليه وسلم:"استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان". وقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" أخرجه الترمذي.ويكون الإحسان كذلك ببر الوالدين ، من حيث طاعتهما ، وإيصال الخير إليهما ، وكف الأذى عنهما ، والدعاء والاستغفار لهما ، وإكرام صديقهما ، وإنفاذ عهدهما. قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}(النساء :36) ثم ذكرت الآية ثمانية أصناف أخرى يجب لها الإحسان وهى {وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم}(النساء:36).وقد ورد توجيه نبوى فى الإحسان إلى الخادم ، وذلك بإعطائه أجره قبل آن يجف عرقه ، وبعدم تكليفه ما لا يطيق. فإن كان مقيمًا بالبيت فليأخذ حقه من الطعام والكساء، كما فى حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتى أحدكم خادمه بطعام ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمة أو لقمتين ، أو أكلة أو أكلتين ، فإنه وَلِى علاجه"رواه البخاري. وهكذا يتنوع الإحسان تبعا لأحوال الآخرين: فهو للأقرب ببرهم والرحمة بهم والعطف عليهم مع الأقوال والأفعال الطيبة.ولليتامى بصيانة حقوقهم ، وتأديبهم ، وتربيتهم ، وعدم قهرهم. وللمساكين بسد جوعتهم ، وستر عورتهم ، والحث على إطعامهم ، وإبعاد الأذى والسوء عنهم. ولأبناء السبيل بقضاء حاجتهم ، وصيانة كرامتهم وبإرشادهم وهدايتهم.ولعامة الناس بالتلطف فى القول ، والمجاملة فى المعاملة ، مع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ورد حقوقهم ، وكف الأذى عنهم. والإحسان للحيوان بإطعامه إذا جاع ،ومداواته إذا مرض ، والرفق به فى العمل ،وإراحته من التعب. 4. والإحسان فى العمل : إنما يكون بإجادته ، وإتقان صنعته ، مع البعد عن التزوير والغش ، روى فى الحديث النبوي: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" والإتقان إحسان الصنع. هكذا تكون حياة المسلم سلسلة من الإتقان والتميز والبر في كافة أمور حياته بما يعود عليه وعلى مجتمعه وأمته بالنفع .. رزقنا الله الإحسان والإخلاص فى القول والعمل . عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .الشرحهذا الحديث عظيم القدر ، كبير الشأن ، جامع لأبواب الدين كله ، بأبسط أسلوب ، وأوضح عبارة ، ولا نجد وصفا جامعا لهذا الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) .
وقد تناول الحديث الذي بين أيدينا حقائق الدين الثلاث : الإسلام والإيمان والإحسان ، وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة ، وبين هذه المراتب ارتباط وثيق ، فدائرة الإسلام أوسع هذه الدوائر ، تليها دائرة الإيمان فالإحسان ، وبالتالي فإن كل محسن مؤمن ، وكل مؤمن مسلم ، ومما سبق يتبيّن لك سر العتاب الرباني على أولئك الأعراب الذين ادّعوا لأنفسهم مقام الإيمان ، وهو لم يتمكّن في قلوبهم بعد ، يقول الله في كتابه : { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } ( الحجرات : 14 ) ، فدل هذا على أن الإيمان أخصّ وأضيق دائرةً من الإسلام . كيف يكون الإحسان وما جزائه وشروطه؟؟ اعتاد الناس أن يربطوا كلمة الإحسان ببذل المال إلى الفقراء فقط .. ولكن كلمة الإحسان في الإسلام واسعة تشمل كل الأعمال التي يرضى عنها الله سبحانه وتعالى : فالصلاة والصوم والحج والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر … إحسان . والكلام الحسن الجميل الذي تخاطب به الناس … إحسان . ومساعدة الناس وخدمتهم وحل مشاكلهم … إحسان . والإصلاح والتعاون والرحمة والمحبة والعفو .. إحسان . ورفض الظلم ، ومحاربة العدوان ، ومجاهدة المنكر … إحسان . وهذا الإحسان بأشكاله المختلفة لا يكتمل إذا لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى ، لا يقصد منه صاحبه الجاه والشهرة ، ولا يرافقه المنّ والأذى … ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى ..) البقرة / 264 إلى من نحسن :في آية قرآنية كريمة ، يحدد الله تعالى بعض من يجب أن نحسن إليهم ، فيقول : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا(36) النساء 1 -الوالدان :وهما الأب والأم والإحسان لهما يتم بالحب ، والرعاية والطاعة ، ونقدم لهما كل ما يوفر لهما حياة عزيزة كريمة ، ونعتني بهما ونرحمهما خصوصاً في حالتي المرض والشيخوخة . يقول تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا(23) الإسراء 2 -الأقارب : وهم الإخوان والأخوات وأبنائهم ، والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبنائهم … ، والإحسان لهم يتم : بالزيارة والمساعدة والمحبة والمشاركة الصادقة في أحزانهم وأفراحهم … وإذا كان الأقارب من المنحرفين ، على المؤمن أن لا يقاطعهم ، بل أن يحسن إليهم ، ويرشدهم إن أمكن إلى طريق الصلاح ، أما إذا هَجَرَنا الأقارب فعلينا أن نقابل مقاطعتهم بالصلة وإساءتهم بالإحسان وذلك امتثالاً لقول الرسول (ص) : (( صل من قطعك واعف عمن ظلمك )) . 3-اليتامى :وهم الذين فقدوا رعاية الأب أو حنان الأم ، والإحسان إليهم يتم : بالحب والعاطفة والرعاية والتوجيه والتعليم ، والحفاظ على أموالهم وشؤونهم : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ(9)الضحى (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ...) الأنعام / 152 4-المساكين :وهم الذين لا يملكون المال الذي يسد حاجتهم إلى الغذاء واللباس .. والإحسان إليهم يتم : بالحب والإحترام والمساعدة بكل ما يؤمن لهم عيشاً كريماً ، دون أن يرافق ذلك منِّ أو أذى . 5-الجار :وهو الذي يعيش معك في الحي ، والإحسان إليه يتم : بمعاملته بالحسنى ، والمحافظة على راحته ، ومشاركته في فرحه وحزنه ، وتوفير ما أمكن من حاجاته .6 -ابن السبيل :وهو المسافر الذي فقد أمواله في السفر ، والإحسان إليه يتم : بالرعاية وتزيده بما يوصله إلى بلده .
|
|