الأطفال نعمة من النعم التي يمنّ الله بها علينا ، فهم زينة الحياة الدنيا ، وسبب من أسباب دوام نزول الرحمة علينا ونحن المذنبون المقصرون !! يرفع الله سبحانه بهم عنا عقابه ، و” لولا عباد لله ركع, وصبية رضع، وبهائم رتع ، لصب عليكم العذاب صبا “. [معرفة الصحابة لأبي نعيم ].
الطفولة
حينما يخرج الانسان إلى هذه الحياة الدنيا لايعلم شيئا ، يحتاج دوما إلى حنان أمه .. ويعتمد على غيره .. ثم يكبر ويقلد أبويه ليتعلم منهما ، ومن حكمة المولى سبحانه أن قذف في قلوب الأبوين الرحمة والحنانة لطفلها ، نراها في عالم الحيوان فكيف بنا نحن، وهل لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ؟؟
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال قصت لنا أم خالد بنت خالد بن سعيد رضي الله عنها قصتها أيام طفولتها فقالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”
سنه سنه ” – قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة – قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني ( زجرني ) أبي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “
دعها ” ثم قال رسول الله ”
أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي “. [ البخاري ]
تقديرهم في المجالس
من رقي تعامل رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم مع الأطفال أن جعل لهم مكانة بين الكبار ولم يضعهم في هامش المجتمع ، لأن الطفل بطبيعته يحب ذلك ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه ابن عباس وعن يساره الأشياخ – كبار الصحابة – فقال لابن عباس “
أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ” فقال : لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا ، قال فتله ( دفعه إليه ) رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده. [ البخاري]
طفل يروي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابن عباس رضي الله عنه وهو يروي لنا حديثا من جوامع الكلم في عمره الذي لم يتجاوز الثامنة ، يقول : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فقال: ”
يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف“. [ الترمذي ] ، وفي هذا إشارة إلى اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاعتناء بالأطفال والحرص على تعليمهم ماينفعهم .
آخر يبايع النبي صلى الله عليه وسلم البيعة وهي عقد الولاء للحاكم ، من الأمور العظيمة التي يظن الواحد منا أنها لاتختص إلا بالكبار ، في حين أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وهو في السابعة من عمره أتى ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمره بذلك أبوه الزبير، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا، ثم بايعه. [سير أعلام النبلاء]
ماذا أفعل إن أخطأ الطفل ؟؟ الطفل ليس مكلفا حتى يحاسب ، فالخالق سبحانه رفع عنه التكليف حتى يبلغ ، حكمة منه سبحانه لأن الطفل مرحلة يتعلم فيها الانسان مايفيده ومايضره ، يرى ماحوله ويكتشف ، ويخطئ ليتعلم ، فكيف نحاسبه إن أخطأ ؟؟ بل بأي حق يضرب ؟؟ . هاهو قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى غلاما يرمى نخلا للأنصار فلم يضربه ولم ينهره ، بل :
1. سأله عن السبب «
يا غلام لم ترمى النخل »
2. نهاه عن الخطأ وبيّن له الصواب «
فلا ترم النخل وكل مما يسقط فى أسفلها »
3. دعا له «
اللهم أشبع بطنه » [ أبو داود ]