بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
****
فإن حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد عمَّا يغضب ربه سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة.
ومما يدل على هذا المعنى ما صحَّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله. قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته. رواه أحمد والترمذي والحاكم.
ولحسن الخاتمة علامات كثيرة، وقد تتبعها العلماء باستقراء النصوص:
- فمنها: النطق بالشهادة عند الموت.
- ومنها: الموت بعرق الجبين.
- ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها.
- ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال.
إلى آخر ما ذكره العلماء من هذه العلامات، وقد نبه إليها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه أحكام الجنائز.
وليس - فيما نعلم - نص صحيح صريح بأن التبسم عند الموت من علامات حسن الخاتمة، ولكن هذا يفهم من عدة نصوص، فإن المحتضر - إن كان من أهل السعادة - فإنه يرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه معهم أكفان من الجنة وحنوط من الجنة، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. رواه أحمد عن البراء رضي الله عنه.
فقد يبتسم المحتضر لذلك، ومما يدل على هذا أيضاً ما رواه أحمد عن طلحة بن عبيد الله عندما زاره عمر وهو ثقيل وفيه: إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأل عنه إلا القدرة عليه حتى مات، سمعته يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ونفس الله عنه كربته، قال: فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت: لا إله إلا الله ؟ قال طلحة: صدقت هي والله.
ومحل الشاهد من الحديث قوله: أشرق لها لونه. ولكن هذا مع النطق بالشهادة.
واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه بأنه غير صالح، فهذا كله من الغيب، ونسأل الله لنا ولك حسن الخاتمة.