النحل له أنواع كثيرة ومتعددة قد تصل لما يقارب 20 ألف نوع، لكن من أشهر أنواعه نحل العسل وهو محور حديثنا واهتمامنا، ونحل العسل يعيش في طوائف يتراوح تعدادها ما بين 20 ألف إلى 80 ألف نحلة.
نحل العسل من أرقى وأدق المخلوقات تنظيماً على سطح الأرض، ولا دليل على ذلك بعد القرآن الكريم؛ ففيه سورة كاملة باسم النحل وعندما قال الله سبحانه وتعالى في الآية (68) من سورة النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) دلَّ ذلك دلالة قاطعة ما لهذا الكائن الصغير من قدرة عقلية لا مثيل لها بين المخلوقات، وعلى رأس مملكة النحل نجد ملكة حريصة على مصالح شعبها تحكمه حكماً أدبياً وودياً لا قهر فيه ولا تسلط ولا جبروت وشعبها يتحلى بصفات لا مثيل لها, فهو شعب نشيط لا يعرف الكسل لا يعرف التمرد أو العصيان شجاع ليس فيه متخاذل أو جبان عظيم التضحية قل نظرائه بين الكائنات أمين لا يعرف الخيانة نظيف دائم العمل أنها مملكة نحل العسل.
أعمال مملكة نحل العسل وحياته من نشاط وتعاون وتفاني في العمل وخدمة الملكة والخلية من تنظيف، بناء، دفاع، جمع الرحيق، رعاية صغار النحل والبيض حتى يفقس، بجانب قدراته في تمييز أنواع الزهور ومواعيد العمل الخاصة بجمع الرحيق والتعقيم والتطريد ومواعيد النحّال القائم على خدمته، و بالطبع فأن وجود هذا الهيكل التنظيمي الاجتماعي لدى النحل، وعلى قمته الملكة التي يدين لها الكل بالولاء والطاعة وقمة الديمقراطية في ذلك النظام والذي يتأصل عند إحساس الملكة بعدم القدرة على إنجاز المطلوب منها لكبر سنها، فعلى الفور تقوم بالتنحي عن منصبها لتترك المجال لملكة أخرى صغيرة السن، يليها من حيث الأهمية الذكور ووظيفة الذكور الأساسية هي تلقيح الملكة بعد الخروج من الخلية في رحلة التلقيح ويتسابق الذكور في تلقيح الملكة وواحد فقط هو الذي يستطيع التلقيح وبعدها يموت، أما المرتبة الأخيرة فهي الشغالات وهي أكثر عطاء وعمل عن الملكة والذكور، حيث تقوم بالعمل داخل وخارج الخلية، لذا فنحن نستطيع تشبيه كل خلية بدولة مستقلة بذاتها، لها حكامها ومستشاريها وعمالها وجيشها ومنتجيها، بجانب اختلاف أجناس وأنواع النحل من حيث الشكل والطباع والإنتاج، مثلنا نحن البشر تماماً.