الجنس : عدد المساهمات : 29670 تاريخ التسجيل : 23/05/2014 الموقع : ام درمان - السودان العمل/الترفيه : على باب الله المزاج : رايق
موضوع: جبل "القارة" أعجوبة الدنيا الخميس 6 نوفمبر 2014 - 21:45
قد لا نبالغ لو قلنا: "تحتاج إلى ملابس شتوية إذا ما أردت الدخول لمغارات جبل القارة صيفاً"، بل تحتاج إلى البطانيات في الشتاء للوقاية من البرودة القارصة هناك في الجبل الذي يفتخر به الأحسائيون. فعلى بعد 15 كلم شرق مدينة الهفوف عاصمة محافظة الأحساء، يقع "القارة" وسط الواحات الخضراء الممتلئة بأشجار النخيل الباسقة، يقف شامخاً، كشموخ أهل الأحساء، بتكويناته الصخرية التي يعود عمرها الجيولوجي إلى الحقبة الثالثة، بطبيعته الجيري والرملي، ويرتفع عن سطح البحر 210 أمتار، وطوله 1000 متر من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب 800 متر. جبل القارة، أو كما يُعرف بجبل "الشبعان" لأنه يرتوي بالماء، يُعد من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، ويقع بين أربع قرى هي: القارة والتويثير والدالوة والتهيمية. ويحتل الجبل مساحة كبيرة، فمساحة قاعدته نحو 14 كم2، أي 1400 هكتار، ويتكون من صخور رسوبية بلون ضارب إلى الحمرة، ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، فهي ليست مجرد تكوين صخري فريد، بل تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل، فهذه الكهوف باردة صيفاً ودافئة شتاءً نسبة إلى الشعور بذلك للزوار، ولكنها بالحقيقة تتمتع بطقس معتدل شتاءً وصيفاً نسبة إلى العزل الحراري الذي يضيفه لهذه المغارات الصخور الرسوبية التي تجعل منها إحساس الزوار بالبرودة صيفاً والدفء شتاءً، وهي بالعموم لا تتعدى درجة حرارة 20°.
"سبق" كانت في زيارة للجبل "المحروم" من يد الاستثمار عقود طويلة، فعلى الرغم من أن أقدام الزوار والسياح لا تتوقف عن شد الرحال إلى "أعجوبة الدنيا"، إلا أن الوصول للمكان يحتاج إلى التوقف كل مرَّة للاسترشاد من الناس عن موقع الجبال! وحتى لو قُدِّر لك ووصلت إلى هناك فإنه يتعين عليك بذل جهد بدني مضاعف للصعود عبر الطريق الترابي، ومقاومة حبات الرمال وموجات الأغبرة التي تُرحب بالقادمين إلى "المزار". كل الجهات المعنية بالمحافظة عليه والاستثمار كانت غائبة عقوداً طويلة، لولا التحركات الخجولة من أمانة الأحساء في وضع لبنات التطوير الأولى، وكذلك وضع لوحات التحذير من المغارات الخطرة التي قد يؤدي الدخول إليها إلى انهيارات رملية.