اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 31878 تاريخ التسجيل : 19/12/2013 الموقع : بيت المعز المزاج : مع الله والحمد لله
موضوع: الكل يتغنى بحنان الأم فماذا عن قلب الأب الإثنين 3 نوفمبر 2014 - 15:30
أتساءل أحياناً ،لماذا تتغنى الكتابات بالأمِ وحنانها ، و تدمع الأقلام المبدعة سيولاً من حبرالكلام الشاعر بالأم و قلبها الرؤوف ، بينما نراها تتكاسل و تخِرُ قِواهافيما يناظرها من عطفِ الأب وحنانه ؟ !! فلنقف قليلا مع هذهالايات: ((وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَالْكَافِرِينَ)) (42) سورة هود هنا لاحظتُ قلب نوحٍ الأب الذي غلب عقلهكنبي ، فلو حاولنا أن نتخيل تقاسيم وجه أبانا نوحٌ في لحظة وقوع ما تسرده الآياتالآتية : تخيلوا كيف كانت عينا نوحٍ عليه السلام و تقاسيم وجهه وهو يستجديولده الهالك بعقوقه ... يستجديه كي لا يرى فلذة كبده تموت أمام ناظريه رغم علمهبكُفره ويقينه بعقوقه ، ورغم أن زوجته كانت من ضمن الهالكين إلا أنه لم يذكرها، ولكن تفكير الأب هنا يقول : لا يهُم ... المهم أن تنجو كبدي . تخيلوا بالله عليكم صرخة الأب الكسير في قوله تعالى : ((وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّوَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )) ، تخيلوا في الصرخة ( إن ابني من أهلي ) حين تُنسي الأبوة الرجل نبوءته السماوية حين يتوسل ربه حياةكافر ، وينسبه إلى نفسه مستشفعاً له دون تفكير ! ونرى اليوم الكثير منمتحجري القلوب من الأبناء ، يقطعون قلوب أباءكم عقوقاً وعصياناً . فلاتُرهِقوا آباءكم بعصيانكم ، فو الله إن دمعةً واحدة تجري على لحية شيب متحسرة كفيلة بإغراقكم كما أُغرق ابن نوح..