اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: في الغار السبت 9 أغسطس 2014 - 14:24
يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة وسارت الأمور علي ما قدرا. وكان أبو بكر قد أمر ابنه عبد الله بأن يتسمع لهما ما يقوله الناس فيهما, ثم يأتيهما إذا أمسي بما يكون في ذلك اليوم من آخر أخبار وأمر عامر بن فهيرة مولاه ان يرعي غنمه نهارا ثم يريحها إذا أمسي عليها الليل في الغار, فكان عبد الله بن أبي بكر في قريش يتسمع ما يأتمرون وما يقولون في شأن رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبي بكر, ثم يأتيهما إذا أمسي الليل فيقص عليهما ما علم, وكان عامر من رعيان أهل مكة, فإذا أمسي أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلب وذبح, فإذا غدا عبدالله من عندهم إلي مكة اتبع عامر بن فهيرة اثره بالغنم يعفي عليه(يضيع أثره). وتلك هي الحيطة البالغة كما تفرضها الضرورات المعتادة علي أي انسان وانطلق مشركو مكة في آثار المهاجرين يرصدون الطريق ويفتشون كل مهرب, وراحوا ينقبون جبال مكة وكهوفها حتي وصلوا في دأبهم قريبا من غار ثور, وأنصت الرسول صلي الله عليه وسلم وصاحبه إلي أقدام المطاردين تخفق إلي جوارهما فأخذ الروع أبا بكر وهمس يحدث رسول الله صلي الله عليه وسلم: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما, ويظهر ان المطاردين داخلهم القنوط من اجل العثور عليهما في هذا الفج فتراكضوا عائدين. روي أحمد ان المشركين اقتفوا الأثر حتي إذا بلغوا ثور اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا علي بابه نسيج العنكبوت فقالوا لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسيج العنكبوت علي بابه ومكث الرسول وصاحبه ثلاث ليال في هذا الغار.