المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فكرة الهزيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياتى لله

حياتى لله


اعلام خاصة : فكرة الهزيمة Flags-s77CoM_3
الجنس : ذكر الأبراج الصينية الأبراج الصينية : النمر
عدد المساهمات : 143
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
الموقع الموقع : الاســــــراء بجوار قبة الصخرة
تاريخ الميلاد : 26/08/1974
الابراج الاسد الابراج الاسد : العذراء

فكرة الهزيمة Empty
مُساهمةموضوع: فكرة الهزيمة   فكرة الهزيمة I_icon_minitimeالجمعة 12 فبراير 2010 - 6:24

فكر الهزيمة
خطره وسبل مواجهته

إن الحـمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :
يعد فكر الهزيمة من أخطر التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية ، بل إنه عماد الغزو الفكري الذي عمد أعداء الإسلام إلى نشره بين المسلمين ليكون ثقافة المجتمع ، وبالتالي تسهيل السيطرة عليه ، وجعله يتبع الفكر الغربي ، كما يعد فكر الهزيمة من أقوى الأسلحة في يد أعداء الأمة ، وتنبع أهمية هذا السلاح في يد الأعداء من أنه لا يتطلب سوى التعرف على مصادر الضعف في الضحية ثم اختراقها والسيطرة عليها ، وأن أخطر ما في هذا الفكر أن أخذ به الكثير من السياسيين والمثقفين والانتهازيين فحملوا لواءه وجاهروا به دون حياء أو خجل .
لقد عرف المجتمع الإسلامي كثيراً من المنهزمين يلهثون وراء الدخيل من الفكر المستورد من أجل مجد زائف وسراب خادع ، حتى جعل نفسه حجراً على رقعة الشطرنج يحركه أعداء الأمة من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم .
ولذا كان لا بد من تسليط الضوء على هذا الخطر مع بيان أسبابه وسبل مواجهته .

أسباب فكر الهزيمة

أولاً : ضعف الإيمان واتباع الأهواء :
يعد الإيمان بالله تعالى أساس بناء الأمة وقوتها لكون الإيمان يرتبط بالعمل ارتباطاً وثيقاً ، وضعف الإيمان يؤدي إلى ضعف العمل ومن ثم اتباع الأهواء وترك طاعة الله تعالى ورسـوله  ، وقد حذر القرآن الكريم بوضوح من اتباع الأهواء وطاعتهـا من دون الله عز وجل فقـال :  وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِيـنَ يَضِلّـُونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُـوا يَـوْمَ الْحِسَـابِ  (سـورة صّ: 26) ، وقـال أيضـاً :  أَفَرَأَيـْتَ مَنِ اتَّخَـذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ  (سورة الجاثـية: 23) .
ومن المعلوم أن الأهواء تختلف من عصر إلى عصر ومن أمة إلى أمة ، ومن بيئة إلى بيئة ، وقد جاء الإسلام للقضاء على هذه الأهواء ..... وتصحيح التصورات والاعتقادات على أساس متين عن عقيدة سليمة نابعة من الكتاب والسنة .
ثانياً : عدم التوكل على الله تعالى :
إن من أسباب الهزيمة عدم التوكل على الله تعالى ، ولذلك كان تكرار الدعوة من الله تعالى بأن نتوكـل عليه حيث قال :  إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ  (سورة يوسف: 67) .
كما أن النبي  حثنا على التوكل على الله تعالى فقال : (لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً) ( ) .
ثالثاً : التعلق بالدنيا والمبالغة في حب البقاء فيها :

إن التعلق بالدنيا ومحاولة التلذذ بكل ملذاتها , وفي المقابـل نسـيان الآخرة , وما أعد الله فيها من النعيم للمتقين , والجحيم للكفرة والمجرمين , فهذا التعلق وهذا النسيان يؤدي بالمرء إلى الحرص على هـذه الدنيـا لدرجـة الشعور بالبقاء الأبدي بلا موت حتى يصل به الحال أن يهون حال الأمة في نظره بالنسبة لحال دنياه.
بل إن تداعي الأمم على المسلمين واحتلال أرضهم وخيراتهم وأموالهم حتى وصل الأمر بالبعض ألا يستطيع أن يتكلم إلا بالعودة لأعداء الأمة الإسلامية من يهود أو نصارى ، وهذا كله ناتج عن حب الدنيا وكراهية الموت كما قال النبي  : (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قلنا أو من قلة بنا يومئذ يا رسول الله ؟ قال : بل أنتم كثير ولكن تكونوا غثاءً كغثاء السيل وينزعن الله المهابة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قلنا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت) ( ) .
رابعاً : ترك الجهاد والاستسلام للعدو :


إن ترك الجهاد أدى إلى بروز أصوات لفكر الهزيمة تنادت بعدم المقاومة والجهاد ، بل وتسخر منها وتدعو إلى الاستسلام للعدو لأننا في مواجهة دولة لديها الامتيازات الكبيرة ، وهي قادرة على التدمير ، بمعنى أن الاستسلام سيكون بديلاً عن المقاومة ، وينسى أصحاب هذا الفكر المهزوم أن الصراع هو صراع إرادات وليس صراع قوة فقط ، وإن كانت القوة مطلوبة بحسب الاستطاعة ، ويدل على ذلك هزيمة أمريكا في العراق وسعيها للفرار من ضربات المجاهدين الذين لا يملكون شيئاً من القوة بالنسبة لأمريكا ، ولكن الإيمان والإرادة القوية التي جعلت أمريكا تعترف بالهزيمة ويستقيل وزير دفاعها المجرم رامسفيلد .
ودليل آخر هو هزيمة دولة المسخ إسرائيل في جنوب لبنان على يد جموع من المقاومين رغم ما تملك من قوة ، ودليل ثالث هو هزيمتها في غزة هاشم وفرارها بسبب ضربات المجاهدين والمقاومين .
خامساً : الذنوب والمعاصي :

تعد الذنوب والمعاصي طريق الشيطان ، يستدرج من خلاله من يطيعه ، وربما بدأ بصغائر الذنوب ثم الكبائر التي يؤدي انتشارها في الأمة إلى فكر الهزيمة ، بل الهزيمة بعينها.
سادساً : تفرق الأمة واختلاف القلوب :

إن وحدة الأمة أحد الركائز التي تقوم عليها الجماعة المسلمة فإذا انهارت واحدة لم تكن هناك جماعة مسلمة ولم يكن هناك دور لها ، علم ذلك أعداء الأمة فزرعوا بذور الخلاف والتفرقة معتمدين قاعدة "فرق تسد" معتمدين أيضاً على القاعدة الأساسية والركيزة المهمة وهي تقوى الله تعالى التي ابتعد عنها كثير من المسلمين ، فكان الوصول إلى تفرق الأمة واختلاف قلوبها من السهولة حتى جعلوا الأمة دويلات متنازعة ، بل في داخل البلد الواحـد الفرقـة والاختـلاف يزرعهـا الحاكم من أجل السيطرة على الشعب ، والفرقة بين الدويلات ليسيطر الغرب الصليبي وعلى رأسها أمريكـا على الأمـة الإسـلامية ، وقـد حذرنا الله تعالى من التنازع والفرقة فقال :  وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  (سـورة الأنفـال: 46) ، وقـال :  وَاعْتَصِمُـوا بِحَبْـلِ اللَّهِ جَمِيعـاً وَلا تَفَرَّقُوا  (سورة آل عمران: 103) .

أنواع فكر الهزيمة
لفكر الهزيمة أنواع متعددة ركز عليها أعداء الأمة من يهود ونصارى ومأجورين لتحقيق أهدافهم الخبيثة , وهذه الأنواع استخدموها بحسب الحاجة والأهمية مع القدرة على التنفيذ , وهذه الأنواع متمثلة في النواحي العسكرية والسـياسية والثقافية والاقتصادية والنفسية .
أولاً : الهزيمة العسكرية :
لقد استطاع الأعداء لهذه الأمة أن يقنعوا ضعاف البصر والبصيرة من هذه الأمة أنهم القوة التي لا تقهر , وأنهم أصحاب النظام العالمي الجديد وأصحاب القنبلة النووية , وأن بيدهم تدمير العالم , بل وصل بهم الحال الادعاء بأنهم يعلمون دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء وصدقهم التعساء بسبب بعدهم عن دينهم وعقيدتهم فاستسلموا بعد معارك وهمية خاضوها باسم القومية تارة والعروبة تارة , معتمدين مرة على الشرق ومرة على الغرب مع التخلي عن الإسلام - مصدر قوتنا وعزتنا و مددنا الروحي والنفسي - لمسنا آثارها ونتائجها حين دخلنا المعركة دون التسلح بالإيمان لمواجهة الصهاينة اليهود الذين يحاربونا باسم الدين في حين تخلينا عن الإسلام الذي يعد الأمة للجهاد ويطهرها من الميوعة والتحلل وأسباب الخذلان ، فكانت النتيجة الهزيمة العسكرية والتي تبعها فكر الهزيمة العسكرية.
ثانياً : الهزيمة السياسية :
إن الهزيمة العسكرية لها تأثير واضح على الهزيمة السياسية , ولكن إذا كان فكر الهزيمة العسكرية منتشر في الأمة فسيتبع فكر الهزيمة السياسية وهذا ما حصل بالفعل حيث أدت الهزيمة العسكرية حكام العرب والمسلمين إلى قبول كل ما يقال لهم من قبل عدوهم حتى تنازلوا عن حقهم وثوابتهم التي كثيراً ما نادوا بها , بل وأخذوا يدافعون عن عدوهم بل أصبحوا الأصدقاء الأعزاء يتم استقبالهم واحتضانهم رغم الدماء التي تسيل من أجسادنا .
ثالثاً : الهزيمة الثقافية :
لقد تجلت الهزيمة الثقافية تحت مسمى التطبيع الثقافي حيث برزت تجلياته في العلاقة بين الطالب والمطلوب , خاصة في مفردات الحياة اليومية كالمأكل والمشرب والملبس وطريقة الكلام والتفكير , وهي علاقة غير قائمة على الحوار والثقافة بل على التبعية والتقليد والإذعان أمام الطالب , والتي تبدأ بالهزيمة العسكرية لتنتهي بالهزيمة الثقافية , لأن المطلوب عادة ما يعتقد الكمال في الطالب فيسعى بالاقتداء به حيث يقول ابن خلدون موضحاً هذه القضية : " إن المطلوب مولعاً أبداً بالاقتداء بالطالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده . ولذلك ترى المطلوب يشتبه أبداً بالطالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها وأشكالها بل وفي سائر أحواله . وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم " ( ) .
لقد عمد أعداؤنا على مدى عقود على تكريس الشعور بالهزيمة لدينا ، وقد ساعدهم في ذلك رهط من أبنـاء جلدتنا من المهزومين فكرياً باسم النخب الفكرية والسياسية ، الذين ما فتئوا ينشرون اليأس والعجز والإحباط بين ظهرانينا بدعوى الواقعية والعقلانية ، وضرورة أن نعرف قدر أنفسنا على اعتبار أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان . ليكونوا في واقع الحال قد عملوا بالوكالة عن المنتصر لتجميل الهزيمة ، ودغدغة مشاعر المهزومين ليؤدي ذلك إلى التنازل عن الثوابت ، بل يصبح فكر الهزيمة جزءاً أصيلاً من الثقافة الوطنية ليصبح بعد ذلك الخيانة وطنية ، والتنازل عن الثوابت وطنية ، بل يتعدى ذلك إلى إطلاق الأمثال الشعبية التي تقوي ثقافة الهزيمة مثل : " الكف لا يناطح مخرز " و " حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس " وغيرها من الأمثال التي تثبط الهمة بدلاً من أمثال التشجيع والمقاومة والجهاد .
رابعاً : الهزيمة الاقتصادية :
لقد أصبحت البلاد الإسلامية أسواقاً تجارية للمنتوجات الغربية دون التخطيط والعمل الجاد من أجل بناء المصانع الوطنية الكبرى حتى أصبحت كثير من البلدان الإسلامية لا تستطيع العيش دون الاستيراد من أمريكا وأوروبا المواد الأساسية ، بل أصبحت هذه البلدات غارقة في الديون الربوية بصورة أذلت الحكومات وأثقلت كاهل الوطن والمواطن .
خامساً : الهزيمة النفسية :
إن الهزيمة النفسية تفوق بكثير في آثارها ونتائجها الهزيمة العسكرية ، لأن الهزيمة العسكرية قد تتحول إلى نصر يوم أن تنطلق الإرادة لتواجه التحدي ، لكن الهزيمة النفسية تظل تقيد إرادة الإنسان ، وتعطل قدرته على المقاومة ، وتدفعه للشعور بالإحباط لتقضي على أي أمل للإصلاح ، وبدلاً من أن يبحث عن أي سبيل للخروج من الأزمة يكتفي المحيط بالتعويل والصراخ ، وأن لا مجال للخروج من الأزمة إلا بالاستسلام والرضا بالواقع .
عوامل التصدي لفكر الهزيمة
إن التصدي لفكر الهزيمة يحتاج إلى عوامل قوية تستطيع أن توقف هذا الفكر الخطير الذي سيطر على الأمة فجعلها جسداً مشلولاً لا تحس بواقعها ، ولا تنظر إلى عز ماضيها ، ولا تفكر في مستقبلها الذي يخطط له عدوها لتبقى تعيس في ذيل الأمم تحت مسمى العالم الثالث بسبب فكر الهزيمة الذي تشربته أجيال تلو الأجيال ، ولكن رغم الشدة والمحنة فإن بشائر النصر قادمة بإذن الله تعالى ، وإن النصر والتمكين لهذا الدين والمستقبل للإسلام .
أولاً : الإيمان وقوة العقيدة :
إن العقيدة الراسخة القائمة على الإيمان بالله تعالى الذي لا يتزعزع هي الركيزة القوية والعامل المنيع لتحصين المجاهـد ضـد فكـر الهزيمة ، فالمؤمن لا يخاف الوعيد ولا يرهبه التهديـد من الأعـداء ، بل لا يزيـده ذلـك إلا إيمانـاً وثباتـاً ، واستعداداً للبـذل والعطـاء لأنه يقتدي بمن سبقه ممن قال الله تعالى في شأنهم :  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  (سورة آل عمران:173) .
ثانياً : الثبات والثقة بالنصر :
فثبات الدعاة وثبات المصلحين على دعوتهم ومنهجهم يعد انتصاراً مهما كان الأمر ، فبعض الأنبياء عليهم السلام آمن معه قليل كنوح عليه السلام مع أن الله وعد رسله بالنصر في الحياة الدنيا وفي الآخرة وكذلك الذين آمنوا وليس النصر فقط في الآخرة بل وفي الدنيا ، إذن فمفهوم النصر والهزيمة في أذهان كثير من الناس خطأ حيث يتعامل مع الواقع المادي ، والصواب أن ثبات النبي والرسول والداعية والمصلح والمجدد على مبدئـه ومنهجـه هو
الانتصار بذاته بل أعظم الانتصارات .
ثالثاً : الوحدة وعدم التنازع والخلاف :
إن الوحدة وعدم التنازع والاختلاف يؤدي إلى قوة الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات ، وأما التنازع والاختلاف فقد شهد الواقع أنه يورث الفشل ، ومن قبل الواقع شهد رب السموات والأرض وقرر ناهياً الأمة عن التنازع بقوله :  وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  (سورة الأنفال: 46) ، يقول قتاوة : "لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم" ( ) .
رابعاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
إن التصدي للباطل ونصرة الحق يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه علامة من علامات الانتصار ، انتصار على الدنيوية ورغباتها في ظل إشاعة أمر الله تعالى والالتزام والانصياع لطاعته ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الإصلاح الذاتي للمجتمع حيث قال الرسول  : "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ( ) .
إن الأمة عندما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لا يمكن أن يصل إليها فكر الهزيمة مطلقاً بل هو النصر والتمكين ، يحكى أن هرقل إمبراطور الدولة البيزنطية حين انهزم الروم وهو على أنطاكية قال لهم : "ويلكم ، أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم ؟ قالوا بلى . قال : فانتم أكثر أم هم ؟ قالوا بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن ، قال : فما بالكم تنهزمون ؟ فقال شيخ من عظمائهم : من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون العهد ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ويتناصفون بينهم ، ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام ، وننقض العهد ، ونغضب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله ، ونفسد في الأرض . فقال : أنت صدقتني" ( ) ، هذه كلمات واضحة من الأعداء بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أثره الواضح في النصر في المعركة . خامساً : الإعداد والجهاد في سبيل الله تعالى :
يعد الإعداد والجهاد في سبيل الله تعالى من أقوى العوامل التي تتصدى لفكر الهزيمة لأن ضعف الأمة في حد ذاته هزيمة ، ولذلك وجب على الأمة التي تكون دائماً على مستوى المسئولية المناطة بها ، ولذلك كان الأمر الإلهي للأمة بالإعداد  وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  (سورة الأنفال: 60) .

سادساً : الإكثار من ذكر الله تعالى :
إن الإكثار من ذكر الله تعالى هو أساس من أسس علاج فكر الهزيمة وطريق للفوز والنجاح والفلاح حيث قال الله تعالى :  وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  (سورة الأنفال: 45) .
سابعاً : الثقة بالنفس والوقاية من الحرب النفسية :
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة ، وأما التردد والشعور بالسلبية وعدم الاطمئنان للإمكانات فهو بداية الفشل لأن الهزيمة النفسية سهم مسموم إن أصابت الإنسان أردته قتيلاً ، كما أن الناس لا يثقون بالمهزوم نفسياً وإن كان عنده مبادئ وقيم .

ثامناً : الحرب النفسية المضادة :
ثامناً : الحرب النفسية المضادة :
لا بد للمسلم الذي يريد أن ينتصر على عدوه ، وأن يرد كيده إلى نحره من استخدام الأسلوب الأمثل في صد الحرب النفسية والتي يسعى العدو ليحقق النصر من خلالها ، ونقل المعركة في ملعبه بتوجيه الحرب النفسية إلى جنده وشعبه من أجل إرباكه وإضعاف نفسيته ، وهذا يحتاج إلى وسائل إعلام فاعلة ومؤثرة إلى جانب إعداد القوة والقدرة على إيلام الأعداء .

مع تحياتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فكرة الهزيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: منتدى الادب والثقافة :: قسم الثقافة العامة-
انتقل الى: