عبد الله السودانى
الجنس : عدد المساهمات : 29670 تاريخ التسجيل : 23/05/2014 الموقع : ام درمان - السودان العمل/الترفيه : على باب الله المزاج : رايق
| موضوع: صوت المرأة السبت 7 يونيو 2014 - 22:24 | |
| جرت سنة الله في خلقه بتدافع الحق والباطل , وتنافس الخير والشر , وللحق جنود وللباطل جنود , ولا يزال الشيطان حاملا لواء أجناده يحثهم ويمنيهم , ويعدهم ويقويهم , ويوحي إليهم الشبهات التي يجادلون بها المؤمنين , وكأني ببني علمان من المنافقين الذين يرفضون شرع الله ويحاربون دينه قد أتوا بحدهم وحديدهم وامتطوا للباطل كل جواد , وكلما رأوا قرب التميكن لعباد الله الموحدين ضاقت بذلك صدورهم , وعضوا عليهم الأنامل من الغيظ , وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله , وكلما أتوا بحيلة رد الله كيدها , أو أتوا بشبهة كشف الله عوارها . ونحن بحمد الله بالمرصاد لكل مكر وخداع يأتون به , ونعدهم أننا لن نقر قرارهم ولن نتركهم يفسدون العباد والبلاد , بل سنكون الغصة التي تختنق بها حلوقهم حتى يرجعوا إلى دين الله ويتركوا التلبيس والتشبيه. وكانت آخر شبهاتهم التي أطلقوها ليصدوا الناس عن ترشيح الإسلاميين ؛ أن زعموا أن صوت المرأة عورة وخرجت تلك المرأة التي أطلقتها على غرار أخواتها من داعيات الفتن لتقول : لن أعطي صوتي لمن يقول إنه عورة. وأنا أحذر من أطلق هذه الحملة من مغبة نشر الشر والدعوة إليه –إن كان لهم دين يردعهم أو عقل يمنعهم-, فمن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل من عمل بهذه الضلالة إلى يوم القيامة. وسوف أبين عوار هذه الشبهة بحول الله وقوته من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم من المذاهب الأربعة متبعا ذلك بفتاوى خاصة لكبار علماء السلفيين المعاصرين حتى يظهر كذب المفتري وتُدحض حجته أمام العامة. أولا : الدليل من القرآن على أن صوت المرأة ليس بعورة : قال الله تعالى : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (32) ففي هذه الآية يبين الله تعالى أن نساء النبي – – قد أمرن بعدم الخضوع بالقول وهو التغنج وتزيين الصوت , وأباح في آخر الآية القول المعروف. قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية : ومعنى هذا: أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي: لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها. أهـ. فدلت الآية على جواز مخاطبة الرجال الأجانب دون تزيين للصوت , فالمنهي عنه هو الخضوع لا مجرد سماع صوتها. ثانيا : الدليل من السنة على أن صوت المرأة ليس بعورة : لو ذهبنا نستقرئ كتب السنة لندلل على فساد قول من قال إن صوت المرأة عورة لعجزنا عن الاستقصاء وهاك أمثلة على مخاطبة النساء للنبي في عدة مناسبات أنقلها من الصحيحين أو أحدهما : 1-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا قَالَ إِنْ شِئْتِ فَعَمِلَتْ الْمِنْبَرَ 2-عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعبَّاسٍ يَا عَبَّاسُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ رَاجَعْتِهِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي قَالَ إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. 3- عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خَنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -- « مَا هَذَا الْخَنْجَرُ ». قَالَتِ اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّى أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -- يَضْحَكُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -- « يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ». قال الإمام العلامة ابن باز : (وكان النساء في عهد النبي يكلمنه ويسألنه عليه الصلاة والسلام ولم ينكر ذلك عليهن , وهكذا كان النساء في عهد أصحاب النبى يكلمن الصحابة ويستفتينهم فلم ينكروا ذلك عليهن.)
|
|