المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رحلة إلى دار القرار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56600
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

رحلة إلى دار القرار Empty
مُساهمةموضوع: رحلة إلى دار القرار   رحلة إلى دار القرار I_icon_minitimeالجمعة 30 مايو 2014 - 11:07

رحلة إلى دار القرار 791183673





فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها
 وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي
 الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185]
وقال الشاعر :
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آله حدباء محمول
إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا في هذه الدنيا،
 قال تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّه} [البقرة:281] يوم طالما نسيناه، يوم هو آخر
 الأيام، يوم تغص فيه الحناجر، فلا يوم بعده ولا يوم مثله، إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على
 كل صغير وكبير، وكل جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود.
ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور، كل بحسب عمله،
 تلك اللحظة التي يلقي فيها الإنسان آخر النظرات على الأبناء والبنات والإخوان، يلقي فيها
 آخر النظرات على هذه الدنيا، وتبدو على وجهه معالم السكرات، وتخرج من صميم قلبه
الآهات والزفرات.
إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها
بالحسرة والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله تعالى، فهو يناديه: رباه، رباه
{رَبِّ ارْجِعُونِ {99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْت} [المؤمنون:99-100]
إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي، فيا ليت
 شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم ؟!!
إن الغربة الحقيقة إنما هي غربة اللحد والكفن، فهل تذكرت انطراحك على الفراش، وإذا بأيدي
 الأهل تقلبك، فاشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق، ثم أسلمت الروح إلى بارئها،
 والتفت الساق بالساق، ثم قدموك بعد ذلك ليصلوا عليك، ثم أنزلوك في القبر وحيداً فريداً،
 لا أم تقيم معك، ولا أب يرافقك، ولا أخ يؤنسك.
وهناك يحس المرء بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة، وفي لحظة واحدة ينتقل العبد من دار
الهوان إلى دار النعيم المقيم إن كان ممن تاب وآمن وعمل صالحاً، أو ينتقل إلى دار الجحيم
 والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى جل وعلا.
لقد طويت صفحات الغرور، وبدا للعبد هول البعث والنشور، مضت الملهيات والمغريات وبقيت
 التبعات .. فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما على الحسنات أو على
 السيئات، ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام غفل فيها كثيراً عن الله واليوم
 الآخر ، فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت وانقضت أيامها سريعاً، وها هو الآن يستقبل
معالم الجد أمام عينيه، ويسلم روحه لباريها، وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال
العظيمة. في لحظة واحدة أصبح كأنه لم يكُ شيئاً مذكوراً … فلا إله إلا الله من ساعة
 ينزل فيها الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة، فإما عيشة سعيدة، أو عيشة
نكيدة والعياذ بالله.
ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها، وتفاوت عُمّارها، فقبر يتقلب في النعيم والرضوان
المقيم، وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم، فهو ينادي ولكن لا مجيب، وهو يستعطف
 ولكن لا مستجيب.
ثم يأتي بعد ذلك اللقاء الموعود واليوم المشهود، اليوم الذي تتبدل فيه الأرض غير الأرض
 والسموات وبرزوا لله الواحد القهار، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون، وصاح
 الصائح بصيحته فخرج الموتى من تلك الأجداث وتلك القبور إلى ربهم حفاة عراة غرلاً، فلا أنساب،
ولا أحساب، ولا جاه ولا مال {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ {101}
 فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا
 أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103} تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}
 [المؤمنون:101-104]
إنه اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين، إنه اليوم الذي تتبدد عنده الأوهام والأحلام،
 إنه اليوم الذي تنشر فيه الدواوين وتنصب فيه الموزاين، إنه اليوم الذي يفر فيه المرء من
 أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، واليوم الذي يود المجرم لو يفتدي فيه من العذاب ببنيه
 وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلة إلى دار القرار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: