يتعرض البصر إلى ضغوط قوية في الفترة المعاصرة نتيجة لإمضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والتلفزيون، والقراءة في أوضاع لا تعتبر جيدة بالنسبة للبصر أحيانا. لذلك تنتشر العديد من الأوهام لدى بعض الناس حول البصر، منها أن القراءة في الظلام تلحق الأذى بالعيون، وان الجزر يحسن البصر، فيما يتلفه الجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر. لقد سحرت العيون الناس منذ العصور القديمة بالنظر لأهميتها ولكونها تعتبر نافذة العقل الباطني، ولذلك نسج حولها الكثير من الأوهام وأنصاف الحقائق هذه بعضها: القراءة في الظلام تخرب البصر إذا كان أهلكم أخافوكم في صغركم بالقول لكم ان القراءة تحت غطاء السرير أو اللحاف على ضوء مصباح ضعيف ومتحرك تلحق الأذى بالعين، فان ذلك يجب ألا يقلقكم، لأن العلماء توصلوا بعد اختبارات عديدة إلى نتيجة واضحة تقول ان القراءة في ظل ضوء خافت أو غير كاف لا تلحق الضرر بالعيون. وقد قام العالمان راشيل فيرمان واكون كارول في عام 2007 بجمع كل الدراسات التي أجريت في هذا المجال وقارنوا بين نتائجها، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها بان القراءة في ظل ضوء خفيف يستنفذ العيون ويتعبها، غير أن هذا التأثير السلبي يكون مؤقتا ولا يلحق أي نوع من الضرر الدائم بها. وقد تصاب العيون في ظل الضوء الخافت أيضا بالجفاف، لان الإنسان يلقى صعوبات اكبر حين يكون الضوء قليلا، لهذا يحرك جفنيه بشكل اقل. الجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر يتلف البصر أكدت دراسة بريطانية نشرت في صحيفة الغارديان ان البريطانيين يمضون 130 ألف ساعة بالمعدل الوسطي أمام شاشات التلفزيون أو أمام شاشات الكمبيوتر، ويمضي الإنسان البالغ أمام الكومبيوتر 35 ساعة أسبوعيا بالمعدل الوسطي. ويشتكي %60 من مستخدمي الكمبيوتر من آلام حادة في الرأس، فيما يشعر %53 بالتعب في عيونهم. ومن المؤكد أن الكثيرين سمعوا أن الجلوس لفترة طويلة أمام الكمبيوتر يتلف النظر، الأمر الذي لا يعتبر صحيحا سوى بشكل نسبي. عندما ينظر الانسان نحو شاشة الكمبيوتر يرف جفناه 3 مرات اقل من الإنسان العادي الذي لا ينظر اليها، والذي عادة يحرك جفنيه 16الى 20 مرة خلال الدقيقة أما خلال النظر إلى نحو الشاشة فيرف جفناه 6 الى7 مرات فقط، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالجفاف في العينين والى تهيجهما، وظهور إشكالات في تركيز الرؤية. كما تظهر أيضا آلام في الرأس وفي عضلات الرقبة، والاحساس بالتعب والدوار، الأمر الذي يطلق عليه الأطباء مصطلح «أعراض الرؤية الكمبيوترية». غير انه لا يتوجب عليكم الخوف بالمقابل بان يؤدي النظر المتكرر إلى الكمبيوتر إلى الإصابة بقصر في النظر، وان يؤدي ذلك إلى زيادة الدرجة اللازمة في العدسة أو غيرها، فلم تسجل أي دراسة بان متابعة شاشة الكمبيوتر يمكن أن تؤثر بهذا الشكل. أدم