صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: قيمة الانسان فى الأخلاق والقيم والعلم الخميس 22 مايو 2014 - 2:55 | |
| أحيانا يتم التعبير عن الأخلاق بالآداب فيقال فلان مؤدب عنده أخلاق أو فلان عديم الأدب لا أخلاق عنده , وأحياناً يعبر عن الأخلاق بالقيم فيقال فلان عنده قيم , وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة كلمة القيم الروحية , فيتطلب الأمر التعريف بكل كلمة على حدتها , وقد تكلمنا على معنى الأخلاق وبقى أن نتعرف على معنى الآداب والقيم. والأدب هو استعمال ما يُحمد قولاً وفعلاً أو هو الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف مع المستحسنات وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وحقيقة الأدب : استعمال الخلق الجميل , ولهذا كان الأدب استخراجا لما فى الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل , وقال المناوى : الأدب رياضة النفوس ومحاسن الأخلاق ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان فى فضيلة من الفضائل , وقيل هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ . وورد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته , وتُقرأ مأدُبة بضم الدال وبفتحها , فإذا قُرأت بالفتح قصد بها الأدب فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة أمَّا بالنسبة للقيم فقد قال الزجاج القيم مصدر بمعنى الإستقامة , ومعنى قوله تعالى ( ديناً قيماً ) الانعام 161 أى ديناً مستقيماً لا عوج فيه , وقال الراغب : أى ثابتاً مقوماً لأمور معاشهم ومعادهم , أمَّا قوله عزَّ وجلَّ وذلك دين القيمة ) البينة5 فقد قال ابن كثير فى تفسيرها : دين الملة القائمة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة , وقيل المراد دين الكتب القيمة . والتقارب واضح بين مفهوم الأخلاق والقيم , ولعلنا لانكاد نلمح فارقاً بين الاثنين فالقيم والأخلاق كلاهما يتصل بكافة جوانب الحياة فهى لا تنفصل عن حياة الإنسان فى كافة جنباتها .فالفعل الخلقى هو فى صميمه فعل قيمى. معنى حسن الخلق لما كان البعض يتوهم أنه إذا أصلح فيما بينه وبين ربه فقد كفاه ذلك بين النبى صلى الله عليه وسلم أن التقوى لاتتم ولا تكتمل حتى تعطى كل ذى حقٍ حقَّه وتخالق الناس بخلقٍ حسن فقال صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن . رواه الترمذىوقال حسنُ صحيح وجماع حسن الخلقأن تعطى من حرمك ,وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك , وقالو فى معنى البر : البر شيءٌ هين , وجهٌ طليق وكلامٌ لين وقال الحسن فى بيان حسن الخلق: حسن الخلق بسط الوجه , وبذل الندى , وكف الأذى , وقال عبد الله بن المبارك حسن الخلق فى ثلاث :اجتناب المحارم , وطلب الحلال , والتوسعة على العيال. وقال آخر: حسن الخلق كف الأذى واحتمال المؤمن , وقال آخر : حسن الخلق ان لا يكون لك همٌ غير الله تعالى وقالوا فى علامة ذى الخلق الحسن:أن يكون كثير الحياء , قليل الأذى , كثير الصلاح , صدوق اللسان , قليل الكلام, كثير العمل, قليل الزلل, قليل الفضول, براً وصولاً وقوراً صبوراً رضياً حليماً, وفياً عفيفاً, لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولا حسوداً, بشاشاً هشاشاً, يحب فى الله ويبغض فى الله ويرضى فى الله ويسخط لله. وسنتكلم فيما بعد بإذن الله بالتفصيل عن بعض الأخلاق المحمودة والصفات الطيبة كالأمانة والرجولة والإنصاف والتأنى وتعظيم الحرمات والبصيرة والجود والثبات وتفريج الكربات والتواضع ... أخلاق مذمومة وسلوكيات مرذولةذكرنا معنى حسن الخلق, ومنه يُفهم معنى سوء الخلق, ومن أمثلة الأخلاق المذمومة: الغدر والغرور والغش والغفلة والغل والغيبة والفجور والفحش واللغو واللؤم والمكر والمن بالعطية والقسوة والقنوط والكذب ...... مما سنتعرض له بالتفصيل بإذن الله حتى نتجنبه ونتخلى عنه – إذ التخلية أهم من التحلية, أى التخلص عن الرذائل أوجب وأهم من التحلى بالفضائل, لقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما صح وثبت عنه : إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم , ولما كان الوقت الذى نعيشه, وقت غربة, وجهالة, وقد تابعت فيه الأمة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل مصداق ما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد رأينا من يتخلق بأخلاق الأوروبيين !! إظهارا للتطور والتحضر بزعمه, فأصبح لا حرج من أن تراقص المرأة رجلاً أجنبياً عنها, وقد يسمح لها زوجها بذلك !! ولا مانع من أن يجد الرجل صديقه مع امرأته فى المنزل وهنا وهناك ولا إعتراض حتى لا يكون رجعياً متزمتاً !! وتسير المرأة أمام الرجال فى المواكب وتتقدم فى النزول من السيارة فهذا هو البروتوكول كما يزعمون !! ومن الإيتيكيت أن يأكل الإنسان بشماله عند هؤلاء !! وما أكثر الذوقيات والإنسانيات عند الماديين ومن تشبه بهم, المنحلة, والمنحرفة, والمخالفة لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز لنا أن نقبل الكلمة المنسوبة للشيخ محمد عبده فى وصفه الأوروبيين " أخلاقهم كديننا وأخلاقنا كدينهم " فلا يجوز التعميم ولا الإنبهار بما هم عليه, ‘إذ لابد من إخضاع ما هم عليه من أخلاق ودين لما ورد فى كتاب الله وفى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ) والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان .
منهج الأخلاق الإسلامية الأخلاق فى الإسلام موصولة بالإيمان وتقوى الله قال تعالى ( فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين ) فلا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له, وقال صلى الله عليه وسلم " والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, فقيل له من هو يا رسول الله ؟ فقال : الذى لا يأمن جاره بوائقه " متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جاره " متفق عليه وقال " هى فى النار للتىقيل له أنها تصوم النهار , وتقوم الليل, وتؤذى جيرانها " رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح , فالإرتباط وثيق بين مفهوم الأخلاق ومفهوم الإيمان , وليس ثمة طريق يبلغ بالإنسان إلى كماله المنشود وصلاحه المرجو, وبالتالى سعادته المأمولة غير طريق الإيمان ولذلك نجد شيخ الإسلام ابن تيمية قد بنى مفهوم الأخلاق على الإيمان بالله وحده خالقاً ورازقاً بيده الملك , وعلى معرفة الله سبحانه وأنه المستحق للعبادةوعلى حبه جلَّ وعلا الحب الذي يستولى على مشاعر الإنسان ويدفعه إلى تحقيق رضا اللهوالإلتزام بهذه الغاية فى كل صغيرة وكبيرة من شئون الحياة , وحينئذ يسمو العبد عن الأنانية وعن الأهواء , وعن المآرب الدُّنيا بحيث يصبح السلوك والعمل خلقاً من الدرجة الأولى وبذلك نكون ماضين حقًا وصدقاً فى طريق تحقيق أو بلوغ الكمال الإنساني الذي ننشده ونتمناه.
|
|