صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: سماحة الاسلام وأهل الذمة الثلاثاء 6 مايو 2014 - 11:04 | |
| أن الفتح الإسلامى غارة عربية قامت بها قبائل كانت تشتغل قديما بالسلب والنهب ? وأن العامل الديني يعتبر ثانويا إلى جانب العامل الاقتصادى . وأن هؤلاء الغزاة هم بالنسبة إلى الرومان سادة جدد . ومن ثم فهو يصفهم بأنهم محتلون ومستعمرون وأن مسلكهم فى مصر قام على استنزاف خيرها واستذلال أهلها ـ يعنى بهم الأقباط ـ . وأن الشريعة الإسلامية تقوم على تأريث العداوة ضد أهل الذمة , وتضع سياسة دائمة لإهانتهم وعزلهم عن المجتمع العام . وأن تاريخ الخلفاء والولاة من بدء الإسلام إلى العصر الأخير شاهد يصرخ بما أوقعه المسلمون من مآس ومصائب بغيرهم . وأن على الذين لم يدينوا بالإسلام أن يفقهوا الطبيعة الجافة لهذا الدين وأن يتوقعوا الصراع الدامى حين يرتبطون بعلائق مع أهله . وتدليلا على هذه النقط التى ملأ بها كتابه نقل نصوصا من القرآن بعد أن حرفها عن موضعها . ونقل كذلك وقائع من التاريخ بعد ما أبعدها عن ملابساتها . وتجاهل من نصوص الإسلام ومراحل ?تاريخه الطويل ما يدحض مزاعمه الجريئة . واعتمد على مصادر صليبية وحوادث وهمية فى ملء أكثر من ثلاثمائة صفحة باستقراءات واستنتاجات تزود القارئ بفكرة واحدة . وهى أن الإسلام منذ ظهر وهو يعيث ـ فى مصر وفى غيرها ـ فسادا ويوسع الأقليات النازلة بأرضه نكالا واضطهادا ...! ولولا أن المؤلف يحتل وظيفة كبيرة فى هذه البلاد , ولولا أن المصطادين فى الماء العكر سيطيرون بكتابه إلى كل أفق , ولولا ثقتنا من أن الكتاب يخدم فكرة تهيىء لها وسائل شتى , ويسخر لها رجال كثيرون لتركنا هذه الخرافات تموت وحدها ويموت صاحبها معها .. بيد أننا مضطرون إلى تتبع أخطاء المؤلف وخطيئاته لفضحها واحدة بعد أخرى إحقاقا للحق وإبطالا للباطل , وقطعا لدابرالمرجفين والمفترين. بنى المؤلف فكرته كلها على أساس عجيب اقتنع به وافترض فى الناس جميعا أنهم يقتنعون به , هو أن القرآن يوصى بالتنكر لليهود والنصارى ومجافاتهم ,ورفض استخدامهم وموالاتهم والمضى فى نهبهم وسلبهم .. ويتساءل المؤلف فى ص ‘ 313 إذا لم يكن العرب فى حاجة إلى مساعدة الأقباط ,هل كانوا يتبعون معهم سياسة التسامح؟ ‘ ثم يجيب حضرته على هذا السؤال قائلا : ‘ من الواضح أن النصرانى لم يكن هو موضع اهتمام الحكام .. ‘ لماذا ؟ لأن الإسلام يأمر بنبذه والبطش به . ومع ذلك خرق الحكام الشريعة وخرقوا نصائح الفقهاء وأبقوه فى وظيفته لأنهم كانوا فى حاجة إليه .. ولم يتذكروا الشريعة والفقه إلا إذا أرادوا البطش بالأقباط . هذا المؤلف المسكين يرى أن الإسلام قد أصدر حكما مبرما باستئصال النصارى واليهود , وأن حكام الإسلام عصوا أوامر دينهم لحاجتهم إلى كفاية أعدائهم ! أرأيت إلى هذا السخف؟ . إنه المحور الذى دار عليه الكلام فى مئات الصفحات!! ومن أين عرف هذا الباحث الذكى أن الإسلام يقف هذا الموقف من النصارى واليهود؟ إنه عقد لذلك فصلا فى أول كتابه أورد فيه ما لديه من أدلة تحت عنوان ‘ الشريعة الإسلامية وأهل الذمة ‘ فذكر ثلاث آيات من القرآن الكريم هى : “لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين … ” “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء … ” “كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم … ” والآيات المذكورة لا صلة لها البتة بالموضوع الذى تعرض الكاتب له . بل إننا نكاد نجزم بأنه يعرف ذلك , وأنه يحرف الكلم عن مواضعه عمدا . فهى جميعا واردة فى المعتدين على الإسلام والمحاربين لأهله ,وتنفير أفراد الأمة من معاونة خصومها واجب يتجدد فى كل عصر . وقد حدث فى عصرنا هذا ـ بل فى هذه الأيام القريبة ـ أن أصدرت الحكومة قانونا يحرم التعاون مع القوات الأجنبية . فهل يفهم من ذلك أن مصر تكن البغضاء للعالم أجمع؟ وأنها تشترى خصومته من غير مبرر؟ .. لقد قال السيد المسيح : ‘ ما جئت لألقى سلاما بل سيفا .. فهل يفهم أحد من ذلك أن رسالة المسيحية إيقاد الحروب فى الأرض , وأنها لا تحيا بين الناس إلا لسفك الدماء؟ إن هذا فهم أخرق . ونحن المسلمين لا نتهم النصرانية به , ولا نفهم من كلمة المسيح هذا المعنى الواسع للخصومة المتحدية أبدا ... ولو كان المؤلف متحريا الحق فى فهمه لنصوص الإسلام , لقرأ عشرات النصوص الأخرى بل لأكمل الآيات التى استشهد بها , ولخرج من ذلك بالحقيقة الناصعة الوحيدة التى يقررها كتاب الله . وهى أن الإسلام يدفع عن نفسه إذا هوجم ويأمر بمسالمة من يتركونه وشأنه غيرمتعرضين لسير دعوته فى الأرض , ولا صادين أحدا عن الدخول فيها .. فإذا لمح جبارا يعوق دعوته ويهين أمته , واشتبك معه فى حروب باردة تارة ,وحامية تارة أخرى حتى يؤمن طريقه فحسب . وننقل من كتابنا ‘ الإسلام والاستبداد السياسى تفسيرا لقوله تعالى : “لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء … ”حتى يعرف المخدوعون مبادئ الدين فى أوضاعها كما نزل بها الوحى . “
|
|