ما من أحد أوذي في شخصه كما أوذي سيدنا محمد صلـى الله عليه وسلم ولقد خاطبه الله عز وجل في القرآن الكريم مواسيا إياه في آيات عدة : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }97 {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ }الحجر98 وفي آية أخرى : {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }طه130 وهذه آية ثالثة : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }39{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ }ق40 نعم .." فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ".. ألا وإن الصبر أخي / أختي في الله ليس بشجرة تؤتي أكلها كل حين بل كما العلم بالتعلم والحلم بالحلم فالصبر بالتصبر.. وخير معين على الصبر .. التسبيح ؛ قال تعالى : { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48)} الطور قال الشيخ أبو طالب المكي في هذه الآية : " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم " فأمر بالصبر لحكمه وهو سبحانه لايحكم إلا بالحق والعدل، وقال له فإنك بأعيننا فصيغة الجمع لزيادة التثبيت والتأنيس، وقال الله لموسى: ولتصنع على عيني ومن كان بعين الله ومرآى منه فلن يضيع ولن يغلب، ثم أمر بالتسبيح كما أمره به في جملة آيات على أعقاب أمره بالصبر، ولعل السر فيه أن التسبيح يعطى الإنسان شحنة روحية تحلو بها مرارة الصبر، ويحمل التسبيح بحمد الله معنيين جليلين لابد أن يرعاهما من ابتلي : 1- تنزيه الله تعالى أن يفعل عبثاً، بلكل فعله موافق للحكمة التامة، فبلاؤه لحكمة. 2- أن له تعالى في كل محنة منحة وفي كل بلية نعماء ينبغي أن تذكر فتشكر وتحمد وهذا هو سر اقتران التسبيح بالحمد هنا. وفي قوله (ربك) إيذان بكمال التربية ومزيد العناية.