اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 35540 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
موضوع: قصة ذى القرنين كاملة السبت 29 مارس 2014 - 22:13
ذكر الله تعالى قصة ذى القرنين فى سورة الكهف فى قوله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) اما عن ذى القرنين فلقد كان ملكا من ملوك الارض وكان عبدا صالحا وآمن بوحدانية الله تعالى وكان ملكا من الملوك العادلين فمكن الله له فى الارض فنشر الايمان بعبودية الله الواحد الاحد رب السموات والارض بدأ ذى القرنين التجول بجيشه الى مشارق الارض ومغاربها وذلك من اجل الدعوة الى الله فأتجه غربا حتى بلغ المكان الذى تبدو فيه الشمس انها تغرب من ورائه (ويظن المفسرون انه المحيط الاطلسى ) حيث ما كان يعتقد عن هذا المكان انه لا توجد يابسه ورائه ولا توجد به حياة فوجد ذو القرنين بها قوم فأوحى الله اليه انه مالك هؤلاء القوم فأما ان يعذبهم وأما ان يحسن اليهم فما كان من ذى القرنين العادل الا ان بلغ منهجه قال انه من تبعه فأنه سوف ينال الجزاء الحسنى من الله سبحانه وتعالى واما من اظلم واعتدى وكفر برسالته فأنه سوف يعذبه ثم يرده الى الله ليعذبه فى الحيوة الاخرة ثم اتجه شرقا لقوم يسكنون بأرض لا توجد بها اشجار او مرتفعات لتحجب الشمس عن الارض وهى اول مكان تطلع عليه الشمس فحكم بها بعدله وبنفس حكمه فى القوم الغربيون ثم اتجه ذو القرنين لقوم يعيشون بين جبلين او سدين بينهم فجوة ويتكلمون بلغتهم التى يصعب فهمها وعندما وجدوا انه ملكا قويا وعادل لجئوا اليه فى مساندتهم فى بناء سد للفجوة التى بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج وذلك مقابل خراج من المال فوافق الملك الصالح ان يبنى لهم السد وزهد فى مالهم ولكنه استعان بهم وبمواردهم فى بناء السد وسد الفجوة التى بينهم وبين يأجوج ومأجوج استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السد فجمع قطع الحديد وقاموا بوضعها فى الفتحه فوق بعضها حتى تساوى الركام مع قمتى الجبلين ثم قام بأشعال النيران على الحديد وقام بسكب النحاس المنصهر عليه ليلتحم وتشتد صلابته وقام بسد الفجوة وقطع السبيل على يأجوج ومأجوج فلم يتمكنوا من هدم السد ولا تسوره وبذلك أمن القوم الضعفاء من شرهم بعد ان انتهى الملك الصالح من بناء هذا العمل الجبار نظر اليه وحمد الله على نعمته ولم تأخذه العزة ولم يسكن الغرور بنفسه وبذلك يكون ذى القرنين هو الملك الصالح الذى مكنه الله فى الارض ويسر الله له السبل فيجتاح فى مشارق الارض ومغاربها ولكنه لا يظلم ولايتجبر على الضعفاء ولايطغى ولا يتبطرمن مساعدة الناس ولا يتخذ من الفتوحات وسيلة لجنى المال
فقال الحافظ بن حجر رحمة الله عليه انه اختلف فى ذى القرنين فقيل كان نبيا .......وقيل كان ملكا من الملائكة وقيل ... لم يكن ملكا ولا نبيا وقيل ......كان من الملوك وقال الشيخ بن عثيمين رحمة الله عليه انه ملك صالح جاء فى عهد ابراهيم عليه السلام قيل انه طاف معه بالبيت فالله واعلم اما قد قد يتوارد على السنة البعض ان ذى القرنين هو ذاته الاسكندر المقدونى الذى غزا الهند والصين وبلاد الترك وقهر ملك الفرس واستولى على مملكته فهذا القول باطل ومردود عليه من اهل العلم حيث قال الحافظ ردا على ما تردد عن انه المقدونى بأن الاسكندر المقدونى كان فى زمن قريب من زمن عيسى عليه السلام وبين زمن سيدنا ابراهيم عليه السلام وعيسى عليه السلام حوالى 2000سنة ولكن سمى الاسكندر اليونانى بذى القرنين لانه قهر الفرس والروم وكان له ملك عظيم وتغلب على بلدان كثيرة لذلك سمى ذى القرنين تشبها بذى القرنين فى سعة ملكه وغلبته على البلاد الكثيرة بالاضافة الى ان الاسكندر المقدونى كان كافر وكان معلمه ارسطاطاليس فكان يأمر بأمره فهو كافر بلا شك اما ذى القرنين الرجل الصالح الحاكم العادل فكان رجلا مسلما فيقول ابن كثير رحمة الله عليه { ذكر الارزقى وغيره ان ذى القرنين اسلم على يد سيدنا ابراهيم عليه السلام وطاف معه حول الكعبة مع سيدنا اسماعيل عليه السلام } وبهذا فأن ذى القرنين كان مسلما من العرب اما الاسكندر المقدونى فلقد كان كافر مشركا يعبد الكواكب والاوثان واهله مثله فما زعمه الفرس من ان ذى القرنين كان جدهم او كان نبيا من انبيائهم على ملتهم ودينهم فأن زعمهم باطلا كما بينه اهل العلم و المؤرخين